دلال العكيلي
تسارعت وتيرة انتشار فيروس كورونا المستجد بالولايات المتحدة حيث سجلت آلاف الإصابات وعشرات الوفيات، في وقت يوشك فيه المخزون الاحتياطي الوطني أن ينفد مما يلزم طواقم البلاد الطبية من أجهزة التنفس الاصطناعي والكمامات والقفازات، إذ ينتشر فيروس كورنا المستجد في الولايات المتحدة انتشار النار في الهشيم، إذ حذر الرئيس دونالد ترامب الأميركيين من أن البلاد تدخل “مرحلة مروعة”.
اذ حذّر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الاوبئة وخبير الأمراض المعدية الأحد من إمكان أن يحصد فيروس كورونا المستجدّ أرواح ما بين مئة ومئتي ألف شخص في الولايات المتحدة، داعياً إلى توخي الحذر بشأن التوقعات، وقال الطبيب أنتوني فاوتشي لشبكة “سي إن إن” بشأن عدد الوفيات المحتمل في الولايات المتحدة “بناء على ما نراه اليوم، أقول ما بين مئة ومئتي ألف”، وأصبح فاوتشي في نظر ملايين الأميركيين، شخصية تدعو الى الاطمئنان بسبب تصريحاته شبه اليومية أثناء المؤتمر الصحافي الذي يعقده البيت الأبيض بشأن مستجدات الفيروس. وتحدث الطبيب عن احتمال “إصابة الملايين”، إلا أنه كان حريصاً على التذكير بحذر بأن نماذج التوقعات تستند دائماً إلى فرضيات، وأوضح أن التوقعات “تعطي أسوأ وأفضل السيناريوهات وعموماً الحقيقة تكمن في مكان ما في الوسط”.
وأضاف مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية “لم أرَ يوماً بين الأمراض التي أجريتُ أبحاثاً عليها” آفةً انتهت بأسوأ التوقعات التي غالباً ما تكون “مبالغا فيها”، وبحسب جامعة جونز هوبكنز التي تُعتبر احصاءاتها مرجعية، سُجّلت حتى الآن رسمياً في الولايات المتحدة نحو 125 ألف إصابة مثبتة بكوفيد-19، وهي أعلى حصيلة في العالم، وارتفع عدد الوفيات (2191) في البلاد أكثر من ضعفين، فيما تطلب الامر شهراً كي يتخطى عتبة الألف وفاة، وتقدّر توقعات كلية الطبّ في جامعة واشنطن أن تكون ذروة الوباء في الولايات المتحدة في منتصف نيسان/أبريل، مع استقرار عدد الوفيات عند 80 ألفاً اعتباراً من حزيران/يوينو، إذا تواصلت وتيرة التفشي الحالية، ووفق النموذج، فإن عدد الوفيات سيبلغ 38 ألف شخص على الأقل و162 ألفاً في أبعد تقدير، في المقابل، أودت الانفلونزا ب34 ألف شخص في البلاد أثناء وباء 2018-2019.
لماذا تسجل الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات بكورونا
انتقلت الولايات المتحدة من رصد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد على أراضيها في نهاية كانون الثاني/يناير إلى إعلان حصيلة رسمية تفوق مئة ألف إصابة، ما يجعل هذا البلد يحتل المرتبة الأولى في العالم في عدد ألإصابات بوباء كوفيد-19، وقضى حوالى 1600 شخص جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد بحسب آخر حصيلة صدرت، غير أن نسبة الوفيات تبقى أدنى بكثير مما هي في العديد من الدول الأوروبية.
