المغرب يودع محمد الشوبي أحد أعمدة الفن ..

مراسلون 24

توفي صبيحة يوم أمس الجمعة 2 ماي 2025، أحد أعمدة الفن المغربي، الفنان محمد الشوبي، الذي وافته المنية بالمستشفى العسكري بمدينة الرباط، بعد صراع طويل ومُرهق مع مرض الكبد، ومعاناة دامت أشهرا في محاولة فاشلة للوصول إلى عملية زراعة كبد لم تتم في الوقت المناسب.

الراحل محمد الشوبي لم يكن مجرّد فنان، بل صوتًا إبداعيًا جريئًا، وشخصية ثقافية ذات حضور خاص، بصم الساحة الفنية المغربية بأدوار متنوّعة في المسرح والتلفزيون والسينما، جعلت منه اسمًا بارزًا لدى جمهور واسع، ونموذجًا في الالتزام الفني والجرأة الفكرية.

ورغم أنه لم يكن يومًا من أصحاب الأضواء الصاخبة، إلا أن أعماله ظلت راسخة في الذاكرة، لما حملته من عمق إنساني وتمثيل صادق للواقع المغربي. وكان الشوبي من الفنانين القلائل الذين اختاروا التعبير عن آرائهم السياسية والاجتماعية بصراحة، ما جعله أحيانًا عرضة للانتقاد، لكنه ظل وفيًا لقناعته بأن الفنان لا يجب أن يكتفي بالصمت.

معاناته الأخيرة مع المرض كشفت عن وجه آخر من التحديات التي يواجهها الفنانون المغاربة، حين يجدون أنفسهم في مواجهة مصير صحي صعب، دون استجابة استعجالية تلائم خطورة حالتهم. فبعد محاولات علاجية متعددة، كان الأمل الأخير معلّقًا على زراعة كبد، عملية تعذّر إجراؤها في الوقت المناسب، لتنطفئ بذلك شمعة رجل أعطى الكثير، ورحل في صمت.

رحيل محمد الشوبي لا يمثّل فقط خسارة فنية، بل يطرح مجددًا سؤال الكرامة الصحية للفنان في المغرب، وسؤال الاعتراف الرمزي بمن اختار أن يكون مرآةً لوطنه، بكل صدق وجرأة.

وداعًا محمد الشوبي، كنت فنانًا من طينة الكبار.. رحلت جسدًا وبقيت أثرًا لا يُمحى.