بقلم الدكتور نورالدين بلحداد*
في إطار انعقاد دورة لمجلس الأمن يوم أمس الأربعاء 21 ابريل 2021 للنظر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يسعدني أن أقدم قراءة في الموضوع من خلال العنوان التالي “صفعة أممية جديدة للنظام الجزائري الداعم لجمهورية الوهم التي أصبحت عبئا ثقيلا على الشعب الجزائري”
في جلسة جد هادئة عقد مجلس الأمن دورته للنظر في النزاع الذي ما تزال دولة الجزائر ترعاه وتعقد عليه آمالا كثيرة للتغطية على مشاكلها الداخلية وتغليط الرأي الداخلي وحتى الدولي بأنها ما تزال مخلصة لمواقفها المضادة والمعادية للمغرب .
وإذا كان كل أعضاء مجلس الأمن الدولي وأعضاء الامم المتحدة وكل المنتظم الدولي قد صرحوا جميعا بأن هذه البلاد تعتبر عنصرا فاعلا في هذا النزاع وينبغي على حكامها الامتثال للقرارات الأمنية في إطار البحث عن مخرج سلمي من هذا التعصب المجاني والمكلف للجميع وذلك من خلال المشاركة في كل طاولات المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء هذا الخلاف؛ لكن للأسف ما نزال نحصي انزلاقات هذا النظام العسكري المتحكم في الرقاب والعباد ولا يتقن سوى لغة التضاد و اختلاق الأكاذيب وترميمها بمساحيق مكشوفة لا تظهر جمال وجهها بل تزيده بشاعة ونفورا.
واليوم اتضح الصبح لذي عينين بأن هؤلاء الحكام ما يزالون يسبحون ضد التيار لا المغربي بل حتى الأممي الذي فطن لألاعيبهم الدنيئة وحاولوا التدليس كعاداتهم على المؤتمرين وتقديم المغرب كدولة معتدية وظالمة ولا تحترم المواثيق الأممية واتهموها ظلما وعدوانا بأنها خرقت معاهدة وقف إطلاق النار وقتلت الكثير من البوليساريو .
وينبغي على هذا المنتظم الدولي محاسبتها بل معاقبتها لكنها تلقت صفعة هادئة بل قوية عندما دعاها هذا المنتظم الدولي إلى الجلوس الى طاولة المفاوضات مع المغرب وإظهار حججها والإتيان بدلائلها على صحة أقوالها ومزاعمها .!!.
الشيء الذي يفتقده هذا النظام العفن والذي يفضّل السباحة في الماء العكر وازداد حرج ممثل هذا النظام داخل اروقة مجلس الأمن وهو يستمع بأذنيه ويرى بأم عينيه إن لم يكن فيهما لا وقر ولاغشاء إجماع كل المؤتمرين على جدية الموقف المغربي من هذا النزاع المفتعل والتنويه بشجاعته في طرح حل سلمي من خلال مقترح الحكم الذاتي والاستعداد الذي يبديه المغرب دائما للحضور في كل المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بالإضافة الى استعداده للمساهمة في انتخاب مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة مكلف بقضية الصحراء المغربية الصفعة الثانية التي تلقتها اليوم الجزائر تمثلت في الإشادة بالمواقف الانسانية التي عبر عنها المغرب من خلال تحريره لمعبر الكركرات من يد المتمردين الذين حاولوا قطع الطريق على الشاحنات والناقلات الدولية في اتجاه الضفة الافريقية . كما نوه الجميع بالنتائج الكبيرة والهامة التي حققها المغرب من خلال تعامله مع وباء كورونا وكيف تجاوز مراحل الخطر من خلال الإسراع بتوفير اللقاح سواء الأحادي أو المزدوج للسكان
كل هذه الإشارات بل الإشادات بما حققه المغرب في فترة لا تتجاوز السنة والتي انبهر لها العديد من الامم حتى الراقية والمتقدمة ونوهوا بها إلا حكام الجزائر الذين برهنوا بالواضح وليس بالمرموز على أن على أعينهم غشاوة فهم لا يبصرون وفِي آذانهم وقر فلا يسمعون ونعتقد أن أحسن ما نقول في حقهم بأنهم لا يجهلون بل يتجاهلون ولا حياة لمن تنادي لأن جل حكامهم بل أغلبهم أصحاب عظام نخرة ولا يعظمون لا شعائر الدين ولا حسن الجوار بل لا يتقنون لغة الحوار الجاد لأنهم أقرب الى الإلحاد وكل دورة أممية خاصة بالصحراء المغربية والجزائر في حداد وخسارة مدوية والله يعطينا وجه حكامها والسلام.
الدكتور نورالدين بلحداد : استاذ جامعي باحث متخصص في تاريخ الصحراء المغربية