مراسلون 24 – ع. عسول
أكد د.محمد الفران مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية أن هذه الأخيرة عملت منذ مدة على بلورة برنامج شامل لتحولها الرقمي، أسوة بالمكتبات العالمية المعتبرة في هذا المجال. ونظرا لما عرفه قطاع النشر في المغرب من تطور متواصل ونشاط دؤوب في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى صناعة الكتاب، أو على مستوى تنوع مجالات واختصاصات العناوين المقترحة، دون إغفال المكانة المتصاعدة التي أصبح يحتلها الكتاب الرقمي، حيث صار لزاما على المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مواكبة ذلك بتطوير وتيسير الاجراءات الإدارية للايداع القانوني، وكذا مساطر الحصول عليه.
وأضاف نفس المتحدث في ندوة صحفية يوم الخميس 21 اكتوبر الجاري ” أن هذا التحول الرقمي للمكتبة يأتي في سياق ترجمة التوجيهات الملكية التب تلح باستمرار على ضرورة تسريع وتيرة التحويل الرقمي بالمغرب، وتعزيز مكانته بوصفه رائدا إقليميا في مجال الرقمنة. كما يأتي هذا التحول في إطار النموذج التنموي الجديد الذي دعا إلى ضرورة مواجهة تحديات الرقمنة والتغلب عليها، لتحقيق الطموحات المنشودة حتى تتبوأ المملكة المغربية المكانة اللائقة بها في التصنيفات العالمية بمختلف أنواعها.”
إن التكنولوجيا الرقمية في الوقت الحاضر، يضيف د.الفران ؛ أضحت وسيلة عالمية ورهانا حقيقيا واستراتيجيا للتنمية، لها دورها الفعال في الرقي باقتصاد المجتمع، من خلال تبسيط الإجراءات، وتحسين ظروف معيشة المواطنين وأنماط حياتهم، عبر توفير خِدمات الاتصال الرقمي والإدماج الإلكتروني.كما صارت التكنولوجيا الرقمية، رافعة من رافعات تطور المجتمعات وأسا من أسس التدبير العمومي الرشيد، وذلك من خلال توفير بنية تحتية للتدبير، من أجل الرقي بمستوى الخِدمات المقدمة للمواطن والمسؤول على السواء، مما سيمكنهما معا من الحصول على أداة طيعة وقيمة لصنع القرار المناسب بالشكل الناجع والأليق.
أيضا من مهمات المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، حسب الظهير الشريف رقم 200-03-1 الصادر في 11 نوفمبر 2003، العمل على تدبير الإيداع القانوني طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل. ومن هنا تأتي ضرورة عناية مؤسستنا واهتمامها أيضا بواقع النشر في المغرب.
وسجل مدير المكتبة الوطنية، أن وضع منصة رقمية، تستجيب لآفاق انتظار الناشرين والكتاب والقراء، وتقربهم جميعا من آخر الاصدارات المغربية وأحدثها ومواكبة كل جديد من خلال الوسائل الرقمية الحديثة.
من هذا المنطلق أنشأت المكتبة الوطنية هذه المنصة ” كتاب”، مخصصة بالكامل للإصدارات المغربية، والتي من خلالها يمكن للجميع أن يتعرف على دور النشر المغربية المختلفة، ويطلع على آخر إصداراتها. وكذا إلقاء نظرة عامة على ما سيصدر في المغرب قريبًا.
كما تسعى هذه المنصة، لأن تكون أيضا فضاء رقميا، تقترحه المكتبة الوطنية للمملكة المغربية لتساهم من خلاله في تسويق منتوجنا الوطني على مستوى الكتاب والنشر، وكذا التعريف به ونشر المعلومات عنه على أوسع نطاق. وستتيح للزوار بالإضافة إلى كل ذلك إمكانية تحميل الببليوغرافيا الوطنية.
كما ستقوم منصة “كتاب” في المستقبل القريب صونا للذاكرة المغربية، بعرض الكتب الخاصة بالمغرب كليا أو جزئيا وبكل لغات العالم الحية، والتي صدرت أو ستصدر حديثا عن دور نشر أجنبية في أي بلد من بلدان المعمور.
وأكد الفران ؛ أنه من خلال هذه المنصة تسعى المكتبة الوطنية لتقديم قيمة مضافة للمنظومة المهنية للناشرين، بتقريب منتوجاتهم الإبداعية بمختلف أجناسها وأشكالها من القارئ المغربي والأجنبي. كما ستتيح هذه المنصة للجميع: الباحثين والطلبة والمهتمين وغيرهم اكتشاف أحدث المنشورات المغربية وكذا إلقاء نظرة عامة على ما سيصدر قريبًا.
وللقيام بذلك على أحسن وجه، يؤكد نفس المصدر ؛ سيعمل الناشرون والمؤلفون على ملء العديد من البيانات الوصفية حول كل إصداراتهم، مما سيمنحهم فرصة اللقاء بجمهورهم المحتمل والاتصال بهم بنجاعة وفعالية. كما ستنقل المنصة حفل توقيع بعض الكتب وكذا القراءات الصوتية والمكتوية المقدمة بشأنها.
وأضاف د الفران أنه في هذا الإطار أيضا، ستظل المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تلعب دورها كاملا وعلى أحسن وجه، ولن تألو جهدا في تعزيز الجانب الرقمي في خدماتها المقدمة لعموم المغاربة، إذ هناك مجموعة من المشاريع التي سترى النور قريبا مما سيعمل على تعزيز علاقتنا بالكتاب والقراءة من جهة، كما سيمد جسور تواصل جديد وحديث بين الناشرين والمؤلفين والقراء المغاربة على السواء.
من جانب آخر نوه مدير المكتبة الوطنية بالعاملين بها، بكافة مراتبهم الإدارية والذين عملوا بصبر وإصرار وإيثار طيلة فترة الحجر الصحي، رغم ما كان يحف مجيئهم اليومي للمؤسسة من مخاوف ومخاطر على أهلهم وذويهم ورغم جسامة المهمة التي ألقيت على عاتقهم دون سابق علم أو انتظار . حيث حرص جميعهم على استمرار الخدمات عن بعد، كما عملوا على مد يد العون للباحثين والطلبة على السواء، وسهروا على توفير المكتبة الرقمية المسموعة للمغاربة جميعا طيلة الشهور الأولى من الوباء. وذلك رغم ضعف الإمكانات وانعدامها في كثير من الأحيان فإليهم جميعا” جزيل الشكر والامتنان. مع الأمل أن تكلل مشاريعنا بالتوفيق والنجاح خدمة لما فيه الخير لبلدنا في الحال والمآل” يختم مدير المكتبة الوطنية تصريحه الصحفي .