بالصور : فاعلون في السياحة ينظمون جولة للترويج العالمي للمنطقة الشرقية

مراسلون 24 – فكري ولد علي
 
إنطلقت أمس الجمعة الجولة الترويجية لوجهة الجهة الشرقية، كواحدة من الوجهات الواعدة في مجال السياحة.

الجولة التي نظمها المجلس الجهوي للسياحة بشراكة مع المكتب الوطني للسياحة و وكالة أوماسين للأسفار oumassine voyages، والتي تستغرق ثلاثة أيام، تتوخى التعريف بالإمكانيات السياحية للجهة، من حيث بنية الاستقبال و المواقع التي يمكن ترويجها كوجهات وأماكن يمكن للسياح استكشافها.

ويشارك في الجولة إلى جانب العديد من وكالات الأسفار المغربية من مختلف مدن المملكة، وكالات أجنبية من فرنسا واسبانيا وانجلترا وتركيا، حيث تعرّفت هذه الوكالات، في اليوم الأول على بنية الاستقبال التي توفرها المحطة السياحية للسعيدية وفضاءات الناظور التي شيدتها وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، و بالخصوص الوحدات الفندقية المصنفة.

وافتتحت الجولة بزيارة للمجال الحدودي بمدينة السعيدية، المعروف بـ”بين لجراف”، الذي يتحول يوم بعد أخر إلى موقع للجذب ينطوي على العديد من الدلالات الانسانية.

وقامت الوكالات المعنية بعد ذلك، بزيارة للوحدات الفندقية بمدينة السعيدية وبالخصوص الوحدات الثلاثة لمجموعة “رادسون بلو”.
وقدم مدير الوحدات الفندقية، جورج فان أوستن، العديد من الشروحات التوضيحية حول العرض المتنوع الذي تقدمه الوحدات المعنية التي تفوق طاقتها الاستيعابية 700 سرير، والمستجيبة للعديد من الرغبات.

وأشار إلى الخيار الذي اتخذته المجموعة بالابقاء على جزء منها في إطار التشغيل المستمر، رافعة بذلك تحدي التغلب على النشاط الموسمي، الذي تسعى الجهات المنظمة إلى تكسيره وجعل النشاط السياحي رافعة للمنطقة على مدار السنة.
ومن البنيات الأساسية التي يطمح الفاعلون إلى ترويجها لجذب المزيد من السياح إليها، ملعبي الغولف اللذان يستجيبان للمعايير الدولية، والتي استقبلت العديد من المنافسات.

هذا بالإضافة إلى ما توفره “مايرنا” السعيدية من خيارات ترفيهية وأنشطة بحرية، تضفي على الوجهة تجربة فريدة.

و بمدينة الناظور أيضا تعرف المشاركون في الجولة، على بنية الاستقبال، والإمكانيات التي يتيحها فضاء مارتشيكا سواء تعلق الأمر بالاقامات الفندقية والفنادق المصنفة، أو مسارات الغولف العالمية.
لوحة فسيفسائية
قال يوسف الزاكي رئيس المجلس الجهوي للسياحة، في كلمة له بمناسبة استقبال الوكالات المشاركة في الجولة الترويجية، أن الاهتمام بالسياحة في المنطقة ليس حديثًا، بل هو نابع من خطاب تاريخي للملك في عام 2003 بوجدة، والذي كان له أثر واضح في تطوير القطاع السياحي والاقتصادي في المنطقة.
وأشار إلى أن هذا الخطاب أحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا في المنطقة، وتم تحقيق جميع الوعود التي أعلن عنها.

