مراسلون 24 – ع عسول
كانت بداية دخوله عالم الرسم من خلال انخراطه في أنشطة بعض الجمعيات سواء في دور الشباب أو من خلال الأنشطة المدرسية،حيث كانت له فرصة التعرف على بعض الرسامين والمشاركة في ورشات فنية برسم لوحات أو جداريات.
من هنا بدأ الولع والشغف بفن الرسم يقول مراد الرشندالي ، الشاب السلاوي الذي خلق الحدث مؤخرا بمدينة سلا بلوحاته الفنية الجميلة وجدارياته –الغرافيتي-التي تشمل فن الخط وبورتريهات من الحياة الشعبية وواقع البسطاء ، كالمرأة القروية، العاملة،الصانع التقليدي،الفن الكناوي، المسن، الطفل ..يرسمهم بلمسة حب وتقدير وبجمالية فنية كبيرة.
مراد رشندالي المولوع بفن الجداريات ، كانت له تجربة فنية بدولة قطر ، حيث نجح في نقل ريشته ورسوماته لسطوح أخرى غير الجداريات،فأتقن الرسم على الجلد ، على الحقائب اليدوية، علاف الهاتف الخارجي ،وسروج الخيل ،وغيرها من السطوح التي يغمرها بخربشاته وإبداعاته في فن الرسم بلا حدود..
ذاع صيته بسلا ، بعد رجوعه من تجربته الفنيةبقطر،وما إن انخرط في عمل فني جديد برسم جدارية بأحد أحياء المدينة، حتى سارع إلى طلبه بعض ممثلي السلطة والمنتخبين لتزيين بعض الجدران ،فكانت الحصيلة جداريات في غاية الروعة والإتقان ، بحي الرحمة، العيايدة، باب شعفة ..
يقول رشندالي “لما طرح علي الموضوع من ممثل السلطة بحي الرحمة، استجبت على الفور ، لأن ذلك سيضفي جمالية على أحياء مدينة سلا وعلى ساكنتها ،فالتشجيعات تنسيني أيام التعب والإرهاق، رغم تواضع التعويض المادي ..”
و أكد الفنان رشندالي “أن الجداريات هي بمثابة معارض فنية مفتوحة للجميع بعيدا عن الصالونات الضيقة التي يقصدها القلة من المهتمين،حيث أن الجدارية يطلع عليها الكل،الصغير والكبير ، الرجل والمرأة، العامل والطالب ..وتساهم في نشر ثقافة الجمال والإبداع بشكل كبير ..”
نفس المتحدث لم يستبعد تنظيمه لمعارض مستقبلا إن كانت الشروط سانحة، كما أنه حاليا منشغل بهذا اللون الفني الواقعي والطبيعي الذي يركز على كل مظاهر الحياة الشعبية التي تتكلم بتمغربيت،قد ينتقل إلى تعبيرات فنية وتشكيلية أخرى كالتجريد وغيره، فالفن والرسم والتشكيل لايقبل الحدود ..لأنه مرتبط بالخيال ..”
وأنت تتفرج وتستمع بلوحات رشندالي تكتشف امتلاكه لطاقة هائلة من الإبداع والإجتهاد الفني ،وقوة خياله الجمالي ،فلم تسلم من مسه الفني لا مؤسسة تعليمية، ولامطعم، ولا جدار ، ولا سور ، فأينما كان هناك سطح وفضاء يتيح الرسم ،لن تسلم منه ريشات وأنامل الفنان السلاوي مراد الرشندالي، كلما يحتاجه “تشجيع ،تقدير، وبعض الدعم المادي..”،فهو لا يبخل عن تلبية أي دعوة لنقل خبرته وتجربته خصوصا للصغار…
يختم رشندالي دردشته معنا بالبوح “ياله من شعور عظيم وإحساس جميل..حين تفجر طاقاتك وتترجم أفكارك إلى أعمال فنية وتحول أحلامك الى واقع ملموس..وتحقق انجازات قد وضعت حبك فيها وصارت من أعظم الإنجازات التي تنال إعجاب الناس “..فمزيدا من العطاء والتألق للشاب السلاوي مراد الرشندالي ،إبن مدينة سلا التي تزخر بالطاقات الإبداعية التي تنتظر الدعم والرعاية والثقة ورفع التهميش عنها.