مهرجان مقامات.. السعديين يقرأ تاريخ أبراج وأبواب سلا واسترجاع أغاني الحسين السلاوي الخالدة

مراسلون 24 – متابعة

تواصلت الجولة الفكرية والأدبية والفنية الروحية لمهرجان مقامات في اليوم الخامس من الدورة 14، وتوزعت كما هي عادة البرمجة التي تحرص عليها جمعية أبي رقراق، بين الفكر والأدب والموسيقى الأصيلة والغوص في تاريخ مدينة سلا.

اليوم الخامس استرجع فيه مهرجان مقامات، ببرج باب سبتة، أحد القامات الشامخة في الفن الغنائي بمدينة سلا، ويتعلق الأمر بالفنان الراحل الحسين السلاوي، الذي بصم على حضور مميز بحفل فني تركيبي لبعض أغانيه أداها عبد الغني أنور، كما أبحر في موضوع مهم للغاية ويتمثل في “تاريخ أبرز أبراج سلا وأبوابها”، من خلال عرض قيم ألقاه محمد السعديين الذي غاص في عمق التاريخ التليد لمدينة سلا من خلال بعض معالمها الأصيلة وخصص عرضه لأبرز أبوابها وأبراجها، فيما نسق اللقاء الفكري محمد فؤاد قنديل.

في الجانب العتيق من سلا دائما، شهد رواق باب فاس المزيد من الاحتفاء بالكلمة الوازنة والموزونة أيضا، بتوقيع وتقديم كتاب “دراسات في فن الملحون”، لصاحبه الدكتور الباحث عبد الوهاب الفيلالي، الذي أكرم الحضور بإضاءات وافية وشافية حول فن الملحون وتوقف مليا عند تصنيفه من طرف اليونسكو تراثا عالميا لا ماديا، أما الحصة الثانية من اللقاءات الفكرية والأدبية لرواق باب فاس، تمثلت في توقيع وتقديم كتاب آخر عبارة عن مجموعة شعرية عنوانها “القايدة طامو” للشاعرة فاطمة المنصوري، التي فاجأت الجمهور بمقطوعة غنائية من أشعارها، كما ألقى الشاعر مولاي علي السيجلماسي كلمة في حق مؤلفها وصاحبته أيضا.

فضاء باب الصناعة البحرية حضر ضمن برمجة اليوم الخامس، واحتضن أمسية لأربع مجموعات شبابية في الفن العيساوي، ويتعلق الأمر بكل من مجموعة المقدم عبد الهادي بنغانم، ومجموعة المقدم ياسر الري، ومجموعة المقدم محمد الطاباش، ثم مجموعة المقدم أحمد لوسيم.

الأجواء في باب الصناعة البحرية كانت روحانية خالصة، برفقة إيقاع أصيل أبدعت فيه مجموعات شبابية عيساوية تحافظ على هذا الموروث الموسيقي الذي يدخل في باب الذكر والتقرب إلى الله ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
الطفل الذي خصته جمعية أبي رقراق بكل الدلال اللازم، واصل الحضور إلى المركب الثقافي والاجتماعي لقرية أولاد موسى، لمواكبة المزيد من حصص الورشات الصباحية في الحكاية والمسرح والمعامل اليدوية والتربوية، كما أبهجه مهرجان مقامات ببرمجة عرض مسرحي تربوي تحت عنوان “الشجرة المباركة”، الذي أخرجه يوسف بن الشاوي وقدمته فرقة سلا للفنون المسرحية.

والفعاليات تتواصل السبت وهو سادس أيام مهرجان مقامات مع الورشات نفسها في المركب الثقافي والاجتماعي قرية أولاد موسى، إضافة إلى مسرحية كوميدية اجتماعية مستلهمة من التراث تحت عنوان “الرشوة نشوة” والتي ألفها المرحوم الطيب العلج، وأعدها وأخرجها الفنان عبد المجيد فنيش، ويقدمها نادي مسرح أبي رقراق.

ويعود مهرجان مقامات إلى ساحة ضريح سيدي عبد الله بنحسون، الذي سيشهد الجزء الثاني من ملتقى المديح والسماع، بمشاركة 3 فرق صوفية، هي مجموعة الزاوية المباركية، والزاوية القادرية ثم الزاوية الحراثية، أما مسك ختام فقرات اللقاءات الأدبية والفكرية لرواق باب فاس، سيكون بتقديم كتاب “الأطعمة والأشربة في الصحراء” لمؤلفه الباحث إبراهيم الحيسن، وكتاب آخر هو “ديوان المرايا في شعر الملحون والذكر العيساوي، لصاحبه الشاعر عبد العزيز عماشي.