مراسلون 24 – ع. عسول
في إطار الذكرى 67 على تأسيس الأمن الوطني وتحت شعار ” 67 سنة من التحديث المتواصل لمرفق مواطن”؛ وإيمانا منه بأهمية التواصل المؤسساتي ؛ نظم المعهد المغربي للدراسات الإستراتيجية وإدارة الأزمات ؛ لقاءا تواصليا مع الشباب حول موضوع ” دور المديرية العامة للأمن الوطني في تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى -نموذج مونديال قطر “؛وذلك يومه الخميس 8 يونيو الجاري بالفضاء الإجتماعي والتربوي لدعم كفاءات الشباب ببطانة سلا.
حيث أكد بلاغ صحفي للمعهد أن موضوع هذا اللقاء يأتي تفاعلا مع الحضور القوي للرياضة المغربية في شتى المجالات والتي تحظى بعناية ملكية كبيرة وخصوصا كرة القدم ؛ وتقديرا لمجهودات الأمن المغربي في انجاح العديد من التظاهرات الرياضية على رأسها الإسهام الفعال في تأمين كأس عالم قطر ؛مما شكل مفخرة مغربية.
وقام بتأطير هذا الموضوع عميد شرطة إقليمي حسن البوزيدي
( رئيس قسم الأمن الرياضي بالمديرية العامة للأمن الوطني) والذي أنشئ منذ سنة 2013 ويعتبر أول قسم للأمن الرياضي على الصعيد العربي والإفريقي .
حيث تطرق المتدخل بالتفصيل لتجربة المغرب من خلال المديرية العامة للأمن الوطني في تأمين مونديال قطر الأخير ؛ والذي تقاسمت فيه المديرية مع البلد المنظم ؛ خبرتها وتجربتها المهمة في التأطير الأمني للتظاهرات الكبرى كالمنافسات الأفريقية والوطنية وحتى الدولية .
وتوقف العارض على المراحل التي قطعها التنسيق الأمني مع دولة قطر في موضوع وضع بروتوكول التأطير الأمني لكأس العالم بقطر ؛ من المشاورات الأولى بين الحكومة والمديرية العامة للأمن الوطني بقيادة عبداللطيف الحموشي ومسؤولي قطر عبر القنوات الديبلوماسية و السلطات الأمنية وتبادل الزيارات والتجارب؛ وتنظيم تدريبات للأطر الأمنية القطرية حول محاور تدبير الحشود؛ حماية الشخصيات رفيعة المستوى؛ تأطير الجماهير ومكافحة العنف؛ تقييم المخاطر ( إرهاب ؛ سيبرانية؛ شبكات إجرامية دولية …) وجمع المعلومات عن طبيعة الجماهير وغيرها ..
أيضا تطرق عرض المتدخل الأمني للمجهودات الكبيرة والفعالة للأطر الأمنية سواء بشكل ميداني في تأمين الجمهور المغربي من نقط العبور بالمطارات وفي الساحات العمومية مثل “سوق واقف” بالدوحة ؛ وعند الولوج للملاعب وقبل وبعد المباريات؛ إضافة للتنسيق الأمني المشترك من خلال مركز التعاون الشرطي الدولي الذي ضم ممثلي 32 دولة بحكم تواجد جمهورها؛ بمعية مسؤولي الانتربول واليوروبول و الفيفا..
وسجل العارض أن الجمهور المغربي الذي بلغ تعداده خمسين ألف متفرج في الدور الثاني؛ قدم مستوى رائعا لصورة المغرب من خلال انضباطه وخلقه للفرجة وبروحه الرياضية العالية وتشجيعه القوي للمنتخب الوطني مما كان له أثر جد إيجابي على أداء اللاعبين ..
