بقلم الدكتور نًورالدين بلحداد
أكيد ان قضية التزوير والتنكر في زي مواطن جزائري والتي اقدم عليها زعيم الانفصاليين بتواطىء ثلاثي الأبعاد ودخوله للأراضي الاسبانية بجواز سفر مزور أرخت بظلالها على العلاقات المغربية. الاسبانية وتسببت في احراج كبير للاسبانيين الذين يدافعون عن حقوق الانسان ويرددون شعارات طنانة عن ضرورة متابعة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها فيهم لكن هذه الورطة ان ام نقل الفضيحة جعلت العديد من الهياءات والمنتديات والجمعيات الاسبانية تدس رأسها في التراب مثل النعام حتى تمر العاصفة بسلام وبأقل الخسائر لكن من حقنا كبلد معني بهذه التجاوزات وهذه الطعنات التي نتلقاها من جار نتقاسم معه الجوار وتربطنا به علاقات تاريخية موغلة في القدم ان نتساءل ماذا بعد الاسترعاء الذي قدمه المغرب للحكومة الاسبانية لتجيب عن موقفها الرسمي من هذه الفضيحة وهل علينا ان نكتفي ونستكين الى الأخبار الواردة من بلاد الأندلس والتي تمر مر السحاب مسرعةفي نشرات الأخبار والقاءلة بان القضاء الاسباني سيستدعي زعيم الانفصاليين لاستنطاقه عن الجرم الذي ارتكبه وهل سيستدعينا القضاء الاسباني الى هذه الجلسة على اعتبار اننا معنيين بهذه القضية والتي تمس بمصالح بلدنا وسيادته على أقاليمه الجنوبية لا اظن ذلك لان الإسبانيين يحاولون وبسرعة طَي هذه الصفحة التي مرغت وجههم الدبلوماسي وجعلتهم مسخرة وأقاويل واحاديث في العديدمن الهياءت الدولية حتي باتت بعض العيون الساخرة تتغامز على تلك العروس الاسبانية التي زفت لعريسها الذي أوهمها بالمال والجاه لكنها اكتشفت في ليلة دخلتها انه عريس مزيف تسلل الى فراشها وغرها بالمال والجاه نكاية بحبيبها المغربي الذي تقدم لها بأوراقه الشخصية الحقيقية ودخل بيت عاءلتها من الباب وليس من النافذة مثل مافعل الزعيم الذميم لذا وجب علينا كباحثين وموءرخين ان ننبه اخواننا الإسبانيين الى تسرعهم بل تهورهم في العديد من المواقف التي يتخذونها ضد السيادة المغربية على الصحراء ويعتبرون ان فعلهم هذا سيثني المجتمع الدولي على مواكبة المغرب والوقوف معه في معركته ضد الاتجاه المعاكس الداعي الى الانفصال والتجزاءة وعليهم ان يراجعوا حساباتهم فبل فوات الاوان وان يستحضروا تلك العلاقات التاريخية والوشائج القوية التي كانت تجمع بين ملوكهم وسلاطين المغرب وعلى اسبانيا ان تختار اما بين الحقيقة او الوهم والا تحتار في امرها لان الفرق واضح بين الشمس والغربال بين من يملك ومن لا يملك بين من له جذور ومن لا جذور له بين الابن الشرعي والابن اللقيط بين من يذكره التاريخ ومن هو نكرة ملقى في زبالة التاريخ ونحيل الجميع الى فصل من فصول هذه العلاقات المغربية الاسبانية والتي ظلت قوية رغم كيد الكاءذين ومكر الماكرين والتي جمعت في وقت من الأوقات بين الملك الاسباني كارلوس الثالث والسلطان المغربي محمد الثالث والتي وثقت بمعاهدات واتفاقيات للحفاظ على الصداقة والتعاون الثنائي المثمر والتفاهم في تجاوز الخلافات التي تطراءبين الفينة والأخرى وابتعادهم عن سياسة التدليس او اللعب على وتر التبخيس او سياسة التجنيس وأرجو ان يستحضر معي متتبع هذه السطور تلك الخصال النبيلة التي ابان عنها هوءلاء الملكين الاسباني والمغربي فلقد كان الخلاف بينهما كبيرا حول مسالة القرصنة البحرية او الجهاد البحري لكنهما قررا نبذ الاحقاد بينهما والتطلع الى استشراف مستقبل زاهر لرعاياهما من خلال فض هذا الخلاف وبالفعل استجاب كارلوس الثالث لطلب محمد الثالث وأعلن عن قراره بإطلاق سراح الأسرى المسلمين القابعين في سجون الاسبانيين ونزولا عند رغبة هذا السلطان أوصى الملك الاسباني بضرورة الاعتناء بالعلماء ورجال الدين المسجونين ومن شيم هذا السلطان العلوي الفذ انه لم يقتصرعلي افتداء المغاربة وحدهم بل كان يحرس على افتداء كل الأسرى المسلمين كانوا عثمانيين او تونسيين او جزاءريين او ليبيين والوثائق التاريخية تشهد على ذلك وبالمقابل استجاب سيدي محمد بن عبد الله لطلب كارلوس الثالث بالتوسط لديه في نزاعه مع اتراك الجزاءر لافتداء بعض الأسرى الاسبانيين فاستجاب السلطان العثماني عبد الحميد الاول لطلب السلطان المغربي محمد الثالث وأطلق سراح الاسبانيين كما اننا نحاول ان نهمس في اذان الاسبانيين لتكرر لهم تلك اللازمة حول مغربية الصحراء في وقت لم تولد فيه لا دولة الجزاءر ولا صنيعتها ودميتها البوليساريو ونعرض امام اعينهم ونتمنى الا تكون فيها لا غشاوة ولا نظارات شمسية باللونين الأبيض والأخضر لنقول لهم بان هذا السلطان المغربي تدخل بكل سلطاته وسيادته القانونية على كل اجزاء مملكته الشريفة لإطلاق سراح بعض البحَّارة الفرنسيين الذين تعرض مركبهم للغرق بسواحل بوجدور المغربية وبعث برسالة لملك فرنسا لويس السادس عشر قال فيها
من أميرالمؤمنين المجاهد في سبيل رب العالمين اما بعد فاعلم ان سفنا من سفن الفرنسيس حرثوا باقصى ايالتنا المباركة في الصحراء وتفرق جميع من سلم من الغرق من النصارى في أيدي العرب وحيث بلغنا ذلك وجهنا بعض خدامنا للصحراء لجمع من في أيدي العرب من الفرنسيس لنوجههم إليكم بعد الانعام عليهم رعيا للمهادنة والصلح الذي بيننا وبينكم
هذه بعض الشذرات التاريخية من ظلال هذه الدوحة العلوية المنيفة التي يستظل بها المغاربة والتي يجسدها مولانا أمير المومنين سيرًا على نهج اسلافه المنعمين في الذوذ عن الوحدة الترابية والوحدة الوطنية والدفاع عن كرامة المغاربة أينما حلوا وارتحلوا وبسطه لايديه الشريفتين لاحلال السلم والمسالمة والحفاظ على حسن الجوار بالحوار لا بالتدليس او. تبخيس من علاقاته مع الزعماء والقادة الكبار لا الاقزام
والسلام عليكم ورحمة الله
المؤرخ الدكتور. نًورالدين بلحداد