محمد فؤاد قنديل
وأنا أحاول سبر أغوار حي الرمل، ينتابني شعور من يكتسح أمواج الرمال باحثا عن أصداف نادرة تحمل في أحشائها لآلئ ثمينة. هناك بمقامه الجميل تترسب حبات رمل تكتنز جواهر متلألأة. سأنفض عنها الغبار منطلقا بشوق الباحث عن أخبار المكان. وما أن عقدت العزم حتى أستوقفتني لوحة فنية فريدة للجُغرافيَيْن George Brun وFans Hogenberg يرجع لسنة 1572م، فحاولت تحليل عناصرها الحبلى بالمعطيات الضافية لقراءة تاريخ مصب نهر أبي رقراق بعدوتيه، ومن هنا تبدأ الحكاية.
لقد وقف الرسام على باخرة بالمحيط موجها عنايته صوب مصب النهر، فأبدع لوحة تدون لجغرافية وعمران مصب نهر أبي رقراق قبل ستة قرون. تبدو سلا مقفلة وسط الأسوار، كما تنتصب صوامع ثلاث وأبنية متفرقة. يبدو باب معلقة وشاطئ سلا ومنطقة الرمل على شكل مثلث، وعند تقاطع ضلعيه شرقا، يظهر مجرى وادي نهر أبي رقراق قريب جدا من السور المريني، على مشارف بابي دار الصناعة المقابل للنهر، وباب المريسى المنتصب جنوب شرق المدينة. هكذا تُؤكد فرضية خروج السفن ناشرة أشرعتها عبر ممر مائي تحت البابين اللذين يصل علوهما إلى حوالي ثلاثين مترا في وسط القوس. المعلمتين شُيِّدتا بأمر صدر سنة 1261م عن السلطان أبو يوسف يعقوب، إثر تحريره المدينة من الغزو القشتالي، وأنجزه المهندس محمد بن الحاج الإشبيلي المتوفى بفاس سنة 1314م (1).
لعلها أقدم وثيقة تُظهِر حي الرمل على شكل أرض منبسطة تكسوها الرمال. والرمل ذو بركة وخير على سلا، فحبيباته الأصغر من الحصى والأكبر من الطمي، المُشَكلة من جزيئات الصخور المفتتة الناعمة وفتات المعادن، شكلت عبر الزمن حاجزا طبيعيا جَنَّب مدينة سلا هجمات الغزاة المعتدين القادمين من أعالي البحار (2)، إنه فخ قُدر أن يصطاد سفن العدو الجائرة. فاكتسبت سلا إسم المدينة المحروسة بالله.
ترى كيف كان حال حي الرمل قبل إحداثه من طرف المستعمر الفرنسي كحي أوربي راقي، يجاوره حي عسكري بداية القرن العشرين؟
يُذيِّلُ مصطفى بوشعراء تحقيقه للإتحاف الوجيز بمعلومة غاية في الأهمية، تتعلق بوجود “بْوْيَّبْ الريح” بحي الرمل، قرب ضفة أبي رقراق اليمنى، وقد هُدِّم في السنوات الأولى من عهد الحماية(3). ففي سنة 1877م على عهد الحسن الأول، بنى القائد محمد بنسعيد حاجزا امتد من السور إلى جهة الوادي، لانعدام الأمن في جهة الرمل، وحفظا للمصلى القديم من جهة أخرى. ثم فتح باب سمي “بْوْيَّبْ الريح” وصار يقفل عند المساء. ولما امتدَّ عمران سلا بناحية الرمل إلى باب فاس، نقل المصلى من تلك الناحية إلى مقبرة باب المعلقة قبالة ضريح أبي عبد الله المجراد (4).