كيف وصلت امريكا إلى ما هي عليه اليوم؟
يحذر خبراء الصحة العامة بأن الوباء لم يبلغ ذروته بعد في الولايات المتحدة، غير أن ثمة عوامل عدة خلف تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات في هذا البلد، ففي بداية أزمة انتشار الوباء، اتُّهم الرئيس دونالد ترامب بالتقليل من خطورتها، بتأكيده خلافا لرأي مسؤولي الصحة أن انتشار الفيروس محليا ليس أمرا “محتوما”، ومع توالي الإصابات، أولا في ولايتي واشنطن وكاليفورنا (غرب)، بدا البلد عاجزا عن رصد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين بشكل فعال لعدم توافر فحوص على نطاق واسع لكشف الإصابات بالفيروس.
ورفضت الحكومة في بادئ الأمر رفع بعض القيود للسماح للولايات بتطوير فحوصها بنفسها، ما زاد من التأخير في مواجهة الأوضاع، وأرسلت أولى الفحوص المتوافرة إلى مقر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلنتا، وبدورها أرسلت مراكز مكافحة الأمراض فحوصا غير صالحة إلى الولايات، ما زاد من التأخير، ولم ترفع الحكومة القيود المفروضة إلا في 29 شباط/فبراير، يوم حصول أول وفاة في الولايات المتحدة، وبعد أكثر من شهر على رصد أول إصابة. وبعد ذلك، انضم القطاع الخاص بدوره إلى الجهود، وأوضح غابور كيلن مدير قسم طب الطوارئ في جامعة جون هوبكينز لوكالة فرانس برس “لو تمكنا من الوصول إلى رصد الذين تواصلوا مع الأشخاص المصابين، لكنا ربما عثرنا على المزيد من الحالات بشكل سريع، وعزلنا مواقع الانتشار الكبير”.
وسعى المسؤولون الأميركيون للدفاع عن أنفسهم فرددوا أن الفحوص التي طورتها كوريا الجنوبية، البلد النموذجي على صعيد استراتيجية الرصد الجماعي للإصابات، كانت تعطي أحيانا نتائج إيجابية بالخطأ، لكن هذا لا يهم برأي غابور كيلن الذي يؤكد “الأمر الذي أعلّمه لتلاميذي في الطب: أي شيء أفضل من لا شيء، وكلما كان الوقت أبكر كان الأمر مجديا أكثر (…) الأفضل عدو الجيد”.
باتت ولاية نيويورك بؤرة الوباء في الولايات المتحدة مع تسجيل حوالى 45 ألف إصابة وأكثر من 500 وفاة حتى الجمعة، وهي أرقام تشهد تطورا سريعا، تليها ولاية نيوجرزي المجاورة، ثم كاليفورنا وولايات واشنطن وميشيغن وإيلينوي، مع تركز الحالات في المدن الكبرى مثل نيويورك، وحذر أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد توماس تساي من أنه يجدر بالولايات التي لم تشهد تزايدا في انتشار الوباء في الوقت الحاضر، ألا تسارع إلى استخلاص العبر.
وقال لفرانس برس إن “الولايات المتحدة ليست مجموعة موحدة، فهناك خمسون ولاية مع تحركات مختلفة قررها الحكام وإدارات الصحة العامة المحلية”، وأضاف “أعتقد أن ما نحن بحاجة إليه هو مجهود وطني حقيقي بالتنسيق” محذرا من أن الاستمرار في “ردود متباينة” بين الولايات تستهدف حركة الأشخاص قد تجعل ولايات جديدة تشهد انتشارا للوباء شبيها بما يحصل في نيويورك، وفرض الحجر المنزلي اعتبارا على أكثر من 60% من الأميركيين، ما يعني أن حوالى 30% من أصل تعداد إجمالي قدره 330 مليون نسمة غير خاضعين لهذا التدبير.
ما يبعث على الأمل هو أن معدل الوفيات الوطني المستند إلى عدد الإصابات المثبتة يبقى في الوقت الحاضر متدنيا نسبيا، بمستوى 1,5% بالمقارنة مع 7,7% في إسبانيا و10% في إيطاليا، لكن هل سيستمر هذا التوجه؟ هذا سؤال ينقسم حوله الخبراء، أوضح خبير علم الأوبئة في جامعة تورونتو ديفيد فيسمان لفرانس برس أن “نسبة الوفيات لا تطمئن”، موضحا أنها “ستزداد لأن الأمر يستغرق وقتا حتى تحصل وفيات أتوقع أن تكون الولايات المتحدة على أبواب وباء كارثي بالمطلق”.
