مراسلون 24 – الرباط
عبدالإله عسول
تحتضن مدينة مالقا الإسبانية فعاليات المؤتمر الوطني الأول لمحاربة الإسلاموفوبيا الذي تنظمه الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين يومي 11 و 12 دجنبر 2019، و الذي سيعرف مشاركة 55 محاضراً و محاضرة من مختلف الميادين.
وتكمن أهمية المؤتمر في كونه الأول من نوعه الذي ينظم في إسبانيا بمشاركة فعاليات مدنية و سياسية و أكاديميين و صحفيين و فنانين و رياضيين إسبان و مغاربة، و الذين سيعرضون كل من جانبه الوسائل و الإستراتيجيات لمحاربة الإسلاموفوبيا من خلال 8 جلسات موضوعاتية ستتطرق للموضوع من الجوانب التالية: التربية و التعليم، القانون، الفن و الرياضة، النوع، وسائل الإعلام و الأنترنت، التاريخ، العمل الإجتماعي و كذا نظرة الإسلام للإسلاموفوبيا.
وحسب بلاغ للجهة المنظمة توصلت به الجريدة “أنه فقاً للتعريف الذي قدمه المجلس الأوربي و لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في الأمم المتحدة فإن الإسلاموفوبيا هي شكل من أشكال العنصرية و الكراهية و التي تتجلى من خلال العداء و الإستبعاد و الرفض أو الكراهية ضد الإسلام أو المسلمين أو الرموز التي لها علاقة بهذا الدين، إنها ظاهرة تحدث خاصة في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أقلية. من هنا تكمن أهمية عقد هذا المؤتمر بإسبانيا و في هذا التوقيت بالذات الذي يتوافق مع ارتفاع العنصرية و الكراهية للمسلمين و صعود اليمين المتطرف المعادي للمسلمين للبرلمان الإسباني و للمؤسسات الإسبانية”.
كما أن البيانات التي تم تجميعها من طرف هيئة التجمع المواطني لمناهضة الإسلاموفوبيا فقد ازداد الخوف من الإسلام بشكل كبير في اسبانيا في السنوات الأخيرة، حيث شكلت الهجمات ضد المسلمين حوالي 40%من جرائم الكراهية سنتي 2015 و 2016، و لم تشهد هذه الأرقام انخفاضاً في السنوات اللاحقة.
و قد حدثت 45 % من هذه الهجمات أو الإعتداءات المبلغ عنها عبر الشبكات الإجتماعية بالأنترنت، مما يدل على الحاجة إلى تدريب المواطنين و توعيتهم بكيفية التعامل مع ظاهرة “السيبر إسلاموفوبيا”، و توفير الأدوات و المعلومات التي تمكن المجتمع من اكتشاف المواقف و السلوكيات المناهضة للإسلام و التفاعل معها و منعها، و هذا واحد من الأهداف الأساسية للبرنامج الوطني لمحاربة الإسلاموفوبيا الذي تنجزه الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين بالتراب الإسباني و خاصة بإقليم الأندلس و كتالونيا و مدريد.
كما يهدف البرنامج إلى الرفع من مستوى الوعي و تدريب الموظفين العاملين في القطاعات المتعلقة بالهجرة و الناشطين الإجتماعيين و الجمعويين الإسبان للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا و منعها من الإنتشار. و يقوم فريق الجمعية بتوعية المسلمين أنفسهم عن الحالات التي يمكنهم فيها اللجوء إلى القضاء لحماية حقوقهم و معاقبة الجانين في حالة تعرضهم للإعتداء أو التمييز، فالقانون الجنائي الإسباني يجرم هذه الأفعال و يقر بعض الحماية للضحايا. لكن و بالرغم من ذلك لا يقع إبلاغ الشرطة و القضاء إلا عن 10%من الحالات.
و نظراً لأهمية الموضوع فقد قامت بلدية مالقا بتنسيق مع الجمعية بوضع 43 إعلاناً ضخماً للمؤتمر في الأماكن العامة بالمدينة و محطات الحافلات ليس فقط من أجل التعريف بالمؤتمر و الترويج له، و إنما كذلك لتحسيس المواطنين بأهمية الموضوع و ضرورة مناقشته.
إهتمام السلطات الإسبانية بهذا الموضوع تجلى كذلك في المشاركة في تمويل المؤتمر بين مجموعة من الإدارات من بينها صندوق اللجوء والهجرة والإدماج (FAMI) التابع للإتحاد الأوربي و وزارة العمل والهجرة والضمان الاجتماعي لحكومة إسبانيا، و مديرية المساواة و السياسات الاجتماعية في حكومة الأندلس و مجلس بلدية مالقا.