محمد البودالي
خصص برنامج “45 دقيقة”، مساء ليلة أمس ، على القناة الأولى، حلقة في غاية الأهمية، تكشف خيوط تغلغل التنظيمات الإرهابية الخطيرة داخل القارة الأوروبية، وتحديدا، في دولة ألمانيا.
واختارت إدارة البرنامج عنوانا بليغا لهذا الموضوع، وهو “الإرهاب..معادلة المصالحة”، والذي تطرقت فيه القناة الأولى إلى خطورة الإرهابيين السابقين الذين يمارسون التقية، واختاروا الإقامة في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، والتي منها، بدؤوا في التهجم على المغرب والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية داخله، بصريح اللفظ والعبارة، دون أن تتحرك السلطات الألمانية لتطبيق القانون في حقهم، ما طرح عدة تساؤلات عريضة من طرف العديد من المراقبين والخبراء.
ووضع البرنامج الشيق الإرهابيين السابقين، والذين من ضمنهم محمد حاجب بطبيعة الحال، أمام حقيقتهم المرة، ووجههم المكشوف، وسعيهم إلى تنفيذ أعمال إرهابية ولو بالتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن السلطات الألمانية، تلتزم الصمت، وكأن جرائم الإرهاب ومحاربة الإرهاب لم تعد تعنيها في شيء، علما أن مواطنين ألمان تعرضوا هذا الأسبوع لهجوم إرهابي، ما خلف قتلى وجرحى، في وقت تستمر فيه المخابرات الألمانية في رعاية ودعم العديد من الإرهابيين المتواجدين فوق أراضيها.
ورغم كل هذا، تصر ألمانيا على احتضان دعاة ومنظري الإرهاب فوق أراضيها غير عابئة بالتحذيرات الصادرة في هذا الشأن.
احتضان ألمانيا لمحمد حاجيب وأمثاله من الإرهابيين الذي يستغلون هذه الحماية للاستقواء على بلدانهم الاصلية، واستغلال هذه الحاضنة لترتيب أنشطتهم، يؤكد أن هذه الدولة المحورية في الاتحاد الأوربي تعرض أمنها وأمن الأوربيين جميعهم للخطر، بعد أن انتبهت بريطانيا قبلها إلى خطر استمرار منظري التيارات الإرهابية فوق أراضيها بعد تفجيرات ميترو لندن.
وعلى الرغم من أن هناك إجماعا دوليا على أن منظري الإرهاب أخطر من منفذي العمليات الإرهابية، وأن الخطر الأكبر يكمن في التسامح والتساهل مع أنشطة هؤلاء المنظرين، باعتبارهم مصدرا لإشاعة الخطاب الإرهابي والفكري الترهيبي، والذي تكمن خطورته في شحن والتغرير ببعض ضعاف النفوس والتفكير مما يقعون ضحايا لعمليات المسح الذهني، إلا أن ألمانيا تضرب عرض الحائط بكل هذه الاعتبارات، وتستمر في تعنتها بتوفير الملاذات الآمنة لهؤلاء.
*كواليس اليوم