مراسلون 24 – متابعة
دعا الائتلاف المدني من أجل الجبل، في رسالة مفتوحة إلى كل من رئيس الحكومة ووزيري التشغيل والطاقة والمعادن، إلى إنقاذ حياة العمال المعتصمين بمنجم سيدي احمد وحمد بجبل العوام في مدينة مريرت.
وحذر الائتلاف المدني رسالته تلك، التي نتوفر على نسخة منها، من أن المعتصمين يعيشون مأساة على عمق 700 متر داخل المنجم، منذ فاتح مارس الماضي، نتيجة لتماطل الشركة وتراجعها غير المبرر عن الوعود المقدمة للعمال، وكخيار أخير أمام تعنت ممثلي الشركة وانسداد الأفق.
وقال الائتلاف أنه وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية التي تنذر بإمكانية حدوث مأساة بأعماق المنجم، في ظل المعاناة النفسية والاجتماعية للمعتصمين ولذويهم، تتجاهل الشركة المعنية باستغلال المنجم مطالب المعتصمين المشروعة، وتنهج سياسة الآذان الصماء.
ودعا الائتلاف المسؤولين الحكوميين إلى التدخل السريع والفوري لإنقاذ أرواح المعتصمين، والحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية، نظرا للظروف القاسية التي يعانيها المعتصمون في أعماق المنجم. مطالبا بالتدخل الإيجابي والمحايد بين أطراف النزاع، وبحث سبل إجبار المتعهدين من أجل تنفيذ التزاماتهم المتفق عليها، وحماية العمال المعتصمين من تهديدات الشركة بالطرد، والعمل على تقديم ضمانات حقيقية بعدم متابعتهم قضائيا تفعيلا واحتراما للحق في الإضراب.
وكان عمال منجم جبل عوام قد خاضوا سابقا احتجاجا مماثلا السنة الماضية، قبل أن تتعالى الأصوات المطالبة بإنقاذ أرواحهم، ليسفر الحوار عن جملة من الوعود علق على إثرها العمال اعتصامهم.
ولم يفت الائتلاف التذكير بأهمية سن سياسة عمومية في مجال استغلال الثروات الطبيعية للمناطق الجبلية، وخاصة منها المنجمية، بما يضمن عائدا وأثرا حقيقيا وعادلا على حياة ومستوى عيش ساكنة تلك المناطق، عبر سياسة مندمجة تحمي هذه المناطق وساكنتها من جشع المتدخلين الذين لا يتوانون من استغلال الأرض والإنسان.