و من أهم الإنجازات، إنشاء وكالة التنمية بالمنطقة، بالإضافة إلى افتتاح محطة السعيدية من قبل الملك في 2009، والذي يمثل نقطة انطلاق حقيقية لتنمية المنطقة.
و وصف الزاكي المنطقة بكونها “لوحة فسيفسائية”، فهي وفق تعبيره “ليست فقط منطقة استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي، ولكنها أيضًا غنية بمواردها السياحية المتنوعة”.
و تتميز بتراث ثقافي غني وتاريخي وديني، كما أنها تطل على شواطئ ممتدة، وصحاري خلابة، وجبال آسرة.
كل ركن من أركان هذه المنطقة حسب الزاكي “يحمل حكاية تاريخية وثقافية، مما يجعلها وجهة سياحية بامتياز”.

توقيت الجولة الترويجية
وبخصوص اختيار توقيت خارج الموسم السياحي، لتنظيم هذه الجولة، أن ذلك راجع إلى رغبة الشركاء في “إتاحة الفرصة للضيوف لاكتشاف المزايا السياحية في جو هادئ بعيدًا عن ضغط المواسم”.
وأشار إلى أن المنطقة في الصيف “تصبح وجهة مفضلة للسياح المغاربة والأجانب نظرًا لموقعها الجغرافي القريب من أوروبا، مما يسهل الوصول إليها بفضل شبكة النقل المتطورة”.
مرافق النقل والمواصلات

تمتلك المنطقة مطارين دوليين حديثين (مطار وجدة ومطار الناظور)، يستقبلان معًا أكثر من 2 مليون مسافر سنويًا.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط المنطقة ببقية أرجاء المملكة عبر شبكة طرق سريعة حديثة وفعالة، وتخدمها أيضًا قطارات تضمن الوصول إليها بشكل مريح وسريع. كما يمكن استقبال الزوار عبر ميناء الناظور الذي يعد بوابة استراتيجية بين المغرب وأوروبا.