إذن، نحن أمام مصلى قديم كان بالقرب من منطقة الرمل! وقصة نهاية هذه المصلى من طرف الاحتلال الفرنسي، تدخل في إطار تطويع السكان لقبول الاحتلال. فقد صدر في مطلع سنة 1912م، قرار يمنع انعقاد سوق الخميس لعزل سكان سلا عن كل اتصال بالقبائل المجاورة، أعقبته احتجاجات السكان. وباختصار فقد كانت هناك مطالب من بينها رد أرض مصلى الأعياد الواقعة قرب الشاطئ، المجاورة لأرض الرمل. وفي هذا الصدد يقول الدكتور عز المغرب معنينو: “ولمعالجة المطلب الأول ألح الصبيحي بشدة على نائب القاضي بأن يصلي بالناس بجوار المصلى بعدما أفرغ مؤقتا، وذلك لتفادي احتمال وقوع اصطدام بين المصلين والحامية الفرنسية المقيمة بسلا، إلا أنه رفض بحجة أنها غير صالحة لإقامة صلاة العيدين، وذلك لمجاورتها ثكنة أرض الرمل الممتلئة بالجنود الأجانب…”(5).
وقد ازدادت قضية أرض المصلى المجاورة للرمل تفاعلا بين السكان، حيث عمد المحتل إلى تخريب محراب المصلى وتغيير معالمها الدينية. وتذرع الحاكم العسكري في جوابه عن شكاية في الموضوع لسحب جنوده منها، أنهم بنوا فوق أرض المصلى خزائن وبراريك للعسكر وبئرا عند سيدي بوحاجة(6).
في سنة 1911م، مع بدأ زحف القوات الفرنسية المتوجهة إلى رفع الحصار عن السلطان عبد الحفيظ، نزلت بعض فرقها برمل بوحاجة، واحتل بعضها الأبواب الجنوبية وصعدوا إلى أبراجها حاملين أعلام فرنسا(6*)
وفي سنة 1913، خلقت السلطات الفرنسية مجلسا بلديا مشكلا من أربعة مسلمين وفرنسيين ويهوديين، وكان الأعضاء المسلمين يعينون من قبل الصدر الأعظم لمدة سنة، ثم زيد في عددهم ومدة انتدابهم، وهي لجنة استعملت كواجهة لمشاركة صورية للأهالي. وكانت أولى إنجازات المؤسسات الجديدة تهم البنية التحتية. فقد تم تعبيد الطريق المؤدية إلى الرباط والمارة أمام الثكنة العسكرية. كما أحيطت المدينة بحزام من الطرق الغير معبدة، واستصلحت الطرق داخل المدينة ووضعت لها أرصفة دون تعبيدها(6**). وليس المجال هنا للخوض في تفاصيل وحيثيات إحداث المجلس البلدي المذكور.
إن الدوافع وراء اختيار منطقة الرمل لإنشاء حي أوربي بداية القرن الماضي، قربها من العاصمة، وانعزالها عن باقي أبنية المدينة، ومجاورتها للبحر والنهر. كما إطلالتها على منظر البركامة والأوداية الخلاب، إضافة لانبساط أرضها وشساعة مساحتها التي يمكن أن تستوعب مرافق عمرانية متنوعة. وباختصار فمنطقة الرمل والمناطق المجاورة، تغري ببناء حي راقي، تتوفر فيه مميزات مريحة للسكان، بمختلف المرافق الأساسية والترفيهية، والمساحات الخضراء. وهكذا وفرت السلطات عبر أزمنة متعاقبة ظروف رغد العيش للمقيمين، حيث شُرِع في تسليم رخص للمتاجرة في الخمر لفائدة فرنسيين ويهود وكذا للعملاء الأجانب، وكانت غالبيتهم من الجزائريين، وذلك بدعوى تواجد جالية أجنبية بالمدينة، وبدأ هذا الإجراء قبل دخول سلطة الحماية. ومع تعاقب السنين أحدث مثلا بزار بحي الرمل، وحانة “مدام ألفارو” بحي سيدي التركي، وخمارة «مرية” بحي الشراطين، و”ملك بار ” بقرب باب بوحاجة، ومقهى المقام الجميل (بوسيجور). وقد صار هذا المقهى الأخير مع الوقت ينفرد بجوه الأدبي والشاعري، حيث كان يلتقي في فضائه أطباء وشعراء وفنانين للاستمتاع بمقطوعات نثرية وشعرية، وقد ساهم في تنشيط الحركة الأدبية والفنية بسلا (7) قبل أن يتحول إلى مصحة.
