مراسلون 24 – ع. عسول
تحتفل الدول باليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يتزامن مع تاريخ 12 غشت لعام 2021 في سياق إستثنائي مرتبط بتطورات جائحة كورونا وما تطرحها من تحديات ورهانات متعددة على المستوى الدولي و الإقليمي و الوطني والتي أضحت فيه الصحة من أهم الأولويات لدى المنتظم الدولي وضمن السياسات العامة .
وبهذه المناسبة الدولية ، أكدت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب ؛ أن التحديات المطروحة على الحكومات والدول، مرتبطة أساسا بالقدرة على توظيف مهارات الشباب المتنوعة لتكون رافعة أساسية لسائر التحولات الإقتصادية،والإجتماعية ،والسياسية ،والثقافية، والإبداعية و الرياضية ، والبحث العلمي و التكنولوجي و التواصلي ورهانات تحدي الألفية لدى الدول، وكذا التحديات الصحية التي تستدعي المراهنة على مكون الشباب في مواجهة الوباء .
واعتبارا لسياق اليوم الدولي للشباب وتزامنه مع الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 التي يعرفها المغرب، عبرت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب عن أسفها الشديد تجاه تعطيل الإمكان الشبابي المغربي وطنيا ودوليا ، بما يتوفر عليه من مؤهلات كبيرة في عدة مجالات لكنه مستبعد بشكل كبير من جانب طبقة سياسية، لازالت تحتكر القرار السياسي لعقود سواء على المستوى الحزبي أو التشريعي أو في الجماعات الترابية أو الغرف المهنية مما ينعكس بشكل كبير على غياب الإرادة في تجديد النخب بالشكل الذي يمثل حضور الشباب و المرأة في المجتمع .
ونبهت شبكة التحالف المدني في بيان لها؛ مختلف أطياف الطبقة السياسية أن رهانات مغرب اليوم والغد تحتاج إلى إشراك فعلي للشباب وليس إشراكا سطحيا عبر عدد صغير لا يعبر عن صورة وقوة الشباب في المجتمع ، و لا تعبر عن طموحاته و انتظاراته من مرحلة جديدة للمغرب ، يراهن عليها الملك و الشعب وتنتظر أن يكون فيها الشباب ضمن معادلة رياضية تفرض أن يصنع المستقبل لجيله وبلده .
و أكدت الشبكة المغربية للتحالف المدني أن عملية تجديد النخب لازالت تعترضها صعوبات و إكراهات تحتاج تصحيحها عبر قوانين ضابطة لمدة الانتداب في ولايتين كحد أقصى، تقطع مع عملية الإحتكار على المسؤوليات و الإنتدابات وتساهم في تعطيل عائدات التنمية خاصة وواقع الحال يحمل نفس النتائج بنفس العقلية التي لازالت ماسكة بخيوط اللعبة السياسية لصالحها، وتقاوم حتى لا يكون هناك حضور فعلي للشباب و المرأة ضمن المشهد الحزبي و السياسي إلا بصورة ضعيفة، ويحضر فيها عامل القرابة والعائلة ومنطق الأعيان بما يجعل الشباب محاصرا بشكل يبعده أن يكون فاعلا حقيقيا في السياسة ومساهم بشكل جدي في السياسات العمومية و الترابية وفي توظيف مهارته لصالح المجتمع .
وحملت شبكة التحالف المدني في بيانها؛ الأحزاب السياسية المسؤولية الكاملة حول ضعف إرادتها في إعطاء المكانة التي يستحقها الشباب في التنافس الانتخابي بمنطق الإستحقاق و الكفاءة ،حيث لازالت تراهن فيه على غالبية الوجوه التي ظلت لعقود تقدم نفسها لنفس المهمة الانتدابية أو الجمع مع انتدابات أخرى والتي يغيب عنها منطق تقديم الحصيلة في الغالب وضعف تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
واعتبرت شبكة التحالف المدني أن تنامي عدة مشاكل تنموية في عدة مناطق يرجع إلى منطق العقليات التي لا تتجدد بالشكل الطبيعي و العادي من خلال تجديد النخب، لتتجدد معه الحلول والإبداع في حل المشاكل التنموية على الخصوص .
و رفضت الشبكة المغربية للتحالف المدني أن تظل الأحزاب تستعطف الشباب ليشارك فقط في عملية التصويت وفي المقابل تقوم بإزاحته من صناعة القرار الحزبي، ومن خوض التنافس الانتخابي على رأس اللوائح المحلية ، بصورة تعبر عن مكانة الشباب وعن إرادة جادة من طرف الأحزاب تكون في مستوى تطلعات و توجهات الإرادة الملكية التي تدعو الأحزاب السياسية في عدة مناسبات على الإشراك الفعلي للشباب و المرأة في المجال الحزبي و السياسي والمراهنة على تجديد النخب وليس إعادة نفس النخب القديمة للواجهة.