مراسلون 24 – متابعة
أوقفت المديرية العامة للأمن الوطني أمنيين بالرباط، وأحالتهما على المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، من أجل إعادة التكوين، بعد أن ضبطتهما لجنة أمنية يتناولان وجبة الفطور، صباح عيد المولد النبوي، خلال إشرافهما على حراسة مؤسسة أجنبية حساسة، ما اعتبر تقصيرا مهنيا.
وشكل القرار صدمة لزملاء الموقوفين، إذ رغم أنه مشهود لهما بالكفاءة في العمل، ومحاولات رؤسائهما التوسط لهما لتفادي العقوبة، على أساس أن ما قاما به لا يتعلق بخرق مهني خطير، إلا أن المديرية العامة للأمن الوطني قررت تطبيق القانون في حقهما، في رسالة مفادها عدم تساهلها مع أي خرق مهني مهما كانت درجته.
وأسندت إلى الأمنيين مهمة الإشراف على أمن مؤسسة حساسة أجنبية بالشريط الساحلي بالرباط، صباح ذكرى المولد النبوي، فقررا تناول وجبة الفطور معا، إلى أن فاجأتهما لجنة يتزعمها مسؤول أمني بارز بالمديرية العامة للأمن الوطني بزيارة غير متوقعة للمؤسسة الأجنبية.
واعتبر أعضاء اللجنة انشغال الأمنيين بتناول الفطور إخلالا بمهامهما، سيما أن هناك تعليمات تمنع على رجال الأمن تناول أي وجبة خلال تكليفهم بمهام حراسة مؤسسات وطنية ودولية حساسة، وعلى الفور أصدر المسؤول الأمني تعليماته بنقلهما إلى المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، من أجل إعادة التكوين وإحالة ملفهما على اللجنة التأديبية لاتخاذ عقوبة في حقهما، والتي قد تصل إلى حد حرمانهما من تعويضات.
وكشفت المصادر أن المسؤول الأمني البارز، والذي يوصف بأنه الذراع الأيمن للمدير العام للأمن الوطني، اعتاد القيام بزيارات مفاجئة إلى السدود القضائية والمؤسسات الحساسة الأجنبية والتابعة للدولة والسفارات خلال أيام العطل الوطنية والدينية وفي أوقات مختلفة، للتأكد بشكل شخصي من إشراف رجال الأمن والشرطة على المهام المسندة إليهم، ومدى احترامهم للتعليمات والأوامر الصادرة إليهم، كما اعتاد القيام بزيارة مفاجئة في الصباح والليل إلى الدوائر الأمنية، التي تكون في حالة ديمومة للوقوف على التزام موظفيها بمهامهم.
وسقط العديد من الأمنيين ورجال الشرطة من مختلف الرتب في فخ اللجنة، إذ أسفرت هذه الزيارات المفاجئة عن ضبط عدد منهم، متلبسين بخرق القواعد المهنية، كما الأمر لأمنيين ضبطوا نياما خلال تكليفهم بالإشراف على السدود القضائية ليلا، فصدرت في حقهم عقوبات تأديبية.