وتم بناء كنيسة سانتا آنا بالقرب من الثكنة. وقد اعتمد الاستعمار على الكنيسة باعتبارها أداة لربط المسيحي بالأرض التي يقيم فيها، بحيث أن المبشرين رافقوا القوات العسكرية في كل المناطق التي حلوا بها. هكذا شيدت الكنائس واستقرت البعثات والإرساليات في كل ناحية أقام فيها المسيحيون. وسعت أيضا من خلال ذلك إلى التفاعل مع الواقع المغربي ورصده في تفاصيله وجزئياته(8). وكان المجمع المقدس قد أرسل مفوضا حواريا إلى المنطقة الفرنسية هو لوسيان داني، الذي يعتبر مؤسس الكنيسة الفرنسية بالمغرب، وقد ساهم في تأسيس نصف الكنائس التي بنيت في المنطقة الفرنسية(9). هكذا إذن يُفسَّر تواجد الكنيسة على مقربة من الثكنتين العسكريتين، ومن التجمع المدني للمقيمين الفرنسيين الذين سكنوا بفيلات عصرية بنيت على الطراز الأوربي بفضاء الرمل. وأقاموا بالبنايات العسكرية المجاورة.
في سرد بديع لمذكرات طفولته ومتابعته للدراسة بمدرسة الشاطئ بحي الرمل بسلا خلال العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين، يشير ألان بوتيي سندرز Alain Potier Sanders، إلى أن الأب تريو L’abbé Tréaux كان مكلفا بكنيسة سانتا آنا (10). واسترسلت السيدة فوزية الدكالي، وهي ابنة السيد محمد الدكالي الخلفي مدير مدرسة الشاطئ في الستينات، في سرد ذكرياتها عن حي الرمل خلال تلك الفترة، مشيرة إلى أن هذه الكنيسة كانت تنظم كرميسا سنويا بأبواب مفتوحة، تُنال فيه جوائز ويتخلله ترفيه متنوع، خاصة ركوب قطار صغير يجوب الحدائق. وتضيف أن أمام الكنيسة كانت توجد خزانة تسيرها الراهبات، حيث كان بالإمكان استعارة الكتب(11).
وقد أحدثت ملاعب رياضية متنوعة في أزمنة متفاوتة :
ملاعب كرة القدم -كرة اليد-كرة السلة -كرة المضرب -حلبة للملاكمة -مسبح. وكانت الفضاءات الرياضية تستغل من قبل العسكريين الفرنسيين الذين أحدثوا أول الأمر أندية لجنودهم، كما فعل المقيمون المدنيون. ثم انضم لاحقا المغاربة لهذه الرياضات، فأسسوا نوادي معروفة كالجمعية الرياضية السلاوية التي تأسست سنة 1928م. بينما تأسست في الثلاثينات نوادي كالنجاح الرياضي السلاوي والنجم السلاوي والنادي الرياضي السلاوي والاتحاد الرياضي السلاوي. أواسط السبعينات أصبح الملعب يحمل اسم “ملعب المسيرة الخضراء” لكن تم هدمه في فترة الثمانينات.
ومن الرياضيين أبناء الرمل اذكر، الجيلالي المنصوري- عبد المجيد فنيش- عباس صيكوك وأبنائه زكرياء وشعيب ويوسف- عبد الوهاب الرافعي- عبد العالي الزينبي- نور الدين النويني- حاتم التحريري- عبد الوهاب المسطاسي- خالد البيرش، في كرة القدم.
و يحيى محفوظ- عزيز -جمال عن كرة السلة. وأسرة الحسوني عبد الله ومنجي في كرة اليد. وأرجو المشاركة في إغناء هذه اللائحة.
