مراسلون 24: هيئة التحرير
09/01/2022 التحديث : 13:02
إن إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية، التي قوبلت بهجمات جزائرية متواصلة وعداء صارخ، ليست سوى واحدة من أحدث الأمثلة على الفجوة الهائلة التي تفصل بين النظام الجزائري والمملكة المغربية، وهو ما اعتبره بعض المحللين اشارة بأن العلاقات لن تتحسن في أي وقت قريب.
في خطابه الأخير عن العرش، حمل الملك محمد السادس المسؤولية للسلطات الجزائرية من خلال دعوته لإحياء المنطقة المغاربية. يحلم الشعبان المغربي والجزائري بهذا الاتحاد الإقليمي الذي إذا أصبح حقيقة، سيفتح آفاقا جديدة لشباب شمال إفريقيا وسيوفر مجالا أوسع للعمل للتجارة والاستثمار.
ومما يثير استياء سكانها، ومعظمهم من الشباب، أن النظام العسكري الجزائري لا يزال متعنتا ضد أي انفتاح على العالم، بينما في نفس الوقت، جعل انفتاح المغرب منه رافعة تطوره في جميع أنحاء العالم.
أصوات معادية ضد المغرب
وجاء هذا بالخصوص، عندما أبرم المغرب وإسرائيل مؤخرًا اتفاقيات عسكرية مهمة. هزت هذه التطورات النظام الجزائري الذي لجأ بشكل فاضح إلى شن هجمات معادية ضد المغرب، بحيث لا تدخر المخابرات الجزائرية وسعا، بهذه الروح الدنيئة، في شيطنة المملكة. لقد حاولوا حتى الإضرار بسمعة الملك الشخصية، لكن ذلك لم يجدي نفعا. وبالفعل، فقد تم استنكار حملتهم المغرضة على نطاق واسع، عبر الشبكات الاجتماعية، من قبل المغاربة الذين انتهزوا الفرصة لتأكيد ارتباطهم الراسخ بالرمز السيادي للمملكة ووحدتها التي لا تتزعزع.
ليس من المستغرب أن تستهدف مثل هذه المحاولات اليائسة الملك محمد السادس، وهو رائد ذو توجه إصلاحي معروف بتفكيره المتقدم. إن تطور المغرب يهز النظام الجزائري في صميمه، لأسباب أهمها تطلع الشعب الجزائري إلى دولة مدنية.
في حين أنه في بلدان أخرى، يخشى فيه القادة الأفكار الجديدة ومهارات ومواهب المغتربين، دعا الملك محمد السادس مغاربة العالم، بمن فيهم اليهود من أصل مغربي، للسماح لبلدهم الأصلي بالاستفادة من معرفتهم وتجاربهم.
إشراك أجيال مغاربة العالم
قال الملك في خطابه الأخير: والمغرب، والحمد لله، يملك جالية تقدر بحوالي 5 ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم”، مضيفًا أن “المغاربة في الخارج مميزون جدًا من حيث ارتباطهم العميق بالوطن والتزامهم القوي بقيم الأمة الثابتة. كما أنهم حريصون على خدمة مصالح بلادهم على الرغم من المشاكل والصعوبات التي يواجهونها ”.
علاوة على ذلك، أرسل الملك محمد السادس في خطابه يوم 20 غشت “رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.
كما دعا بعض الدول، لا سيما فرنسا دون تسميتها، إلى أن تكون واضحة مثل الدول الأوروبية الكبرى، مشيرًا إلى أن الموقف البناء تجاه مبادرة الحكم الذاتي التي تبنتها عدد من الدول الأوروبية ومنها ألمانيا، ودول الاتحاد الأوروبي كهولندا والبرتغال وصربيا والمجر وقبرص ورومانيا سيساهم في فتح صفحة جديدة في علاقات الثقة، وتعزيز الشراكة النوعية، مع هذه البلدان الصديقة.
وفي السياق ذاته، قال جلالة الملك إنه يقدر الموقف الذي يتبناه “إخواننا في إفريقيا. ما يقرب من 40 ٪ من البلدان الأفريقية فتحت قنصليات في العيون والداخلة ”.
ليس من المستغرب أن يكون لمثل هذه الخطابات أثر مقلق على أعداء المملكة المغربية، حينما يؤمن النموذج المغربي بقوة بفضائل الوحدة والسلام والانفتاح، ويثير غضب أولئك الذين يسعون للسيطرة وحرمان شعبهم الذي يتطلع بشكل مشروع إلى تحقيق الازدهار وتجديد النظام من الداخل.