مراسلون 24 – ع. عسول
من الفضائل الجميلة للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا ؛ فتحه لأقواس ومساحات للنقاش والحوار حول قضايا وإصدارات تهم سينما المرأة تمثيلا وإخراجا وسيناريو.
و يخصص المهرجان في دوراته الحالية والسابقة ، زاوية لتقديم مؤلفات لكتاب ونقاد سينمائيين ؛ يتناولون فيها ” هم سينما المرأة من أوجه متعددة ومختلفة ” ؛ حيث تشكل هذه الأنشطة الموازية لفعاليات المهرجان فرصة لتقريب الجمهور والنخب المهتمة ؛ من هذه الإصدارات ومؤلفيها ومضامينها.
وفي هذا السياق ؛ تم مؤخرا تقديم مؤلف الناقد والكاتب حسن نرايس بعنوان ” المرأة في السينما المغربية..خلف وأمام الكاميرا”..وذلك بكلمة تمهيدية للكاتب والجامعي الحبيب ناصري..
الكتاب يقع في 90 صفحة ؛ صمم غلافه الفنان ضمير اليقوتي؛ خصص جزء كبير في الكتاب لصورة المرأة في السينما المغربية ؛ من فيلم” الشركي” لمومن
السميحي( 1976) ؛ إلى فيلم ” آدم” لمريم التوزاني 2019) ..
واختار الكاتب عشرين فيلما شخصيته الرئيسية امرأة ؛ على سبيل المثال ” أمينة” للا شافية ؛ حادا،إيطو ؛ جوهرة، ملاك وصوفيا.
فيما خصص الجزء الثاني من كتابه للمخرجات اللواتي أخرجن فيلما طويلا واحدا على الأقل؛من فريدة بورقية، وفيردة بليزيد(الثمانينات) ؛إلى مريم التوزاني ، ومريم بنمبارك 2020؛ دون أن ينسى المؤلف أيضا النساء المشتغلات في الحقل التقني والمنتجات المنفذات والمساعدات في الإخراج إلى كاتبات السيناريو…
استمر هذا الوضع إلى غاية 2000 بثمانية مخرجات..ومابين 2010 إلى 2020 ظهرت قفزة لم تعرفها باقي السينما العربية ؛حيث ارتفع عدد المخرجات من 8إلى 23 مخرجة؛ و حصل في العشر سنوات الأخيرة تطور ملحوظ في سينما المرأة في هذه الفترة التي كان يرأسها نور الدين الصايل مديرا للمركز السينمائي المغربي..
ووقف نرايس في حديثه عن كتابه على تناول العديد من الأفلام وضعية المرأة المغربية بخلفية التصور الذكوري؛ والتعامل مع تيمة المرأة بارتباط مع الصور النمطية ( المرأة الضحية؛ المضطهدة؛ الغارقة في عالم الخرافة والشعوذة…).
لكن سجل العارض تناولا مختلفا لصورة المرأة مع الجيل الجديد من السينمائيات ؛ اللائي قاربن تيمات وقضايا جديدة للمرأة ( كعاملة؛باحثة عن الانعتاق ؛ كاتبة..)..
وقال المتحدث أننا بالفعل أمام مخرجات جدد بمستوى تكويني مهم و متخصص ، في الاخراج و تقنيات السمعي البصري ؛ ما جعلهن ينتزعن جوائز مهمة في عدد من المهرجانات السينمائية داخل وخارج الوطن .
لكن مقابل تألق المرأة المخرجة ؛ يوجد تهميش لها على مستوى مناصب المسؤولية ( فلا امرأة واحدة استطاعت أن تتولى إدارة للمركز السينمائي ؛ إضافة لوجود قلة من النساء تترأسن مهرجانات وطنية!!.)..
وكانت الكاتبة والناقدة السينمائية المصرية نهاد صلاح قد قدمت لكتاب حسن نرايس ؛ قائلة (عشرون فيلماً إختارها “نرايس” من الفيلموجرافيا المغربية في قسمه الأول من الكتاب ليرصد خلالها المرأة كتيمة بارزة ورئيسية شغلت المخرجين المغاربة، وتعاملوا معها كصورة وموضوع يتوغل في متعرجات مجتمع معقد، حتى بدا أن ظهور المرأة على الشاشة سواء بشكل نمطي أو مبتكر، هو تكريس لنموذج مشدود بين طرفي معادلة جسيمة: الإنجاز الفني والحضور في الواقع. الطرفان بين أيدي مخرجين، رجال ونساء، جميعهم تناولوا المرأة كموضوع اجتماعي على نحو كبير مضطهد في مجتمع ذكوري يخضع للجهل والخرافة، وأيضاً دور المرأة المتمردة على واقعها كإشارة تنويرية للتغيير. )