وقد ثم بناء قاعة للعروض السينمائية “السينما كوليزي” وكانت ملكا ليهودي يعرف باسم «خيمي”(12). وتعتبر أول سينما فتحت بالمدينة. وللسلاويين ذكريات جميلة مع هذا الفضاء الفني الذي أُقفِل هو الآخر مع ظهور البرابول وما أعقبه من عزوف ملفت لرواد القاعات السينمائية. و شيدت حديقة عمومية فوق سانية زنيبر، مقابلة للسينما والسوق المركزي العصري. كما جهزت المنطقة بطرمواي يتنقل بين باب بوحاجة ومحطة القوارب. ثم بعد ذلك حافلة مدام شرويط، فالكوتشيات. وكانت الانطلاقة دائما من باب الخباز عند مدخل حي الرمل.
ولتكوين أبناء الجالية الفرنسية شيدت مدرسة لأبناء الأعيان للتربية والتعليم تحمل إسم مدرسة الشاطئ. كان يديرها في ستينيات القرن الماضي المرحوم محمد الدكالي الخلفي، الملقب بالفقيه الدكالي، كانت تضم مكتبة مليئة بمؤلفات لكتاب كلاسيكيين، وقاعة للسينما وورشات للنجارة، ومطبخ كبير، وقاعة تمريض، وكان جل أساتذتها فرنسيين، كالأستاذ زامورا. وأساتذة وأستاذات مغاربة منهم: حصار والعلمي والسفياني وبنسعيد والبزاز والسوسي والحكوشي. وأذكر با الحاج، والعون با حماد وزجته فاطمة. دون أن أنسى با الجيلالي مرافق التلاميذ. وقد توقفت المدرسة عن التدريس سنة 1985م، وأصبحت نيابة لوزارة التربية الوطنية(13).
من المعالم الروحية والعلمية لحي الرمل، ضريحي سيدي الخباز وسيدي بوحاجة، وقد نقل رفاتهما إلى حي الرمل لأجل توسعة مدخل المدينة. يقول بن علي الدكالي عن سيدي ميمون بن علي الخباز الفاسي، أنه الفقيه العلامة الشاعر، يعرف بابن خبازة نسبة لخاله الشاعر المشهور بابن خبازة. ذكره في جدوة الاقتباس وقال إنه سريع البديهة، ناظما ناثرا مجددا متفننا في أساليب الكلام معرفة واتقانا. وقال إنه توفي برباط الفتح. سنة 637 هجري. واشتهر باب الخباز باسمه لأنه بني بعد دفنه بعشرين سنة. غير أن المحقق مصطفى بوشعراء، يرى أن هذا الأمر يحتاج لدليل يؤيده. فلا معنى لدفنه بالرباط واشتهار باب سلا به، مع تأخر بناء الباب به بعد عشرين سنة(14).
أما سيدي ابراهيم بوحاجة الأندلسي المتوفى سنة 757ه الموافق 1356 م فهو من شيوخ التصوف، عينه السلطان أبو عنان مقدما على زاوية النساك (15). ويقال إن زوار ضريحه كانوا من المسلمين واليهود على حد السواء. وهو ترابط مدهش وإن كانت ظاهرة توقير نفس الولي من الطائفتين معا أمرا مألوفا بالمغرب(16).
وقد بني جامع رضى في الستينات كصدقة جارية على روح إحد الشباب الذي قضى نحبه على إثر حادثة سير. وقد تعاقب على منبره ومحرابه كبار العلماء والفقهاء.
أما الخزانة العلمية الصبيحية، التي تأسست سنة 1967م، من طرف العلامة محمد الصبيحي، وتكلف ابنه الحاج عبد الله الصبيحي بإرساء دعائِمها وتشييد مكتبتها الرفيعة، فقد أُريدَ لها أن تكون خزانة خاصة غير ربحية تُفتح للعامة، وكصدقة جارية لوجه الله. وقد أسْرجت هذه المعلمة العلمية مصابيح العلم والمعرفة في صفوف الطلاب والباحثين والدارسين والمهتمين.