ويتفق الجميع على نقطة واحدة وهي أن تدابير الابتعاد الاجتماعي ضرورية للاستمرار في “خفض مسار” انتشار الوباء، أي إبطاء عدد الإصابات الجديدة وسرعة تسجيلها لتفادي قدر الإمكان استنفاد طاقات المستشفيات كما يحصل في نيويورك، ومن المحتمل من وجهة نظر علمية أن يتحول الفيروس مع الوقت إلى شكل أقل فتكا، برأي غابور كيلن، كما أن الحر والرطوبة قد يبطئان انتشاره.
وتتوقع كلية الطب في جامعة واشنطن إذا ما استمر المسار الحالي تسجيل ذروة في انتشار الوباء قرابة منتصف نيسان/أبريل، على أن يراوح عدد الوفيات حوالى 80 ألفا اعتبارا من حزيران/يونيو ويشير النموذج الذي وضعته الكلية إلى أن هذا العدد سيتراوح بين 38 ألف وفاة كحد أدنى و 162 ألفا كحد أقصى، وبالمقارنة، فإن الإنفلونزا أسفرت عن وفاة 34 ألف شخص في الولايات المتحدة خلال 2018-2019.
ترامب يتخلى عن فكرة إغلاق نيويورك
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيصدر تحذيرا من السفر في منطقة نيويورك التي تضررت بشدة من انتشار فيروس كورونا وذلك بهدف الحد من التفشي، ليتراجع بذلك عن اقتراح سابق بأنه قد يسعى لإغلاق المنطقة برمتها، وقال ترامب على تويتر “الحجر الصحي لن يكون ضروريا”، جاء إعلان الرئيس في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الوفيات في الولايات المتحدة بسبب الفيروس 2100 حالة وهو أكبر من ضعفي العدد قبل يومين، وسجلت الولايات المتحدة حتى الآن 122 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا وهو أكبر عدد من الإصابات في بلد واحد، كان ترامب قد قال إنه قد يحظر السفر من أو إلى نيويورك وأجزاء من نيوجيرزي وكونيتيكت، وهي منظقة تشكل مركز تفشي الفيروس في الولايات المتحدة، بهدف حماية الولايات الأخرى التي لم تتأثر بشدة بالمرض.
وقوبلت الخطة بانتقادات على الفور بوصفها غير عملية ومن شأنها أن تسبب الفوضى في منطقة تعد المحرك الاقتصادي لشرق الولايات المتحدة وتضم عشرة بالمئة من السكان وتدر 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكنه تخلى بعد ساعات عن الفكرة وقال إنه سيطلب بدلا من ذلك من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إصدار “تحذير قوي بشأن السفر” يقوم على إدارته حكام نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت، وحذرت المراكز في وقت لاحق سكان الولايات الثلاث من السفر الداخلي غير الضروري لمدة 14 يوما، وقالت إن التحذير لا ينطبق على موظفي “قطاعات البنية التحتية الحساسة” ومنها الصحة العامة والخدمات المالية.
الكوادر الطبية: الخوف وشح الإمدادات في الحرب على كورونا
يشعر الأطباء وطواقم التمريض بالولايات المتحدة، الذين يتصدرون المعركة ضد فيروس كورونا المستجد الذي أصاب عشرات الآلاف من الأمريكيين وأودى بحياة المئات منهم، بالصدمة من الضرر الذي يلحقه الفيروس بالمرضى وأسرهم وبأنفسهم، وصف أطباء وأفراد من طواقم التمريض إحباطهم من نقص المعدات ومخاوفهم من نقل العدوى إلى أسرهم ولحظات اليأس الشديد التي مروا بها وانهمرت فيها دموعهم.
