مراسلون 24 – ع. عسول
في مساهمة له عبارة عن سردية شخصية بنفس مغاربي بالندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بسلا في موضوع ” المغرب والجزائر رهان المستقبل المشترك” ؛ أنطلق الأديب والإعلامي عدنان ياسين من أول فرصة اتيحت له لزيارة الجزائر الشقيق وهو لازال في سن شبابي لم يتجاوز 21سنة؛ وذلك بمناسبة نيله لجائزة مفدي زكرياء للشعر المغاربي سنة 1991..ما تطلب منه السفر لهذا البلد الجار لتسلم الجائزة .
وهناك نسج علاقات أخرى ثقافية وإعلامية وصداقات ترسخت مع مرور الزمن خصوصا على المستوى الثقافي .
وفي هذا السياق ؛ تلقى عدنان دعوة للتعاون الإعلامي مع جريدة السلام وبعدها مراسلا مع جريدة الشروق؛ وفي قلب هذا كله المشاركة في المهرجانات الثقافية بالجزائر تقريبا كل صيف منذ 1991؛ وأصبح الشاعر عدنان يقوم بما سماها وساطة ثقافية من خلال نشر نصوص المثقفين الجزائرين بالصحافة المغربية والعكس أيضا إلى غاية سنة 1994 المشؤومة التي عرفت الإعتداء الإرهابي لفندق أسني بمراكش المدينة المغربية التي شهدت إعلان ميلاد اتحاد المغرب العربي للأسف..
إلى أن جتءت سنة 2015 ؛ وانطلقت دماء جديدة في الفعاليات الثقافية مع الإخوة بالجزائر وخصوصا المهرجان الثقافي الكبير ” ليالي الشعر العربي” بقسنطينة تحت إشراف الشاعر الجزائري بوزيد حرزالله..
فعاليات جاء في سياقها المبادرة الثقافية الوحدوية والمغاربية التي صغتها بشكل عفوي ومعي الشاعر محمد بنطلحة وحرز الله ” نداء قسنطينة” ؛ لإعلاء صوت الأخوة وأواصر المحبة بين البلدين وخيار الوحدة والتكامل ؛ وهو نداء أبرز استقلالية الثقافي عن السياسي ؛ بعيدا عن الحدود الترابية..
لكن تداول النداء ؛ استدعى ردودا أخرى مغايرة من حكام الجارة آنذاك ؛ يقول عدنان؛ حيث تم تنبيه المشرفين عن المهرجان ومسؤولي قطاع الثقافة ؛ بعدم الخوض في الجانب السياسي وتم إعفاء الشاعر حرز الله بعد ذلك من الإشراف على المهرجان …
وأضاف ياسين عدنان أن هذه التجربة الثقافية الشخصية التي عاشها تبرز دور المثقف والمجتمع المدني والمواطن في تعزيز علاقات التعاون والإخاء ونبذ خطاب الكراهية ..
كما عرج على نداءات ورسائل وجهها بعض المبدعين من البلدين تسير في هذا الاتجاه الوحدوي المغاربي، منها رسالة السينمائي فؤاد اسويبة؛ والمثقف ادريس كسيكس، والمثقف كبير عمي الذي خاطب الرئيس الجزائري في رسالة له بعد قطع العلاقات الديبلوماسية بقوله ” لقد ارتكبتم
“.faute morale
ورسالة الروائي الكبير الجزائري أمين الزاوي بعنوان ” لا تصبوا الزيت على النار ” مشددا على ضرورة تقليل منسوب خطابات الكراهية والغوغاء ..
وأكد عدنان أن المثقف يشتغل على الجوهر والمشترك والمستقبل وليس كالسياسي الذي يدبر اللحظي والطارئ..