من جانب آخر اعتبر رئيس قسم الأمن الرياضي ؛ أن تقاسم هذه التجربة مع الشباب والمجتمع المدني ؛ ينطلق من القناعة التي تملكلها المديرية العامة حول أهمية التواصل والحوار و دور الجمعيات في التأطير والتحسيس والتوعية والمساهمة في انجاح التظاهرات الرياضية بجانب الأندية الرياضية وباقي الأطراف المعنية بهذا الموضوع؛ الذي يكتسي أهمية قصوى خصوصا والمغرب ينتظر ربح رهان تنظيم كأس العالم 2030 وكأس أفريقيا وغيرها من التظاهرات الرياضية الكبرى؛ مما يتطلب تظافر الجهود وإيجاد حلول عملية لظاهرة العنف الرياضي والتي كانت موضوع رسالة ملكية للمناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات 24 اكتوبر 2008..
وهي ظاهرة بعيدة عن الروح الرياضية النبيلة ؛ و التي تصدر عن منتسبي عدد من الإلترات خصوصا القاصرين وهو ما لم يعد مقبولا وسيتم التصدي له بكل الوسائل القانونية والتربوية والتحسيسية وذلك من خلال دعوة هذه الالترات على العمل في إطار القانون وتعديل القانون 09|09 بخصوص القاصرين حتى تتحمل الأسر مسؤولية تتبع أبنائها وسلوكاتهم؛ وتجويد البنيات التحتية الرياضية من الجيل الجديد.
بدوره قدم حميد مطاع قائد أمن اقليمي و مسؤول عن مجموعات التدخل المتنقلة؛ عرضا مركزا حول مهام وتدخلات هذه الوحدات وهي حدات لحفظ النظام تقوم بتأطير الجمهور الرياضي قبل وأثناء وبعد المقابلات والتظاهرات الكبرى بتنسيق عمودي و أفقي ؛ من طنجة إلى الكركارات..وذلك عبر تتبع تجاوب وردود فعل المواطنين مع مقابلات المنتخب المغربي العالمية و القارية ؛ والمباريات الوطنية ؛ وذلك تفاديا لأي انحراف ..حيث تسهر المجموعات المتنقلة على ضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم .
ويؤطر عمل هذه المجموعات المتنقلة إطار قانوني مهم يبدأ من دستور المملكة ؛ قانون الجموعات العامة ؛القانون الجنائي ؛ إضافة لمدونة سلوك موظفي الأمن الوطني.
وتعتبر هذه الوحدات بمثابة قوة احتياطية؛ موزعة على 42 وحدة تدخل.. تؤمن السهرات الفنية الكبرى كموازين ؛ كما تتدخل عند وقوع كوارث طبيعية و تأمين التظاهرات الرياضية من خلال التخطيط الإستراتيجي؛ ووضع بروتوكول ميداني؛ والقيام بالتوجيه والمحاكات قبل المباراة ؛ بمشاركة مختلف الفرق الأمنية خصوصا في نهائيات الكلاسيكو والديربي؛ أو اقصائيات الكاف أو الفيفا.
ويخضع المنتسبون لهذه الوحدات لتكوينات متنوعة محكمة ؛ كما يتم حثهم على ضبط النفس والتغاضي عن الإستفزازات ومواجهة أعمال العنف من قبل عدد من المشجعين المشاكسين ؛ ضد المرفق العام وضد القوة العمومية والممتلكات الخاصة.
واضاف العارض أن مهام هذه الوحدات تستمر حتى بعد نهاية المباريات ؛ من خلال مراحل رفع الترتيبات الأمنية لتأمين ما بعد المقابلات؛ خارج الملعب؛ ثم تأتي مرحلة التقييم .
وشدد المسؤول الأمني ؛ على ضرورة توفير بنيات رياضية ذات جودة لتسهيل مهام الأمن؛ متوقفا على خطورة حضور القاصرين ضمن الالترات ؛ منهم من لايتجاوز سنه حتى عشر سنوات!! ؛ دون مواكبة أو مصاحبة ؛ متسائلا عن دور الأسرة ودور المؤسسة التعليمية والمؤسسات الإجتماعية والمدنية في الحد من تفشي مظاهر العنف الرياضي…