تبدأ أرابيا موليت طبيبة الطوارئ المتخصصة في الأمراض الباطنية الصلاة أثناء استقلالها سيارة أجرة إلى العمل في الصباح، فهي بحاجة إلى هذه الدقائق القليلة من الإحساس بالسلام كما تحتاج إلى تبادل بعض الدعابات بقلب خال من الهموم مع العاملين بالمقصف في المركز الطبي التابع لمستشفى بروكديل الجامعي في بروكلين في الساعة 6:45 صباحا، للتخفيف عنها قبل أن تدخل إلى ما تصفه بأنه “ساحة حرب طبية” وأحيانا لا تستطيع كبح دموعها في نهاية نوبة عملها، التي كثيرا ما تتجاوز مدتها المقررة وهي 12 ساعة بكثير، وقالت موليت “نحاول الاستمرار دون أن نغرق نحن خائفون. نحاول أن نحارب من أجل حياة الآخرين، لكننا نحارب من أجل حياتنا أيضا”.
وهناك شح في إمدادات اسطوانات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي كما أن المساحة باتت محدودة في مستشفى بروكديل ومستشفى سانت بارناباس في برونكس اللذين تعمل فيهما موليت، وتشعر موليت بأن الأمر يعنيها شخصيا عندما ترى المرضى وهم يعانون وهي تعلم أنها قد لا تملك ما يكفي من موارد لتساعدهم، وتتساءل إحدى ممرضات قسم الطوارئ في مستشفى نورثويل هيلث في منطقة مدينة نيويورك إلى متى يمكنها التحمل.
فبعد رؤية مرضى وحالتهم تتدهور على مدى أيام ومشاهدة العاملين في الرعاية الصحية والأقارب وهم ينفجرون بالبكاء، تناقش الممرضة، وهي أم لطفل، مع زوجها ما إذا كان ينبغي أن تترك عملها الذي تمارسه منذ أكثر من عشر سنوات، وقالت الممرضة، التي اشترطت عدم نشر هويتها، إنها ترى الناس وهم يوصلون مريضا من أقاربهم وينصرفون مودعين، وأضافت “لا يمكننا أن نخبرهم بأنه قد يكون الوداع الأخير” وتابعت قائلة “الناس ينهارون… الجميع خائفون جدا من الإصابة بالعدوى… أحس بأن الكثير من العاملين يشعرون بالهزيمة”.
وقالت إنها لم تكن قلقة جدا على سلامتها في البداية لأن المرض كان يبدو مميتا أكثر بالنسبة لكبار السن ومن يعانون أوضاعا مرضية كامنة، وأضافت أن ثقتها تبددت بعدما رأت حالات خطيرة متزايدة من المرضى الشبان، وقالت “الآن يجعل احتمال الموت أو التنفس بمساعدة أنبوب الذهاب إلى العمل أصعب”، بدأت ممرضة في سياتل إجراء الفحوص لمرضى قد يكونون مصابين بفيروس كورونا عند بوابة المستشفى، وهي وظيفة تختلف عن عملها الأصلي، قالت إنها لا تتحدث عن عملها الجديد في المنزل حتى لا يشعر أطفالها، وهم في سن الذهاب إلى المدرسة، بالقلق، ولا يفهم زوجها طبيعة عملها ويطلب منها رفض المهام الي قد تعرضها للخطر، وقالت “ما أفكر فيه هو أن الأمر ليس آمنا بالفعل في رأيي” لكنها تخشى عزلها عن أسرتها إذا أصيبت بالفيروس، وقالت “سأعيش في سيارتي إذا اضطررت لهذا لن أنقل المرض لأسرتي”، وألقت بالمسؤولية على الحكومة لأنها لا تبذل المزيد من الجهد للاستعداد والتنسيق، وأضافت “لا ينبغي أن يموت الناس بسبب سوء التخطيط”.
