سلا..ندوة علمية حول ” حفظ ذاكرة الصحراء المغربية والوحدة الترابية والسيادة للوطنية” .

مراسلون 24 – ع.عسول

في إطار فعاليات  سلا عاصمة للمجتمع المدني ؛ نظمت جمعية أبي رقراق و منظمة المجتمع المدني الدولية  لقيم المواطنة  التنمية والحوار، الثلاثاء 23 ماي الجاري ؛بمقر الجمعية بحي بطانة  ندوة علمية مهمة حول موضوع ” حفظ ذاكرة الصحراء المغربية والوحدة الترابية والسيادة للوطنية” ؛ ترأس جلستها الدكتور حمزة الكتاني .
وتميزت هذه الندوة بمداخلة قيمة للباحث الصحراوي عبدالوهاب سيبويه العارف بتفاصيل التاريخ الصحراوي  من خلال الوثائق القيمة والفريدة التي تمكلها أسرة آل سيبويه العريقة والضاربة في القدم بالأقاليم الجنوبية والتي تملك خزانة فريدة بمخطوطات ووثائق أصلية لانظير لها  تمتد إلى حوالي 10 قرون ؛ منذ دول المرابطين ؛السعديين ؛  الموحدين والمرينيين إلى غاية الدولة العلوية.

وشدد سبويه الذي يجر وراء ما يقرب من 41 سنة من الإشتغال والتحقيق على هذه المخطوطات والوثائق  التي  تتبث صحراوية المغرب …شدد على أن أي كيان يطالب “بالإستقلال أوتقرير المصير”  يجب أن يدلي بما يتبث ويؤرخ ويؤصل  لتاريخه..والحال أن الجبهة الانفصالية لا تعدو أن تكون حركة تأ تمر بولي نعمتها الجارة الشرقية.
ومن بين العديد من الوثائق الفريدة والأصلية عرض سيبويه أمام الحضور بعض الوثائق الأصلية التي توثق للفترة اواسط القرن 19 والنصف الاول من القرن 20 ؛أواخر فترة السلطان عبدالرحمان بن هشام ؛ وابنه محمد الرابع؛ السلطان الحسن الأول والمولى عبدالعزيز.

وقدم سبوية وثيقة أولى؛ اتفاقية دولية( اتفاقية مدريد)  بتاريخ 2 يونيو 1882  كتبها وزير الشؤون البرانية محمد طالب بركاش وتحمل طابع السلطان الحسن الأول محمد بن عبدالرحمان ؛ تتكون من 19 بندا ؛ بين المملكة المغربية و13 دولة أوروبية وأمريكا ؛ يظهر منها أ نها تعرض في بعض بنودها للحدود المغربية التي تشمل الصحراء و هي تختلف عن المجال الجغرافي الحالي.

كما استعرض المتدخل ؛ وثيقة ثانية تعود لسنة 1882م ؛ تؤرخ لحفل استقبال أهالي الصحراء للحسن الأول ( الحركة السلطانية) توثق لإستضافته من  34 شخصية صحراوية من أعيان وأمراء وشيوخ من الطيف القبلي الصحراوي ؛ وبعدها بشهر ونصف ؛ يتم تنظيم البيعة من أهل الصحراء ومناطق جنوب الصحراء إلى شنقيط ؛  بيعة بكل أركانها وشروطها .

أيضا قام العارض بمقارنة نص البيعة من أهل الصحراء للسلطان الحسن الأول؛ بنص البيعة للمولى عبدالعزيز من قبل أهل سلا والتي عثر عليها بكناش كتبه أحد أعلام هذه المدينة؛ حيث وجد سيبوه نفس الأسلوب والشروط والأركان في الصياغة مع اختلاف في اسم اسلطان والتواريخ وأسماء الموثقين للنص.

أيضا استعرض سيبويه وثيقة معركة  النيملان 1906 التي تبين بجلاء الصلة التي تربط سلاطين المغرب بموريتانيا، إقليم شنقيط سابقا وكانت سببا في دخول المستعمر الفرنسي للمغرب من وجدة بقيادة ليوطي . ووثيقة تعيين الحسن الأول  للقاضي الصحراوي محمد يحظيه ولد عبد الباقي  الذي أشرف مع 11 شخصية صحراوية أخرى على المفاوضات مع ملك اسبانيا ألفونصو الثالث عشر سنة  1905.
كما توقف سيبويه على وثيقة مؤتمر الخزيرات وسياقها العام وتتكون من 132 بندا ؛ منها فصلين 30 و132 تشير إلى الحدود المغربية التي تشمل الصحراء وأن المعني الأول بها سلطان المغرب ؛ والتي وثقها عن المغرب شخصيات معروفة وهم السفير محمد بن العربي الطريس؛ محمد الصفار ؛ عبدالرحمان بنيس و عبدالسلام المقري ( الصدر الأعظم).

