بقلم : محمد إيمان
الاحتفال برأس السنة الميلادية بات تقليدا لدى بعض الفئات من المجتمع في السنوات الأخيرة، لإسعاد أحبائهم وأهلهم باقتناء حلوى و هدايا لهم و بالنسبة للشباب هو مناسبة للمرح والاستماع بالموسيقى وإقامة حفلات….
بغض النظر عن ما يقال عن كونها خروجا عن التقاليد والأخلاق وانها بدعة وكل بدعة ضلالة،…فان احتفال الشباب مع أصدقائهم يقول بعضهم، هو فقط للتسلية ونسيان ولو لبضع ساعات مشاكلهم وهمومهم، وليس بقصد الاحتفال بعيد المسيح عليه السلام..اما فئة أخرى فاكتفت بتتبع سهرات رأس السنة الميلادية في فراشها أمام شاشة التلفاز…
عندما كنا صغارًا كان راس السنة مرادفا لحلوى “لا كريم”، تعود بي الذكريات الى مخبزة السباعي في شارع جوج مارس، التي كانت الوحيدة التي تزين واجهاتها الزجاجية بشرائط القطن الابيض والخيوط ملونة الاشكال ..كنا نمر من امامها ونقف متأملين شكل الحلوى متخيلين “لا كريم ” الذي يحيط بها كتاج الملوك صعب المنال واقتناء حلوى نهاية السنة امر يدخل من باب الاعجاز الطبقي…
تم بعدها تملينا بطلعة ذلك الدجاج الرومي السمين الذي يدور ليتحمر وتتقاطر شحومه على مهل في مشواة محل الماكولات ” المطعم الصغير ” الذي كان يبعد على مخبزة السباعي بامتار قليلة، هذا كان كافيا ليحرك فينا جوعا تاريخيا، نحن الذين كنا نعول على الطون والحار ومشروب الرويزة كغداء تكميلي لكي نطفئ جوعنا وعطشنا ..
عندما كبرنا بعض الشيء صار في استطاعتنا اقتناء حلوى لاكريم والدجاج بالفريت ..انتقامًا من طفولة شقية ومحرومة ..لكن ليس من مخبزة السباعي او مقهى الحسوني..فقط من عربات تنتشر في كل الاسواق تعرض حلوة لاكريم باثمنة رخيصة لكن صدق من قال عند رخسوا تخلي نصوا هههه….والى كاع بغينا نخسروا الفلوس جهدنا مخبزة فنيش في حي الشراطين او باتسري في جهة سوق الغزل بالقرب من مقهى بنزايرة او باتسري الموجود امام ثانوية الأيوبي او المخبزة الموجودة في الغرابلية…
اما اقتناء الدجاج المحمر كنا في البداية نتوجه الى المطعم الصغير بالقرب من سينما الملكي ومن بعد ذلك بدأنا نقصد مشواة حسن في باب بوحاجة، هذا الطابق الشهي عند حسن لا يعلى عليه ومن الصعب ان تجد من ينافسه في ارجاء سلا المدينة القديمة …
– يتبع –