انتشار كالنار في الهشيم
قال الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة، إن وتيرة انتشار جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البلاد متسارعة، وقال فوسي لـCNN، إن الوباء يتفشى بشكل متسارع في الولايات المتحدة و”هناك أجزاء أخرى من البلاد نحتاج إلى أن نشعر بما يحدث فيها بشكل أفضل”، وقال كبير مسؤولي الصحة في الولايات المتحدة “إن الطريقة التي نقوم بها بذلك هي عن طريق زيادة الاختبارات وتحديد الأشخاص المصابين، وعزلهم، ومن ثم تتبع الإصابات”.
وأشار فوسي إلى أن مدينة نيويورك تتصدر حالات كورونا في الولايات المتحدة، موضحًا أن حوالي 60٪ من الإصابات الحالية على مستوى البلاد في نيويورك، و56٪ من الإصابات الجديدة تأتي من المدينة أيضًا، وأضاف فوسي: “أعني، لقد تحدثت إلى المسؤولين السياسيين في نيو أورليانز وفي ولاية لويزيانا إنهم يقومون الآن بإغلاق الأشياء بطريقة نشطة جدًا من المحتمل أنه كان يجب القيام بذلك في وقت أقرب قليلاً – لا ألقي اللوم على أي شخص في هذا الأمر – ولكنك لا تعرف شيئًا بسبب طبيعة هذا التفشي” للوباء.
وحتى الآن، يوجد ما لا يقل عن 65201 إصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، منهم 928 حالة وفاة، وفقًا لإحصاءات CNN Health.
تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي
أذن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام قانون الإنتاج الدفاعي، لمطالبة شركة جنرال موتورز بإنتاج المزيد من أجهزة التنفس، بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة، وقال بيان صادر عن البيت الأبيض: “لقد كانت مفاوضاتنا مع جنرال موتورز بشأن قدرتها على توريد أجهزة التنفس الصناعي مثمرة، لكن معركتنا ضد الفيروس ملحة للغاية بحيث لا تسمح عملية الأخذ والعطاء بمواصلة عملية التعاقد سيرها الطبيعي”.
وأضاف بيان البيت الأبيض: “كانت جنرال موتورز تضيع الوقت، ستساعد إجراءات اليوم على ضمان الإنتاج السريع لمراوح التهوية التي ستنقذ حياة الأمريكيين”، وغرد ترامب عبر تويتر: “قالوا إنهم سيعطوننا 40 ألف من أجهزة التهوية التي تشتد الحاجة إليها، بسرعة كبيرة والآن يقولون إنهم سيصلون إلى 6 آلاف فقط في أواخر أبريل/نيسان”، واصفا ذلك بأنه فوضوي.
مجلس الشيوخ يوافق على خطة الإنعاش
وافق مجلس الشيوخ بالإجماع على خطة “تاريخية” بقيمة ألفي مليار دولار لدعم أول اقتصاد في العالم يخنقه وباء فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في الولايات المتحدة حتى الآن، وأقر النص الذي يدعمه الرئيس دونالد ترامب ووضع بعد مفاوضات بين أعضاء مجلس الشيوخ والبيت الأبيض ووصفه مفاوضون ب”التاريخي”، الأربعاء بتأييد كل الديموقراطيين والجمهوريين الحاضرين (96 صوتا مقابل صفر).
ويفترض أن يوافق مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، على الخطة في تصويت مقرر الجمعة قبل عرضها على الرئيس ترامب لتوقيعها، وكان ترامب صرح في مؤتمر صحافي “أشجع مجلس النواب على المواقفة على هذا النص الحيوي وإرسال المشروع لي بدون انتظار لأصدره. سأقوم بتوقيعه فورا”، وأكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي قاد المفاوضات مع الكونغرس “نحن بحاجة لطرح هذه الأموال في الاقتصاد الأميركي وإرسالها إلى العاملين الأميركيين”.
