مراسلون 24 – ع. عسول
بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، تنظم مؤسسة الفقيه التطواني يوم الجمعة 23 يونيو الجاري ؛ الدوة الثانية من ملتقى “شغف القراءة” تحت شعار ” القراءة وتشكيل الوعي” وذلك بمقر المؤسسة بمدينة سلا .
ستتناول الدورة الثانية بعض القضايا المرتبطة بفعل القراءة في انعكاسه على السلوك الفردي من جهة و امتداد أثره على تشكيل الوعي و المستوى الإجتماعي من جهة ثانية.
وحسب بلاغ للمؤسسة يشارك في هءا الملتقى عدد من المفكرين والكتاب والإعلاميين المغاربة الذين اشتغلوا وانشغلوا بموضوع القراءة ودورها المعرفي كإحدى أهم رافعات التنمية المجتمعية .
يتعلق الأمر بالكاتب والفاعل الثقافي الأستاذ أحمد عصيد؛ الباحثة والأكاديمية رحمة بورقية ؛ الكاتب والإعلامي ياسين عدنان؛ الباحث والأكاديمي عمر حلي ؛ الباحثة والفاعلة الثقافية رشيدة روقي .
يؤطر هذا الملتقى الثقافي كل من الكاتبة لطيفة باقا و رئيس المؤسسة بوبكر التطواني.
وفيما يلي أرضية الندوة الفكرية:
ماذا لو لم نكن قراء؟ ماذا لو لم تتسرب الكتُبُ إلى حياتنا ذات صدفة؟ هذه الصفحات التي كنّا وما زلنا نقلُبها بشغف ونقلّب معها أفكارنا القديمة ونحن نحتضن أفكارا جديدة… هل نجحت في صناعة الفرق بين ما كنّا عليه وما نحن عليه اليوم؟
عتبة السؤال، الذي ستعقبه أسئلة أخرى نراهن على هذه الندوة في إنعاشها، تتلمس مدخلا إشكاليا للنقاش الذي سيدور بيننا والذي سنقارب فيه تشكّل الوعي في علاقته بفعل القراءة كفعل مؤسّس وأساسي ضمن منظومة من الشروط والعوامل الأخرى التي تتضافر لتصنع الرؤى وتبني الأفكار والتصورات في اتجاه إرساء المواقف والخيارات.
التفكير في شغف القراءة بما هو شغف خاص بامتدادات عامة، يطرح أمامنا بالتأكيد موضوعا جديرا بالتأمل، فالقراءة من جهة تعتبر أساسا للمعرفة ومن جهة أخرى هي المحركلتمل أفقي لا الذي يتحكم في صيرورة تشكيل الوعي الفردي وبالتالي الإسهام في تشكيل الوعي الجماعي.
إن القراءة باعتبارها مصدرا للمعلومة هي المشتل الذي تترعرع في تربته شجرة المعرفة بكل فروعها ويتمّ في إطاره تشذيب المفاهيم وتدقيقها وامتلاك القدرة على تحليل الواقع والأحداث والخروج بمقاربة للحقيقة مع الانتصار الدائم للنسبية. يفترض في الفرد إذن، ومع تراكم القراءات أن يكتسب رؤية للعالم وأن يُكْسِب نفسه حصانة قوية ضد أشكال التطرف الفكري ممّا يحميه من السقوط في الشرك الضيق للرأي الواحد والوحيد. القراءة الواعية تكسبنا من بين ما تكسبنا إياه، روحا نقدية ذات تأصيل فكري عميق لا ينفي عنّا التعصب فحسب بل يرتقي بفكرنا وسلوكنا وذوقنا بشكل عام. لذلك فالقراءة التي ينبغي أن يحرص عليها الجميع، هي تلك التي تسعى إلى إرساء نهضة قوامها اكتساب المعرفة والانفتاح على الآخر وتقبل الاختلاف مع السعي إلى تحقيق الاستقلالية الفكرية المبنية على رؤية واضحة وطموحة باتّجاه المستقبل.
إن القارئ الحقيقي هو شخص يحرص على تنويع مصدر معلوماته وتوسيع دائرة أبحاثه واطلاعه على باقي الأطروحات الفكرية حتى تلك التي لا يتبناها بالضرورة، مبتعدا ما أمكن عن أسباب انسداد الأفق والارتهان إلى المسلمات والأفكار الجاهزة. القراءة في نهاية هذا التحليل بمثابة القنطرة التي تفصل بين الوعي واللاوعي، مما يؤكد أن صناعة الإنسان القارئ كإستراتيجية تنموية تتبناها الدولة والهيئات السياسية يعمل عليها المجتمع المدني، هو الضمان الأكيد و الحيوي لبناء أي حضارة و تأسيس أي نهضة اجتماعية.
كما أن القراءة هي أيضا حوار بين قارئ ومقروء في إطار خاص ومغلق، نطمح لتكون هذه الجلسة حوارا بين قراء حقيقيين قادمين من تخصصات ومشارب متنوعة… حوارا سيتم في إطار عام ومنفتح قد يأخذ شكل مونولوغ داخلي بصوت مسموع نكشف من خلاله ذلك الدور القوي الذي لعبته الكتب في تشكيل وعينا ورؤانا وما نحن عليه اليوم.