مراسلون 24
لماذا كل هذا التكتم تجاه أكبر مقلع للرمال بمنطقة بوقنادل بمدينة سلا و لمصلحة من يتم التغاضي عن تجاوزات مقلع ضخم يدر ذهبا على مستغليه بعيدا عن استفادة خزينة الدولة ومالية الجماعات المتواجد بترابها ؟ لماذا يتم تغييب المراقبة على مقالع بمثابة عناوين كبيرة لتدهور بالمدينة ، لعل أبرزه تهديد الفرشة المائية؟
هي مجموعة من الأسئلة تتناسل بين بعض فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة ، وهي ترصد تحرك شاحنات رمل ضخمة برقعة جغرافية مهمة قرب مجزرة بوقنادل التي لم يتم افتتاحها بعد في اتجاه الغابة المجاورة للمنطقة حيث تحولت رمال المكان إلى أموال طائلة في أرصدة بعض المستغلين وجزء ليس بالقليل منه يجد طريقه إلى صناديق سوداء لايعلم أحد من له مفاتيح خزائنها.
بمجرد ان تطأ قدماك المنطقة ستلمح عيناك شاحنات وجرافات ضخمة لم تتوقف طيلة ساعات تواجدك بعين المكان من أجل اقتلاع رمال المكان المخصص أصلا لتجهيزه من أجل توزيعه كحي صناعي لمجموعة من الشركات في المستقبل القريب حيث تحولت هذه البقع المعدة لتجهيزها إلى مستنقعات مجوفة وبدون بنية تحتية مما يستدعي إعادة طمرها من جديد وهو ما سيكلف المنعشين الاقتصاديين مستقبلا مبالغ مهمة من أجل إعادة المكان والبقع الارضية المعدة للتجهيز والبناء إلى سابق عهدها .
إن مقلع الرمال بوقنادل يعيش على إيقاع الفوضى بعد أن غابت المراقبة على عمليات الاستغلال به ،وإن وجدت فهي لاتعدو أن تكون مجرد إجراء شكلي وغالبا ما تتم خارج الإطار القانوني المعمول به وبدون احترام الشروط المنصوص عليها في القانون المنظم لقطاع استغلال المقالع ،الأمر الذي يشجع على العشوائية والاشتغال خارج الإطار القانوني قلعا ونقلا .
و يشكل وضعية مقلع بوقنادل مظهرا من مظاهر التسيب وسيادة الريع التي منحت استغلال رمال المنطقة لجهات أجنبية ، حيث الطلب المتزايد على « الرمال » المستعملة في عمليات البناء ، وكل طلبية رمال تخلف وراءها دمارا بيئيا ومعاناة وأمراض بين الساكنة منها «الربو و الحساسية الجلدية و أمراض العيون فضلا على طمر العيون المائية و تهديد المياه الجوفية واستنزاف الفرشة المائية .
مصادرنا من عين المكان وكما وقف على ذلك مراسل الحدث 24 أكدت لنا أن الشاحنات الضخمة المحملة بالرمال المقتلعة من عين المكان تتخذ مسارا لها الطريق السيار في اتجاه القنيطرة مما يستوجب، حسب فعاليات محلية ، التدخل العاجل لايقاف هذا لحماية مصادر المياه من التلوث واستنزاف الفرشة المائية.
ويضيف الخبراء أن الترخيص باستغلال مقلع الحجارة يُفترض أن يقام على مساحة تبعد عن الساكنة ، و أثناء الاستغلال يجب توفير وسائل ومعدات مانعة من تسرب الغبار خلال مرحلة الطحن والغربلة والشحن، كما يمنع مرورها وسط الساكنة التي يجب أن تستفيد اجتماعيا واقتصاديا عن طريق تشغيلها داخل المقلع في حالة الترخيص له، وفي نفس الإطار تقوم الجماعة القروية باستخلاص إتاوة نقدية مقابل استغلال كل متر مربع .
و في إنتظار فتح تحقيق عاجل في الموضوع من طرف الجهات المختصة نتمنى صادقين ان يتم إيقاف هذا النزيف البيئي الذي سيأتي على الأخضر و اليابس قبل أن يتحول إنشاء حي صناعي أريد به خيرا إلى مأساة وكارثة بيئية قد تجهز على مشروع لم يرى النور بعد .