وتشمل هذه الإجراءات إرسال مساعدات مباشرة إلى الأميركيين يمكن أن تصل قيمتها إلى 1200 دولار لكل بالغ و500 للطفل، وذلك إلى العائلات التي يقل دخلها عن 150 ألف دولار سنويا، كما تم تعزيز تعويضات البطالة والسماح للعاملين المستقلين بالاستفادة منها، وهو مطلب أساسي للديموقراطيين، ويشمل النص أيضا 500 مليار دولار من القروض والمساعدات للشركات والقطاعات الاساسية بينها نحو ثلاثين مليارا لقطاع الطيران (الشحن والركاب)، إلى جانب مئة مليار أخرى للمستشفيات التي بات الطلب يفوق طاقتها.
تزايد الضغوط على أطباء وممرضات أمريكا
شهدت الولايات المتحدة مؤشرين مفزعين، إذ تجاوز عدد الوفيات الألف، ليصل إلى 1261، وتجاوز إجمالي عدد الإصابات 85 ألفا، لتتخطى بذلك الولايات المتحدة عدد الإصابات في الصين وإيطاليا وتصبح صاحبة أعلى عدد من الحالات المؤكدة حول العالم، وقال إريك نيبارت أخصائي الأمراض المعدية والأستاذ المساعد في مستشفى ماونت سيناي ”هذا يتخطى قصص الأفلام. لا يمكن أن يتخيل أحد ذلك أو أن يكون مستعدا تماما لهذا عليك بذل قصارى جهدك في ظل هذه الظروف وبالإمكانات المتاحة. معدل انتشار المرض لا يصدق“.
وأدى ارتفاع عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا إلى ضغط لم يسبق له مثيل على المستشفيات التي لا تحتوي على ما يكفي من أجهزة التنفس الصناعي التي يحتاجها المصابون بالفيروس، وقال حاكم ولاية نيويورك آندرو كومو إن أي سيناريو واقعي لتفشي المرض يتجاوز قدرة نظام الرعاية الصحية على الاستيعاب، وتكافح نيويورك، التي أصبحت بؤرة تفشي المرض في الولايات المتحدة بتسجيل أكثر من 37 ألف إصابة و385 حالة وفاة، لإيجاد المزيد من الأسرة للمرضى وتنظر السلطات في إمكانية تحويل غرف الفنادق والمساحات الإدارية وأماكن أخرى إلى مراكز رعاية صحية بجانب تجهيز مركز مؤتمرات كمستشفى مؤقت، وقالت ماريا لوبيفارو، وهي ممرضة تعالج قدامى المحاربين المصابين بكورونا في نيويورك، إنهم عادة يغيرون الأقنعة بعد كل تعامل مع المريض. لكنهم الآن يحصلون على قناع طبي واحد لاستخدامه طوال فترة العمل الممتدة لمدة 12 ساعة.
الجيش الأمريكي يخفي بعض بيانات الإصابة بين صفوفه
قرر الجيش الأمريكي التوقف عن تقديم بعض البيانات التفصيلية عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بين صفوفه تحسبا لأن يستخدم أعداءه هذه البيانات مع تفشي الفيروس، وأوضح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الخطة في مقابلة مع رويترز قائلا إنه يريد أن يستمر الجيش في تقديم بيانات عامة عن حالات الإصابة بين أفراد الجيش والتي زادت بنسبة 30 بالمئة إلى 227 حالة، لكنه قال إنه يريد حجب بعض المعلومات الخاصة بالمهام لمنع تعريض أمن العمليات للخطر، وقال إسبر دون أن يحدد بدقة نوع المعلومات التي يريد حجبها أو متي سيبدأ في تنفيذ هذه الخطة “ما نريده هو إعطاؤكم بيانات مجمعة. لكن لن نفصل الأرقام لأن ذلك من شأنه كشف معلومات عن الأماكن التي يكون تضررنا فيها أعلى ربما من أماكن أخرى”.