الموساوي العجلاوي: استرجاع المغرب لدوره الريادي في عمقه الأفريقي ثمرة جهد طويل متعدد الأبعاد..

مراسلون 24 – ع. عسول

أكد الباحث  بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، الموساوي العجلاوي،
أن المغرب أصلا وقبل كل شيء بلد أفريقي ؛ هو جزء من أفريقيا؛
ويعتز بانتمائه لهذه القارة السمراء ؛ كما أن  دستور 2011 يؤكد ويشدد على  البعد الإفريقي للمغرب.

وأضاف المتدخل في ندوة حول موضوع ” المغرب وأفريقيا” نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني للعمل وللأدب بسلا ؛ “أن أفريقيا تعيش مرحلة أساسية في تاريخها و تنشطر إلى مجالات جيوسياسية في سياق صراعات داخلية وخارجية ..فهناك المشاكل الإثنية والصراعات حول الحدود والماء والتحديات الأمنية؛ ما أدى  إلى ضمور  وظيفة الدولة في منطقة الساحل و الصحراء…فالدولة تنبني على مؤسساتها و بأدوارها أثناء الأزمات والأوبئة ..والمشاكل الأمنية .لكننا نلاحظ أن وظائف الدولة تكاد تنكمش في بعض البلدان الأفريقية في  العاصمة ومحيطها..مثل ما يحصل في مالي و القرن الأفريقي بإريتيريا والسودان واثيوبيا..فالقرن الأفريقي رغم انتمائه لأفريقيا  لكنه يتأثر  بما يحدث في اليمن ودول الخليج التي تبحث عن موطئ قدم بأفريقيا.”

كما تطرق الموساوي للتطورات المتسارعة التي تعيشها دول  شمال أفريقيا  كليييا  والعلاقة بين  مغرب والجزائر ؛ والأزمة الإقتصادية والسياسية بتونس.وأيضا الوضع بجنوب افريقيا التي أصبحت تعاني من أزمات أجتماعية وفساد  وما تعرفه البحيرات الكبرى  من  صراعات اثنية وحدودية ..

واعتبر نفس المتدخل أن مفهوم الدولة حاليا تغير حيث لم تعد الحدود مرتطبة بالجغرافيا بل بنفوذ الدول الإقتصادي والإثني والروحي والأمني…وهو ما سارع المغرب للإنخراط فيه ؛ والإنغراس في عمقه الأفريقي بتبني ونهج استراتيجية التعاون جنوب- جنوب متعددة الأبعاد ؛ تتوزع حول الجانب الاقتصادي والثقافي والديني والأمني ؛والحضور السياسي  من خلال الدور الفاعل الذي أصبح يلعبه المغرب في هياكل الإتحاد الأفريقي..ما أقلق أعداءه التقليديين كالجزائر وجنوب أفريقيا وحتى دولا أوروبية لها نفوذ قوي بالقارة السمراء  والذي بدأ يضعف كفرنسا مثلا ..

وأعطى الموساوي أمثلة عن دور المغرب البارز في  الأزمة اللييية التي تتهافت على الإستفادة من كعكتها  -400 مليار دولار-  العديد من الدول ذات النفوذ ؛ ودور المغرب في مالي وعلاقاته مع أثيوبيا ونيجيريا ودول شرق ووسط أفريقيا دون الحديث عن علاقاته المتميزة بدول غرب أفريقيا على رأسها العلاقة التاريخية بالسينغال.

وشدد الموساوي على ما أحدثه الإعتراف الأمريكي لمغربية الصحراء من  مكاسب جيوسياسية قوت من مكانة المغرب الدولية والإقليمية ؛ كما أن تطبيع العلاقات مع اسرائيل جاء في سياق تبني رؤية براغماتية ؛ مع الحفاظ على موقفه الثابت من القضية الفلسطينية؛ هذا في الوقت الذي تتاجر بهذه القضية دول مثل الجزائر لأهداف إقليمية وجنوب أفريقيا التي لها علاقة رسمية باسرائيل وجالية مهمة لها .. 

وأكد نفس المصدر ” أن ما حققه المغرب هو ثمرة عمل طويل امتد لسنوات وحضور اقتصادي قوي عبر التبادل التجاري وفروع الأبناك وشركات التأمين المغربية في أكثر من دولة أفريقية ؛واختراق هياكل الإتحاد الأفريقي ؛ مما مكنه تقلد مهام بارزة ومن تعرية وفضح العضوية الصورية  وغير القانونية للكيان الوهمي ” ..

وتوقف العجلاوي على أهمية التناول الإعلامي الصحيح للتطورات التي تشهدها الدول الأفريقية وخصوصا القضية الوطنية في علاقتها مع الأمم المتحدة والوضع على الأرض ونبه إلى عدد من الأخطاء التي تسقط فيها بعض الكتابات الصحفية داعيا إلى تخصيص لقاء للوقوف على هذه الأخطاء وتصحيحها  بما يفيد الوحدة الترابية؛ مبديا تحسره على حذف الحكومة للمعهد المغربي للدارسات الأفريقية والذي كان يشكل فضاء أكاديميا للبحث والدراسة في كل ما يخص القضايا الأفريقية ..