مراسلون 24
توقع الباحث الأكاديمي في البروباكاندا التطبيقية والمختص في الاستشراف المستقبلي، أمين صوصي علوي، انهيار جبهة البوليساريو الإنفصالية وتحولها تدريجيا إلى جماعة متطرفة إرهابية تهدد أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف الباحث الأكاديمي، في حديث مع جريدة “بناصا”، أن الصراع الدائر بين المغرب والجبهة الإنفصالية، سينتهي بسقوط الأخيرة، إذا ما استمرت في سلوكها، وستتحول إلى تنظيم إرهابي، مقابل تعاظم قوة المغرب وتطوره في المنطقة.
وأوضح، أن البوليساريو التي كانت تعتمد على الفكر الثوري الشيوعي اليساري البائد الذي اختفى حتى في مهده في روسيا ولم يعد له بريق، ولم تعد له قوى دولية تدافع عنه، سيضمحل توجهه وسيتحول إلى فكر أقرب إلى الفكر المتطرف الإرهابي، فالاتحاد السوفييتي مثلاً سقط عند اضمحلال الفكر الشيوعي فيه.
وقال، المختص في الاستشراف المستقبلي، إننا شاهدنا في الأسابيع الأخيرة، علامات ذلك في التسجيلات التي ظهرت لأفراد من البوليساريو، يتوعدون فيها المغرب بهجمات عدوانية، وقد صورت هذه الفيديوهات على شاكلة ومنهجية الآلة الإعلامية، والبروباغندا الداعشية.
وأكد أمين صوصي علوي، أن هناك تغيير جيني في ماهية هذا التنظيم، تجعله يتحول وينشط تدريجياً على حدود التماس مع الدول الذي تنشط فيها الجماعات المتطرفة الإرهابية، لاسيما إذ لم يعد يجد قوة تدعمه وتحتضنه.
وتابع المتحدث ذاته، أن النجاحات الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب، حرمته من الظهور بمظهر الضحية واستجلاب واستعطاف دول العالم لمصلحته، بينما مكنت المغرب من الظهو بمظهر الدولة القوية التي تعرضت لاعتداء من طرف جماعة مسلحة.
وأردف، أن المغرب افترع أسلوبا جديدا في مواجهة الجبهة الإنفصالية، من خلال استعمال مقاربة القوة الذكية (Smart Power), التي منحت المغرب القدرة على إدراة الأزمة دون إراقة قطرة دم واحدة، وطرد “قطاع الطرق” من الكركرات.
وأشار المختص في الاستشراف المستقبلي، إلى أن المغرب كسب المعركة دبلوماسيا وحافظ على مكانته في القانون الدولي دون أن يخرقه، علاوة على ذلك، أسقط المغرب ورقة التوت عن هذه الجماعة المسلحة المتمردة، دون أن يخسر مكاسبه الدبلوماسية.
وأبرز صوصي علوي، أن هذا المعطى الجديد جعل المغرب يظهر بمظهر الدولة القوية الحكيمة، التي لا تفرط في استعمال القوة، وأنها تدير أزماتها في صمت ودهاء، وهدوء وقوة ثابتة، في حين أبان البوليساريو عن خسارته وتقهقره، وأظهر صورته الحقيقية أمام العالم.
وبدأت الجبهة بعد خسارتها، يضيف المتحدث ذاته، البحث عن وسيلة آخرى لمواجهة المغرب، فلم تجد ما تدافع به، وينطبق الأمر كذلك على الجزائر التي تساندها ولم تجد ما تدافع به، وحاولت إظهار المغرب كدولة معتدية، لكنها فشلت في ذلك.
الباحث الأكاديمي في البروباكاندا التطبيقية والمختص في الاستشراف المستقبلي، شدد على أن البوليساريو تعلم أنها لن تستطيع إيجاد من يدعمها دوليا، وهي تخسر بشكل مستمر كل الأطراف التي كانت تدعمها فلم يعد لها مكان للوجود.
وأضاف، حتى داخل الجزائر، نجد أن الرأي العام منقسم، فهناك معاداة أكثر تجاه جبهة البوليساريو، وبدء جزء من الشعب الجزائري يضغط على الدولة لتتخلى عن البوليساريو، وبالتالي فالأخير يعرف أن مصيره مجهول وقد تتخلى عنه الحكومة الجزائرية يوما ما، فيصبح في خبر كان.
وخلص المختص في الاستشراف المستقبلي، أن تقوقع الجبهة سيجعلها تبحث عن دعم لدى الجماعات الإرهابية، وهذا السلوك سيغيّر الصراع مع المغرب، ولن ينهيه ولكن سيغيره بشكل تدريجي، وسيحول الجبهة أقرب إلى جماعة إرهابية منها إلى جماعة متمردة ثورية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذه ميكانيكة متوقعة في المستقبل القريب وقد نرى عمليات لأفراد هذا التنظيم تشبه عمليات التنظيمات المتطرفة، وهو ما سيضعها في مصاف التنظيمات الإرهابية، ويحول المواجهة إلى صالح المغرب، وبالتالي سينتهي الصراع لصالح المغرب وبشكل دراماتيكي بالنسبة للجبهة.