زينب بمعروف /الدارالبيضاء.
في السلك الإعدادي و في مؤسسة تسمى ”عبد الله العياشي”كنت آنذاك في السنة الأولى من الإعدادي ،و التي ابتدأت أول حصة استئناس فيها للدراسة عند احد أساتذة اللغه العربية”عصام حجلي”، بل أحسنهم و أهذبهم خلقا، كان الأستاذ طويل القامة ذو بشرة صافية،أسمر اللون، يضع نظارة على عينيه الصغيرتين ،و دائما ما نجده جالسا يتصفح جريدة” المساء”قبل كل حصة ، و يرتشف القهوة التي تفوح رائحتها من باب القسم، و بعدما يحضر جل التلاميذ يبدأ بإلقاء التحية،و يشحننا بطاقته الإيجابية و سرعان ما نبدأ بالتفاعل معه، و كأنه فرد من عائلتنا بل هو كذلك.
كانت تلك السنه من أفضل السنوات التي مرت علي طوال حياتي، كان أستاذا متقفا، بل قاموسا عربيا يحمل جميع المعلومات في شتى انواع المعارف و المواد، و دائما ما كان يشجعني و يمدحني انا و زملائى في القسم ،و يقدم لي و لهم معلومات و نصائح مهمة و قيمة يساندنا بها في كل خطوة نخطوها لنحقق النجاح و التميز ،كان ذلك الأستاذ شغوفا بالقراءة و حب التعلم و التعليم لذا استطاع السير في طريق النجاح و يبهر الجميع بقدراته و مواهبه الخيالية، و التي كانت تحفزنا لنصبح أمثاله في المستقبل ان شاء الله. بدأنا من الصفر في تكوين رصيد معرفي كاف في لفظنا لغة الضاد او اللغة البحر، و بالفعل تمكننا ذلك ،ومن تم بدأ الاستاذ في تحفيزنا على الكتابة ونشر قصصنا الخيالية و الحقيقية من ابداعنا الخاص، فكانت الحصة قصيرة لا تكفينا فنرغب في المزيد ،فنضيف حصصا أخرى خارجة عن البرنامج الدراسي للحصص الإعتيادية للإستفادة اكثر من ثروة هذا الأستاذ الفكرية الهائلة، فكان آخر لقاء لنا معه لأنه انتقل الى الثانوية ليدرس فيها هناك طلاب جدد و تلاميذ و تلميذات جدد ،وانا اضمن له النجاح في كل مسيرته و كما تقول المقولة الشهيرة ”كاد المعلم ان يكون رسولا ”
فبئس رحيله هذا !
شهادة في حق الأستاذ:”عصام حجلي”