بقلم عبدالمجيد فنيش
رحل في صمت؛ بعد معاناة تعددت وتشعبت ؛ السيد *عبد الله* المشهور ب الطويل ( نظرا لطول قامته رحمه الله) .
من يكون هذا الرجل؟
إنه واحد من علامات سلا في مجال الموسيقى؛ منذ منتصف القرن العشرين؛ الى غاية العقد التاسع من ذاك القرن؛ حيث قاد مجموعة موسيقية ؛ كان لها اكبر حضور في تأثيت المشهد الموسيقي العصري في سلا؛ خاصة في المناسبات الوطنية؛ الى جانب حفلات الزفاف والعقيقة ؛. ..؛ خاصة في اوساط الأسر التي لم تكن الموسيقى الأندلسية هي فنها المعبر على هويتها وموقعها في خارطة المراتب الاجتماعية.
المرحوم بعفو الله تعالى *السي عبدالله* شكل في أوج عطاءه؛ الواجهة الفنية الراقية في احتفاليات الكثير من أسر *الصف الثاني* في مدينة سلا العتيقة ؛ أيام مكبرات الصوت المقعرة؛ و الكراسي الخشبية؛ و *الحجامة* ( الحلاقون ) القائمين بمهام استقبال الضيوف و مدهم كؤوس الشاي؛ و بضع قطع حلوى *كحك- غريبة*.
لقد غادر دنيانا هذا الذي وزع بسخاء ألوانا من البهجة في نفوس الآلاف؛ غادر – بعد أن أحاطت به صنوف من غدر و خذلان؛ و…و.. ؛
وإذا كان الرحيل في كل الثقافات ؛ هو الحدث المفجع الصاعق غير المحتمل ؛ فلا شك ولا ريب أن عدم الوقوف عند رحيل *عبد الله* -ولو بالترحم عليه- ؛ لهو أكثرالأمور المرة قسوة وضراوة وإيلاما؛ من وقع الرحيل نفسه.
اسأل الله العظيم أن يمن على روح فقيدنا ؛ بالمغفرة و الرحمة؛ وأن يجعل نزله في الفردوس الأعلى.
ع م ف