متابعة : حسن الحماوي
“الحاجة أم الاختراع” مثال يقال عندما لايجد الانسان بدا من القيام بنفسه بتدبير شؤونه الملحة ولو إستدعى الامر جهدا كبيرا فيضطر أمام الحاجة الملحة الى إنجاز أشياء يعجز عنها من قبل.
هكذا حال أحد المواطنين بإحدى الدواوير بجماعة مجاط عمالة شيشاوة “نواحي مراكش” الذي شمر عن ذراعيه أمام عجز المجالس المنتخبة التي يعهد اليها بهذه الخدمات ،عن إنجاز مقطع طرقي يربط بين إحدى الدواوير والطريق المعبدة ، يعيق مرور عربته وهو الذي رزق بطفلتين معاقتين لاتقويان على الوقوف ولا المشي بل تستعملان كرسي متحرك ، يجد الاب مشكلا حقيقيا وعسيرا في الذهاب للفيلاج او للمدينة طلبا للعلاج والتطبيب في الشتاء والصيف ، فهذا المسلك الطرقي التي يبلغ طوله 1400 متر يعد مأزقا حقيقيا للساكنة ومعاناة عميقة سواء للراكبين او الراجلين، حيث الاتربة المتطايرة نتيجة مرور العربات في الصيف والاوحال وتجمع المياه في المنحدرات شتاءا.
وإضطر هذا المواطن البسيط من أجل للمصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية الى أخد المبادرة وبدأ بتشييد بعض القناطرالصغيرة على مستوى بعض السواقي بمجهودات فردية ،وبعد تلقيه مساعدات من بعض افراد الجالية بديار المهجر “المانيا” فكر أيضا في إصلاح هذا المقطع الطرقي بواسطة جلب الرمل والاحجار “كياس” من الوادي المجاور،فلم يجد مساعدة من السكان ولاتأييدا حتى ، نظرا للمسؤولية الكبيرة التي يتحملها من شقاء وعناء وتدبير مالي فطلب ود المسؤولين فجاءت مساهمة الجماعة بتخصيص شاحنة وجرافة وضعت رهن إشارة هذا المواطن في حين تكلف هو بشراء البنزين بمبلغ 400 درهم لليوم الواحد بالاضافة الى أجر عاملين 200درهم يساعدانه في الاشغال اما الرمل والكياس او الاحجار فيجلبها من الوادي مجانا.
لازالت الاشغال مستمرة حيث وصلت الى نسبة 50 في المائة منتظرا تدخلات السكان ومساهمة المحسنين للتغلب على الصعاب وتحقيق طريق امنة يستفيد منها الجميع.
ورغم صعوبة الموقف تحمل السيد عبد اللطيف أزوكي إنتقادات بعض الناس الذين إتهموه بالحصول على أموال كثيرة من المحسنين ،وضايقوه ببعض التصرفات من قبيل الاتهام بالترامي على ملك الغير في جوانب الطريق فكانت الحقيقة ان تأكد الملاك من صدق ونية هذا المواطن الخدوم لمصلحة بلده وأهله ،وإستمر في عمله لايخاف لومة لائم فكانت النتيجة ايجابية كما يتضح في الصور.
هي مبادرة إنسانية تستحق التشجيع والتحفيز من طرف ساكنة المنطقة وكذلك من ذوي الاريحية من أجل تحقيق المصلحة العامة.