وزير الداخلية المغرب يجتمع ونظيره الاسباني لتعزيز التعاون في الأمن والهجرة استعدادا لمونديال 2030

Le ministre de l’Intérieur, M. Abdelouafi Laftit, s’entretient avec son homologue espagnole, M. Fernando Grande-Marlaska

مراسون 24 – متابعة

عقد وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، ونظيره الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، يوم الاثنين 10 فبراير 2025 في مدريد، اجتماعًا موسعًا تمحور حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

ووفقًا للبيان المشترك الصادر عقب الاجتماع، أشاد الجانبان بجودة الشراكة الاستثنائية التي تجمع الرباط ومدريد، والتي تستمد قوتها من علاقات الصداقة والتقدير المتبادل بين العاهلين، الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، وكذا بين الأسرتين الملكيتين في البلدين. كما أكد الوزيران أن هذه الشراكة عرفت دفعة استراتيجية متجددة منذ اعتماد خارطة الطريق الجديدة يوم 7 أبريل 2022، عقب المباحثات التي جمعت الملك محمد السادس برئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، والتي يجري تنفيذها بحزم وثبات.

تعزيز التنسيق الأمني وتبادل المعلومات
في الشق الأمني، أكد المسؤولان على متانة التعاون الثنائي في مواجهة التحديات المشتركة، حيث تم تسليط الضوء على النتائج الإيجابية التي تحققت في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، والتي تهدد استقرار الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. واتفق الجانبان على ضرورة تعزيز قدرات الاستباق الأمني، وتكثيف آليات تبادل المعلومات والخبرات، إلى جانب تعزيز التنسيق العملياتي بين المصالح المختصة في كلا البلدين.

تنسيق الجهود لمواجهة تحديات الهجرة
فيما يخص قضايا الهجرة، شدد الوزيران على أهمية التضامن الفاعل في محاربة شبكات تهريب البشر، مؤكدين على التوافق بين مقاربتي البلدين في تبني سياسات هجرية منظمة، تشجع على تدفقات بشرية منتظمة وآمنة، تعزز التقارب بين الشعوب وتوطد الروابط الحضارية. كما أشادا بالنتائج الملموسة التي حققها المجموعة المختلطة الدائمة حول الهجرة (GMMP)، باعتبارها منصة محورية في التعاون المغربي الإسباني بهذا الخصوص.

نجاح عملية “مرحبا” والاستعداد لمونديال 2030
وتناول الاجتماع تقييم عملية عبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج مرحبا/ترانزيت 2024، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما للنجاح الكبير الذي حققته هذه العملية، والتي أضحت نموذجًا يُحتذى في التعاون الإداري واللوجستي بين المؤسسات المغربية والإسبانية. وفي هذا السياق، تم تبادل وجهات النظر حول التحضيرات الجارية لإنجاح نسخة سنة 2025، حيث نوه الوزيران بالدور المحوري الذي تلعبه مؤسسة محمد الخامس للتضامن في ضمان التنظيم الأمثل لهذه العملية.

كما تم التطرق إلى التنسيق المشترك حول التحضيرات لتنظيم كأس العالم 2030، والذي سيستضيفه كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز أوجه التعاون والتكامل بين الدول الثلاث المنظمة، لضمان إنجاح هذا الحدث الكروي العالمي على جميع المستويات التنظيمية والأمنية واللوجستية.

تعاون إنساني يعكس روح التضامن المتبادل
في ختام اللقاء، أشاد الوزيران بالروح التضامنية التي تربط الشعبين المغربي والإسباني، والتي تجسدت مؤخرًا من خلال المساعدات المتبادلة في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث سارعت فرق الإنقاذ والإغاثة الإسبانية إلى تقديم الدعم عقب زلزال الحوز، في حين قدمت الفرق المغربية المساعدة خلال الفيضانات التي ضربت منطقة فالنسيا.

ويشكل هذا الاجتماع خطوة جديدة في مسار التعاون العميق بين المغرب وإسبانيا، ليعكس الرؤية المشتركة بين البلدين من أجل بناء فضاء أورو-متوسطي أكثر أمانًا واستقرارًا، قائم على الحوار والتنسيق والشراكة الاستراتيجية المستدامة.