السياحة الشاطئية
تتميز المنطقة بشواطئها الرائعة، مثل شاطئ السعيدية الملقب بـ “اللؤلؤة الزرقاء”، وشواطئ رأس الماء، بالإضافة إلى شواطئ صغيرة أخرى قريبة من السعيدية.
كما أكد على أن منطقة الناظور وحدها بها 30 شاطئًا بكرًا، موزعة على طول الساحل، مما يوفر تنوعًا في المناظر الطبيعية وجمالًا طبيعيًا.
و بالنسبة لعشاق الطبيعة والمغامرات، توفر صحاري فكيك الشاسعة، والريف والجبال فرصًا فريدة للتخييم والأنشطة في الهواء الطلق.
السياحة الثقافية والدينية
أما محبو الثقافة، سيجدون وفق نفس المتحدث ما يسرهم في المواقع التاريخية والدينية بالمنطقة، مثل المدينة القديمة بوجدة، والمواقع التي تعكس أصالة وتراث المنطقة.
تشكل المنطقة وجهة عالمية للسياحة الصوفية، خاصة في الزاوية البوتشيشية التي تستقبل آلاف المريدين كل عام من جميع أنحاء العالم، والتي تمثل سوقًا استراتيجيًا للمهتمين والمنظمين السياحيين.
وتتوفر المنطقة على 147 فندقًا، توفر أكثر من 13500 سريرًا، وتضم مؤسسات من مختلف الفئات، مما يمكنها من استقبال زبائن متنوعين والاستجابة لانتظارات كل فئة من الزوار.
جولة بأهمية كبرى
من جانبه، قال منير قديجي، المدير العام لوكالة أوماسين للأسفار، والعضو بالمجلس الجهوي للسياحة، أن هذا الحدث “يمثل أهمية خاصة بالنسبة لنا، إذ يتيح لنا الفرصة لتعريف منظمي الرحلات ووكلاء السفر الدوليين بالمزايا العديدة التي تزخر بها جهة الشرق”.
واختار قوديجي في كلمة وسط المشاركين، الحديث عن الانجازات المحققة في السنة الماضية، حيث أبرز أن العام الماضي شهد “نموًا استثنائيًا في قطاع السياحة على المستوى الوطني، حيث سجل المغرب رقمًا قياسيًا غير مسبوق بوصول 17.4 مليون سائح، أي بزيادة قدرها 20٪ مقارنة بالعام السابق”.
تعكس هذه النتائج وفق الفاعل في القطاع السياحي “نجاح الاستراتيجيات المعتمدة والتعاون الوثيق بين مختلف الفاعلين في القطاع”.
ولم تكن جهة الشرق يضيف نفس المتحدث “بمنأى عن هذا الزخم”. فقد “سجلنا خلال النصف الأول من عام 2024 ما مجموعه 252,608 ليلة مبيت، أي بزيادة قدرها 1.36٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق”.
كما شهد شهر يونيو ديناميكية كبيرة، وفق قديجي “حيث بلغت ليالي المبيت 97,147، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 3.8٪. تعكس هذه الأرقام الجاذبية المتزايدة لجهتنا”.
وعن رهانات السنة الجارية، أبرز أنه بالنسبة لعام 2025، نطمح إلى تحقيق أهداف طموحة، حيث نستهدف زيادة بنسبة 10٪ في عدد الزوار، مع التركيز على تطوير عروض سياحية جديدة وتحسين بنيتنا التحتية”.
وأضاف أن “هناك مشاريع هيكلية قيد التنفيذ، من بينها تأهيل شواطئنا وتحديثها، بالإضافة إلى تشغيل قطار الصحراء (أوريونتال إكسبريس)، الذي سيمنح زوارنا تجارب استثنائية”.
وأبرز “إن خارطة الطريق 2023-2026 للمكتب الوطني المغربي للسياحة، التي نلتزم بها تمامًا، تهدف إلى وضع المغرب ضمن أهم 10 وجهات سياحية في العالم. ومع هدف طموح يتمثل في استقبال 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، تعتمد هذه الاستراتيجية على محاور أساسية، من بينها التسويق، والتحول الرقمي، وتطوير النقل الجوي، وتعزيز قنوات التوزيع”.
وختم كلمته بالتأكيد “بصفتي عضوًا في المجلس الجهوي للسياحة ومديرًا لوكالة أسفار مقرها في هذه الجهة الرائعة، أتعهد بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق هذه الأهداف. من الضروري أن تُترجم رؤيتنا المشتركة إلى إجراءات ملموسة ومبادرات تتماشى مع هذه الخطة الطموحة”.
وجهة متكاملة
بالنسبة لجليل بنيس، مدير شركة تنمية السعيدية، فإن وجهة السعيدية وجهة متكاملة من خلال العرض الذي تقدمه.
وأضاف في كلمة له بالمناسبة “على أي حال، شركتنا هي التي طوّرت المحطة عمليًا منذ عام 2011. كما رأيتم، هناك مساران للجولف، وثلاثة فنادق، والمارينا، والمركز التجاري، وكل شيء متكامل”.
وأضاف “لقد زرتم هذا الصباح الوحدات الثلاث، التي تضم نحو 750 غرفة”. وزاد “أود أن أشكر العديد من الجهات، بما في ذلك المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONT) والمجلس الجهوي للسياحة (CRT)، وشكر خاص لراعي النقل الرسمي أوماسين، و كل طاقم “راديسون بلو” .. هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس لضمان نجاح هذا الحدث، وآمل أن تعود جميع الوكالات إن شاء الله بتجربة إيجابية جدًا وانطباعات رائعة”.
هذه منطقة يضيف بنيس “ليست معروفة كثيرًا حتى للمغاربة. بعض المغاربة يعتقدون أنها بعيدة أو غير سهلة الوصول، ولكن هذا غير صحيح. بفضل المكتب الوطني المغربي للسياحة، لدينا الآن العديد من الرحلات الداخلية، سواء من الرباط، الدار البيضاء، مراكش، أكادير، طنجة، وغيرها. كما أن هناك رحلات دولية أيضًا. في السابق، كان لدينا 17 رحلة فقط، أما الآن فقد وصلنا إلى 25 رحلة يوميًا، حتى خارج فترة ذروة النشاط السياحي”.