من الشخصيات المشهورة بحي الرمل، الدكتور لوسيان لوبلان، صاحب العيادة الشهيرة، التي سكنتها بعده أسرة السباعي. ولد لوسيان بمدينة سان فران سنة 1892م في عائلة توارث أفرادها مهنة الطب. التحق بالمغرب سنة 1922م كطبيب، فعين بمستشفى الدار البيضاء، ثم مستشفى فكيك. وأنيطت به مسؤولية الإشراف على مستشفيات الرباط، وأصبح طبيبا رئيسا لمستشفى الخميسات وسيدي قاسم. وابتداء من سنة 1935م أسندت له مهمة طبيب رئيس بمستشفى باب الخميس، ثم مدير المكتب الصحي لمدة تسع سنوات. عرف بتلاحمه مع أهل سلا وضاحيتها، على إثر الأحداث الأليمة لسنة 1944م. توفي ابنه برنار في حادثة سير. وغادر المغرب سنة 1984م، بعد تدهور الحالة الصحية لزوجته إيفون صيربون، التي كانت تنفق لإنارة ضريحي بوحاجة والخباز. توفي سنة 1986 وفي سنة 1993م، تم تكريمه من طرف جمعية أبي رقراق وجمعية صيادلة سلا بحضور نجله البكر.
وقد استقر بسلا عدد مهم من الأطباء الأوربيين في فترة الحماية، وذلك منذ إحداث البلدية، أذكر منهم الدكاترة: بريدو وليجي وكوميري وبيزون وفالتون وروكيس وسير وتلستوي، وفندوفر ونازاريان وشاطيل، والبيطري ميشال(17).
ومن الأطباء المغاربة الذين كانت لهم عيادات بحي الرمل، الدكتور الزعري والدكتور العمري، للإشارة فقد بني مستشفى العياشي خلال الستينات.
استقرت عدد من الأسر ب «ديور القشالي” التي كانت إقامة للعسكريين، قبل هدمها هي الأخرى، وأدعو المتفاعلين من هذا المنبر لمدًنا بأسماء بعض هذه الأسر حتى أضيفها للموضوع.
ومن الفضاءات الترفيهية التي كنا نحج إليها لمراجعة دروسنا، ونحن نحتسي كؤوس الشاي المنعنع ، مقهى «الموعد” لصاحبها بوبكر الزين” وكأن فضاءها يأبى إلا أن ينفتح على محيطه المفعم بعبق العلم والتربية، فاتحا ذراعيه ليحتضن جزءا من رسالة جارته الشامخة، الخزانة العلمية الصبيحية.
لقد اشتهر حي الرمل باستقبال سيرك عمار العالمي، الذي كان يأتيه الناس من كل ربوع سلا والرباط. ويروى أن تأسيسه يعود لأحمد بن عمار القايد المولود سنة 1860، الذي قام بترويض الحيوانات المتوحشة. وبدأ بتقديم عروضه، ليحظى بشهرة واسعة. ليقدم أول عروضه بانكلترا، وهناك تعرف على زوجته الفرنسية”ماري بونفو”. وتطورت مستويات عروض السيرك إلى ان توفي احمد بن عمار سنة 1913، فواصلت زوجته وأبنائه الستة تقديم العروض، حتى أصبح عالميا. ويحكى أنه تم بيع هذا الاسم لأكبر مسيري عروض السيرك بإيطاليا والعالم.
ومن الذكريات الجميلة التي يسترجعها السلاويون بنوستالجيا عميقة، تلك القوافل السينمائية التي كانت تعرض أفلاما بالهواء الطلق بحي الرمل، في إطار بادرتها بالذهاب إلى الناس ودعوتهم لحضور عروض الأفلام. وأتذكر العروض الشيقة بساحة “سبيطار الجردة” التي تعرض أفلام شارلي شابلن، ولوردي وهاردي.
