مراسلون 24 – هشام العصادي
أثارت وفاة سيدة حامل تشتغل إطارًا صحيًا ووسيطة صحية جماعية بجماعة سيدي رضوان – بني كلة، جدلًا واسعًا في إقليم وزان وخارجه، بعد أن فارقت الحياة في ظروف غامضة عقب خضوعها لعملية قيصرية بمصحة خاصة حديثة العهد. الحادثة خلفت حالة من الصدمة بين أسرتها وزملائها، وأعادت إلى الواجهة النقاش حول مسؤولية المصحات الخاصة وجودة خدماتها الطبية.
تفاصيل الحادثة
الراحلة خولة بنخالتي، وهي ناشطة جمعوية ضمن جمعية الحنان، دخلت مصحة وزان وهي على وشك وضع مولودها، غير أن حالتها الصحية تدهورت بشكل مفاجئ، ليتم نقلها لاحقًا إلى مصحة خاصة بمدينة سلا الجديدة، حيث أُعلن عن وفاتها.
الغموض لا يزال يلفّ مكان الوفاة الحقيقي، إذ لم تُحسم بعد ما إذا فارقت الحياة داخل مصحة وزان، أم أثناء نقلها عبر سيارة الإسعاف، أم بعد وصولها إلى مصحة سلا.
رفض تسليم الملف الطبي يثير الشكوك
أسرة الفقيدة عبرت عن صدمتها بعد رفض إدارة المصحة الخاصة بسلا الجديدة تسليمها الملف الطبي الكامل لخولة، مما زاد من شكوكهم حول ظروف الوفاة.
شقيق الراحلة أشار إلى أن خولة خضعت لتخدير كليّ قد لا يتناسب مع وضعها الصحي، مرجحًا أن يكون لذلك دور في وفاتها المفاجئة، وهو ما يستوجب ـ حسب قوله ـ فتح تحقيق طبي وإداري محايد.
إحتجاجات ومطالب بالعدالة
أفراد من أسرة الفقيدة، إلى جانب جيرانها وزملائها، نظموا وقفة احتجاجية أمام مصحة وزان المتعددة التخصصات، طالبوا خلالها بكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، مؤكدين أن ما وقع “لن يمر مرور الكرام”.
كما اتهمت العائلة إدارة مصحة سلا بمحاولة نقل الجثمان إلى مستودع الأموات دون علمهم، قبل تمكينهم من الوثائق الطبية الرسمية، وهو ما اعتبروه مساسًا بحقوقهم.
دعوات لتدخل السلطات بشكل رسمي
في ظل هذا الجدل المتصاعد، ناشد المجتمع المدني وأسرة الفقيدة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بفتح تحقيق شامل في الموضوع، مع إحالة الملف على النيابة العامة المختصة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات في حال ثبوت وجود إهمال أو خطأ طبي.
وفاة خولة بنخالتي لم تُنهِ فقط حياة سيدة كانت في أوج عطائها المهني والجمعوي، بل فجّرت قضية رأي عام محلية تضع المصحات الخاصة وجودة خدماتها تحت مجهر التساؤلات. وبين انتظار نتائج التحقيقات ومطالب الأسرة والمجتمع المدني، تبقى الحقيقة وحدها الكفيلة بإنصاف الراحلة وأهلها.