مراسلون 24 – وكالات
توفي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الذي طبع الحياة السياسية الفرنسية على مدى عقود صباح الخميس عن 86 عاما وسيتذكره العالم على الدوام بسبب رفضه الانضمام الى الحرب على العراق عام 2003.
وقال سالا-بارو زوج ابنته كلود شيراك “الرئيس جاك شيراك توفي هذا الصباح بين عائلته بسلام”.
ولم يذكر سبب وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق الذي سبق وأن تعرض مرارًا لوعكات صحية منذ انتهاء ولايته الرئاسية عام 2007.
وبعد تلقي النبأ، لزمت الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ دقيقة صمت. كما أغلقت الشرطة الفرنسية الشارع الذي يعيش فيه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في العاصمة باريس.
وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران إن “جاك شيراك بات الآن جزءا من تاريخ فرنسا”، مضيفا “فرنسا على صورته متقدة وفي بعض الأحيان تشهد تناقضات”.
من جهته قال الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، إن “جزء من حياتي رحل اليوم”.
وسارع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى التعبير عن تأثره البالغ اثر تلقيه نبأ وفاة الرئيس الأسبق.
وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مينا اندرييفا نقلا عن يونكر إن “أوروبا لا تخسر فقط رجل دولة عظيما، إنما الرئيس يخسر أيضا صديقا مقربا”.
كما نعى رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري شيراك الذي كانت تجمعه علاقة صداقة متينة بوالده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وقال الحريري في بيان “غاب عن العالم اليوم رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا”.
وترأس شيراك الجمهورية الفرنسية من عام 1995 وحتى 2007، وأمضى 12 عاما في قصر الاليزيه ما جعله الرئيس الفرنسي الذي قضى اطول فترة في السلطة بعد الحرب، بعد سلفه الاشتراكي فرنسوا ميتران.
وعلى الساحة الدولية، سيذكر العالم شيراك بشكل أساسي بسبب معارضته الولايات المتحدة برفضه الدخول في حرب العراق عام 2003.
أما على الصعيد الداخلي، فقد تميزت رئاسته باعترافه بمسؤولية الدولة الفرنسية عن جرائم من كانوا متواطئين مع النازية وتوجيهه نداء في مواجهة تدهور البيئة في العالم.
واختفى شيراك من الحياة العامة خلال السنوات الأخيرة، وذكرت تقارير أنه كان يعاني من أوضاع صحية حادة.
ويعود آخر ظهور علني له إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2014 في متحف ‘كي-برانلي’ في باريس الذي يحمل منذ ذلك الحين اسمه.
وكان شيراك شخصية رئيسية في اليمين الفرنسي وتولى أيضا رئاسة الوزراء مرتين بين 1974-1976 و 1986-1988 وكان رئيسا لبلدية باريس من 1977 حتى 1995.
وكان شيراك يحظى بشعبية كبرى منذ أن غادر السلطة، لكنه تعرض لهزائم انتخابية قاسية، ففي العام 1988 هزمه فرنسوا ميتران إلى حد أن زوجته برناديت صرحت يائسة “إن الفرنسيين لا يحبون زوجي”.
وبعد 12 عاما أدى حل الجمعية الوطنية الذي كان يفترض أن يعزز غالبيته في هذا المجلس، إلى هزيمة قاسية لليمين في فرنسا.
ثم بدأت متاعب شيراك مع القضاء بعد انسحابه من الحياة السياسية. وفي العام 2011 أصبح أول رئيس سابق يحكم عليه في فرنسا بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس حين كان يتولى رئاستها.
كان شيراك أبا لابنتين، وهما لورنس التي توفيت في أبريل/نيسان 2016 وكلود التي كانت مستشارته الإعلامية.