ومع بزوغ فجر الاستقلال انتقلت أسر مغربية للعيش بحي الرمل. وهذه بعض الأسماء لأسر قطنت أو ما زالت تقطن بفضائه الجميل:
بنغموش/الناصري/اعمار/الدكالي/السباعي/بوشعراء/عواد/الشاوي/المعضادي/حمدوش/بلكبير/سلطانة/الصفار/ملاح/السدراتي/أطوبي/المرجي/الطالبي/بندحمان/حصار/الفاضلي/موتشو/بنجيلالي/بلامين/مومن/بوعبيد/بوسلهام/الحسوني/ابريطل/بنموسى/المصلوحي/السمار/العزوزي/المصباحي/السايح/مجيد/الحياني/الأحرش/بنقصو/بلحسن/معنينو/المنصوري/السفياني/حجي/الشدادي/الشرقاوي/بيحيى/بنعمر/السرغيني/لعلو/التازي/منصور/الصبيحي/بوطيب/شماعو الفهري/فنيش/الزعري الجابري/ الزهاني/المعطي بلقاسم/الزينبي/ صيكوك/النويني/ البيرش/التحريري/المسطاسي/الادريسي /الجريري/مبوزيد/السماحي/بلفريج
المرجو إغناء هذه اللائحة بأسماء تم إغفالها سهوا.
هذا غيض من فيض سيرة أمكنة وأزمنة بحي الرمل الذي شيد قبل قرن من الزمن، وقد جاز له أن يحمل صفة الحي العتيق.
المراجع:
(1) ): محمد فتحة. جوانب من تاريخ سلا. منشورات جمعية سلا المستقبل. ص 44.
(2) : جعفر بن أحمد الناصري. تحقيق أحمد بن جعفر الناصري. سلا والرباط أسطولهما وقرصنتهما الجهادية.ج 1.ص 20.
(3): محمد بن علي الدكالي. الإتحاف الوجيز تاريخ العدوتين. تحقيق مصطفى بوشعراء. ص82.
(4): محمد فتحة. جوانب من تاريخ سلا. منشورات جمعية سلا المستقبل. ص 37.
(5): عز المغرب معنينو. سلا المدينة المقفلة، الانفتاح الحذر على الغرب من القصف إلى الاحتلال 1851-1912. ص297.
(6): نفس المرجع. ص299 و 300 .
(6*):محمد فتحة. جوانب من تاريخ سلا. منشورات جمعية سلا المستقبل. ص 62.
(6**): محمد فتحة. جوانب من تاريخ سلا. منشورات جمعية سلا المستقبل. ص 39و 40.
(7):عبد الله بنسعيد. سلا حديث الصورة. ص99و101و102 و220 و221.
(8): د بديعة الخرازي. تاريخ الكنيسة النصرانية في المغرب الأقصى. ص47.
(9): نفس المرجع. ص 46.
(10): دفاتر سلا من أجل ذاكرة جماعية. منشورات مؤسسة سلا للثقافة والفنون. Alain Potier Sanders .النصوص المكتوبة باللغة الفرنسية ص 30.
(11): فوزية الدكالي. دفاتر سلا من أجل ذاكرة جماعية. منشورات مؤسسة سلا للثقافة والفنون. النصوص المكتوبة بالفرنسية. ص17.
(12 ): عبد الله بنسعيد. سلا حديث الصورة. ص230.
(13):فوزية الدكالي. دفاتر سلا من أجل ذاكرة جماعية. منشورات مؤسسة سلا للثقافة والفنون. النصوص المكتوبة بالفرنسية. الجزء الثاني. ص11و 13 و14.
(14):محمد بن علي الدكالي. الإتحاف الوجيز تاريخ العدوتين. تحقيق مصطفى بوشعراء. ص114.
(15):محمد فتحة. جوانب من تاريخ سلا. منشورات جمعية سلا المستقبل. ص 41.
(16):كينيث براون. موجز تاريخ سلا. ترجمة محمد حبيدة وأناس لعلو.ص98.
(17)محمد الفقير.دفاتر سلا من أجل ذاكرة جماعية. منشورات مؤسسة سلا للثقافة والفنون. النصوص المكتوبة بالعربية. ص من 99 إلى 105.
والشكر موصول للسادة:
الدكتور أحمد جلزيم. والأساتذة:عبد الهادي عواد، محمد بلحسن، محمد سهمي السكو وعبد العالي الزينبي.
نص محمد فؤاد قنديل