كما تميزت هذه الندوة العلمية بمداخلة الأستاذ الجامعي خالد الصمدي بعنوان ” التربية المدرسية والسلوك المدني في الرسالة الملكية السامية” ؛ استعرض فيها  وثيقة كتاب “حب الوطن من الإيمان” الذي كان  الملك محمد السادس قد طلب إنجازه من وزارتي الأوقاف والتربية قصد توزيعه على المؤسسات التعليمية؛    بهدف ترسيخ الثوابث الوطنية من خلال البرامج التعليمية.
وقد كان الصمدي واحدا من ضمن فريق  أنجز الكتاب و قدم للملك إبان تدشين إذاعة محمد السادس .

الوثيقة الثانية التي توقف عليها الصمدي تتمثل في الرسالة الملكية للمجلس الأعلى للتربية  بخصوص ندوته حول ” السلوك المدني والتربية على المواطنة…” مبرزا أهمية ترسيخ ثوابت الأمة ومحطات تاريخها العظيم في نفوس وعقول الناشئة منذ الصغر ؛قصد تملكها لمقومات الهوية والحضارة المغربية في تعددها وروافدها الشرعية والوطنية و الجغرافية… 

أما مداخلة أستاذ التعليم العالي محمد المكليف فسلطت الضوء على ترافع المجتمع المدني عن الصحراء المغربية من خلال الخطب الملكية التي اعتبرت” أن قضية الصحراء هي مسؤولية الحميع”  ومنها أساسا دور   النسيج الجمعوي .
والتي تطرقت  لثلاثة أسس؛  أولها المبادرة كأحسن خطة للإنتصار وهي الهجوم ؛  ثم  الفعالية و ثالثا الديمومة.

كما تطرق الأستاذ المكليف إلى أهمية الترافع عبر تملك تاريخ الصحراء في مختف المجالات  بالوثائق ؛ المجال  الجغرافي والثقافي الاجتماعي والقبلي وضبط البعد والمسار القانوني والملف التفاوضي ؛ إضافة لتملك آليات التواصل والخطاب الترافعي الهادئ البعيد عن الاستفزازات والأسلوب الانقسامي؛  والتركيز  على التوحيد  بإبراز مزايا ومقومات الحكم الذاتي و أهمية جمع الشتات الأسري؛ والإطلاع على ما يروجه الآخر…وأن يكون الخطاب موجه للفئة المعادية ؛  الفئة المشككة ؛الفئة المترددة و الفئة  الريعية..مع  التركيز أكثر على الفئات  الثلاث الأخيرة.

و شدد المتدخل على ضرورة التركيز في ترافع  المجتمع المدني على أضاء مجلس الأمن الدائم  وبمجلس حقوق الانسان من خلال آلية  استعراض  حقوق الإنسان.
من حهتها ركزت مداخلة ممثلة وزارة العلاقة مع البرلمان سميرة مسرار  رئيسة مصلحة مديرية العلاقات مع المجتمع المدني على  موضوع ” دليل الترافع ” ..متوقفة عند سياق إعداد الدليل؛ بتنسيق مع وزارتي الخارجية والداخلية وقطاعات حكومية أخرى ؛ ثم تطرقت لسؤال لماذا هذا الدليل؟ وخصائص الدليل ؛ وذلك قصد  تملك  تقنيات وآليات ومعارف من قبل المجتمع المدني والهيآت السياسية للترافع عن الصحراء المغربية  .

كما استعرضت مكونات ومداخل الدليل (التاريخي؛ القانوني؛ الحقوقي و التنموي والإجرائي ) .
مسجلة أن الوزارة تقوم حاليا بتحيين الدليل بتشاور مع القطاعات الحكومية المعنية وأكاديميين باستحضار مستجدات القضية.
  
واختتمت المداخلات؛  بمساهمة   الأستاذ محمد بن عبود وهو  ابن أسرة مغربية مقاومة و يتحدث لغات متعددة على رأسها الإسبانية وله إطلاع واسع بمجالات بحثية تشمل الثقافة والتاريخ و العمل المدني والتواصل؛  وهو  نائب رئيس جمعية تطاون أسمير الذي سبق و أنجز  قرصا مدمجا عن تطوان و قدم قرصا جديدا  مدمجا بتقنية رقمية حول مدينة سلا يستعرض فيه كل ما تزخر به المدينة من كنوز تاريخية ومعمارية وأثرية وزخرفية وهندسية و أعلام و فنون و حرف تقليدية..