مراسلون 24 – ع. عسول
قال محمد نويكة نائب الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم ( فدش) ”
أنه أمام تناسل الفئوية في قطاع التعليم ؛ أصبحت مهام النقابات المناضلة أعقد ومسؤوليتها ثقيلة في توحيد صفوف الجسم التعليمي من البلقنة التي لن تخدم في شيء الدفاع عن مستقبل المدرسة العمومية والعاملين فيها ..”
ورفض المسؤول النقابي في لقاء تواصلي حول محضر اتفاق 14 يناير 2023 ؛ نظمه المكتب الاقليمي للنقابة بسلا السبت 25 فبراير الماضي ” الإتهامات التي يتم إطلاقها يمينا وشمالا والتي وصلت حد تخوين الكتاب العامين للنقابات الموقعة على محضر الإتفاق المعني للأسف ..”
وسلط نويكة المشارك في أشغال اللجنة التقنية للحوار في عرض مفصل ؛ الضوء على سياقات ومخرجات هذا الاتفاق ؛ مسجلا أن الأهم هو الآتي في إطار صياغة النظام الأساسي..
وسجل المتحدث أن العنوان الكبير لكل الإصلاحات التي شهدها القطاع التعليمي هو الفشل..مبرزا الدور المحوري الذي لعبته النقابة الوطنية للتعليم في تحقيق مكتسبات عدة لأسرة التعليم في الترقي والتعويضات؛ مرت بانتزاع السلم العاشر ثم الحادي عشر وتنويع آليات الترقي بين الاختيار والإمتحان والتسقيف بالشهادات ؛ الى أن تم تجميد الحوار في حكومة البجييدي التي نزل خلالها الإصلاح المشؤوم للتقاعد و طرح فصل التوظيف عن التكوين والتعاقد..
وفي 2014 سارعت النقابات الى المطالبة باستئناف الحوار حول نظام أساسي جديد بعد أن استنفذ نظام 2003 صلاحيته؛ وخلف ضحايا جدد مثل ضحايا النظامين والزنزانة 9 و 10 والادارة التربوية..
وأضاف نويكة أن الحوار الحالي جاء في شروط مخالفة ؛ خصوصا مع وزير جديد لقطاع التربية هو في نفس الوقت رئيس للنموذج التنموي الجديد ؛ الذي تبلور بمقاربة تشاركية مع كافة الفاعلين ..
وكان أول لقاء حول الملفات العالقة التي تمت تسويتها في اتفاق مرحلي سابق ؛ حيث تمت تسوية ملفات الإدارة التربوية بمسلكيها ؛ المدرسين خارج سلكهم؛ الترقية بالشهادات العليا ؛ مستشاري التوجيه والتخطيط؛إحداث إطار أستاذ باحث للدكاترة للإستفادة من كفاءتهم بقطاع التربية ؛ وإدماج المساعدين التقنيين والاداريين (الأطر المشتركة) ؛ كما أوصى الإتفاق على الإشتغال على نظام أساسي جديد .
وسجل نويكة أن مباشرة مناقشة الإطار العام للنظام الأساسي الجديد انطلق بحضور الوزير واستمرت جلساته بإشراف مدير موارد بشرية ومستشار الوزير ؛حيث تم التداول في مبادئه العامة في سياق طرح خارطة الطريق و القانون الإطار وتشخيص مستوى التعلمات المتدني وانحسار بنية الإستقطاب والاكتظاظ وغيرها من المؤشرات المقلقة..
وارتكزت الأولويات على ضمان التعليم الأولي والتعلمات الأساسية ومواد التفتح؛ و توظيف مدرسين/ات بشروط جديدة ؛ عبر مسالك جامعية تمر عبر كلية التربية و تكوينات أساسية ومستمرة ذات جودة ؛ وجاذبية مهنية تتأسس على التحفيز وتحسين ظروف العمل وخلق مؤسسات تعليمية ذات استقلالية وجودة .
وسجل المسؤول النقابي أن خلاصات الاتفاق الأخير تضمنت المبادئ العامة المؤطرة ؛ وتعلقت بالمهام المهنية (ثلاث هيآت) ؛ وتقييم الأداء المهني بآليات جديدة عادلة ؛ وشفافة قابلة للقياس والتزامات وحقوق وواجبات الموظف وميثاق أخلاقيات المهنة..وسن آليات تأديب مناسبة ومتوزانة ؛ وتوحيد المسار المهني بترقية عمودية وأفقية مع الحفاظ على مكتسبات الترقي السابقة ..
وتوقف المتحدث كثيرا على الجديد الذي أتى به الاتفاق ؛ بخصوص الدرجة الممتازة لفئات الإبتدائي والإعدادي وملحقي الإدارة والإقتصاد المحرومين منها ؛ حيث تم التوافق على شروط الإستفادة كما أعلن عنها ؛وذلك بعد مناقشات عسيرة وصعبة كادت تعصف بمسلسل الحوار برمته تحت مبرر الإسقاط المالي لتسويتها ؛وفي هذا الباب اتفق التنسيق الرباعي على انتزاع المكتسبات الجديدة ؛ والترافع على تحسينها مستقبلا لجبر الضرر.. كما توقف نفس العارض على مقترح نظام التحفيز الذي سيتفيد منه الفريق التربوي للمؤسسة عبر برمجة سنوية ؛ إضافة لتسوية قضايا عالقة تهم ضحايا النظامين ؛ أساتذة زنزانة 10 ؛ ملف المبرزين؛ وحاملي الشهادات وغيرهم؛في انتظار معركة صياغة تفاصيل النظام الأساسي الجديد والتي تتطلب يقظة والمساهمة بالإقتراحات من قبل جميع الفئات ..
وفي جوابه على العديد من أسئلة الحاضرين ؛ أشار نويكة أن ملف أساتذة التعاقد ؛ من الأول تم طرحه بطريقة غير مقبولة عبر ما يسمى العقدة ؛ لكن بعد سنتي 2016 و2017 لم يعد شيء اسمه العقدة ؛ والنظام الأساسي المرتقب سيوحد جميع الفئات داخله في الحقوق والواجبات؛ مع التوضيح أن المناصب المالية ستصدر ضمن ميزانية القطاع ؛ وتصرف من خلال الخازن المركزي للقدامى والخازن الجهوي لأطر الأكاديميات سابقا؛ باعتبار أن الأكاديميات مؤسسات عمومية في سياق خيار الجهوية الموسعة..
من جانب آخر عبر المتحدث باسم نقابته عن رفض كل التوقيفات التي نجمت عن قرار التنسيقية المعنية القاضي برفض تسليم النقط (والذي لانتفق معه كشكل نضالي) ؛ وسنبادر في إطار التنسيق الرباعي إلى بحث السبل الممكنة لتسوية هذا المشكل؛ أما فيما يخص فتح أفق الترقي ما بعد خارج السلم أمام أساتذة التأهيلي وفئات مماثلة؛ فسجل نويكة أنه متأكد من فتح درجة جديدة عبر الحوار المركزي مبديا تخوفه من ربطها بإصلاح التقاعد الذي اقترح بشأنه مكتب دراسات كلفته الحكومة آليات كارثية لتحقيق ذلك ؛ مما يتطلب جبهة نقابية ونضالية لحماية مكتسبات الشغيلة في هذا المجال الحيوي.