مراسلون 24 – متابعة
انتقادات متواصلة لمجالس الأقاليم الجنوبية لإسبانيا إزاء الحكومة المركزية بمدريد، إثر التداعيات الاقتصادية السلبية الناجمة عن إقصاء الموانئ الإسبانية من “عملية مرحبا” لسنة 2021، في ظل “الجفاء الدبلوماسي” بين المملكة المغربية ونظيرتها الإيبيرية منذ استقبالها لزعيم جبهة “البوليساريو”.
ولفتت مجموعة من المنشورات الإعلامية إلى فداحة الأضرار المالية التي مست قطاع النقل البحري بالأقاليم الجنوبية للمملكة الإسبانية، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء الذي تكبد خسائر تبلغ 11 مليون أورو، بالإضافة إلى خسارة 300 وظيفة موسمية خاصة بعبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج من الميناء البحري.
وأعرب خوسيه إجناسيو لاندالوس، عمدة مدينة الجزيرة الخضراء، عن استيائه من غياب الاهتمام المركزي بالميناء البحري الذي يضطلع بأدوار مرجعية في المنطقة المتوسطية، بتعبيره، ليلفت الانتباه إلى تعميق القرار المغربي للأزمة الاقتصادية التي تعانيها المدينة في ظل تفشي الجائحة العالمية.
وأورد المتحدث، في تصريحات أدلى بها لبعض الصحف الإسبانية، أن حكومة مدريد لا تساعد إقليم الجزيرة الخضراء بالشكل الكافي في ما يتعلق بمواجهة تداعيات جائحة “كورونا”، داعيا السلطة التنفيذية المركزية إلى إيلاء بلدته العناية اللازمة في الأشهر المقبلة.
وانتقد خوانما مورينو، عمدة مدينة الأندلس، إلغاء “عملية مرحبا” لهذه السنة نظرا إلى انعكاساتها الاقتصادية الضخمة على إسبانيا؛ ما دفعه إلى لقاء بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، من أجل التباحث حول الأوضاع العامة التي تعيشها المدينة في الظرفية الصحية الراهنة.
وأشار مورينو إلى أن الأندلس تقع “ضحية” الخلافات الدبلوماسية بين البلدين المتجاورين، مؤكدا أن المدينة تحظى بعلاقات حسنة ومهمة مع الجانب المغربي، سواء تعلق الأمر بالمجاليْن الاقتصادي أو الثقافي، داعيا إلى حلحلة المشاكل الثنائية بطريقة ودية في أقرب فرصة.
وفقد ثغرا سبتة ومليلية، وفق المنشورات الإعلامية ذاتها، مداخيل مالية أساسية كانت الجالية المغربية توفرها للسلطات الإسبانية؛ الأمر الذي دفع العديد من الهيئات السياسية والحقوقية إلى المطالبة بإيجاد تسوية دبلوماسية مستعجلة لأكبر أزمة في تاريخ البلدين.
وتشير إحصائيات عملية “مرحبا 2019” إلى عبور أزيد من 800 ألف مركبة للموانئ الإسبانية؛ فيما زار المملكة المغربية قرابة 3 ملايين مغربي، على أساس أن عدد أفراد الجالية يقدر بحوالي 5 ملايين مغربي ومغربية، يقطن أغلبهم ببلدان القارة الأوروبية.