متابعة / مراسلون 24
قال محمد الداودي وهو فاعل رياضي ومهتم بالمجال ، أن المشاركة المغربية بأولمبياد طوكيو عرفت العديد من ردود الفعل المتفاوتة ، وأسالت بطبيعة الحال مداد كثيرة في وسائل الإعلام الوطنية وفي مختلف المنابر والمنصات الالكترونية ، وهذا شي طبيعي لأهمية الحدث الرياضي الأولمبي ومواكبة للمشاركة المغربية . غير أن الملاحظ ، وبصفته مهتم بالشأن الرباضي ، وبحسب رأي محمد الداودي، فاللجنة الوطنية الأولمبية المغربية سعت من خلال الخرجات الاعلامية لبعض مسؤوليها ، وتصريفه عبر وسائل الاعلام ، دحرجة وتثبيت مسؤولية إخفاق الرياضة الوطنية بدورة طوكيو على الجامعات الرياضية المشاركة في هذه الدورة .
ومن باب الإنصاف أنه لا ضير في أن يكون هناك مشروع يشتغل على تسويق عمل اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية للان ذالك يندرج في إطار التواصل وتعميم المعلومة لفائدة جميع المهتمين بالشأن الرياضي الوطني .
غير أن الإشكال يكمن في محاولة توجيه بوصلة النقاش الحقيقي حول الرياضة الذي يجب أن يجعل من إنتكاسة طوكيو لحظة ليست للمزايدات الشعبوية الفارغة .أو لحظة لتبادل رمي كرة المسؤولية .أو محطة لتصريف الحروب الباردة بين مكونات أعضاء مكتب اللجنة الأولمبية من خلال الهجوم على صنف رياضي حقق نتائج إيجابية، بالمقابل تبرئة ذمة اللجنة الأولمبية بإعتبارها ضحية لمعطيات مغلوطة كما تفضل وصرح المدير التقني للكنوم.
ما نلاحظه اليوم من خلال تجييش إعلامي معين هو الانخراط في تلميع اللغة العامية في تحليل الواقع الرياضي الوطني وجعل الجامعات الرياضية مذبح لتبرير الإخفاق .
بينما لسان الحال بالمنطق والعقل والمسؤولية يقول أن المسؤولية مشتركة بدرجات مختلفة
حيث لا يمكن إنتقاد الجزء من الكل .ولا يمكن حجب مسؤولية تركيبة المنظومة الرياضية كسياسة أنتجت الواقع الحالي للرياضة الوطنية .حيث أن هذا المنتوج لايمكن إختزاله في الجامعات الرياضية بل في جميع مؤسساتنا الرياضية الوطنية .
محاولة تلميع صورة جزء عن جزء هو فقط تكريس لثقافة إعلامية رياضية تتحمل هي الاخرى جزء من تمييع المجال الرياضي الوطني .حيث أنه اليوم سبحان الله أن مستوى التمييع وصل حتى الى استعمال الصالح والطالح للرسالة الملكية حول الرياضة كوثيقة يستشهد بها بين الفين والاخر .
ووصل الامر أيضآ الى اعتبار نفسه أنه ينتمي الى الفرقة الناجية المشار إليها في نفس الرسالة ..إلا من رحم ربي ..
عذرا ليس هكذا يمكن للخلية الاعلامية باللجنة الاولمبية المساهمة في توجيه النقاش العمومي المفتوح اليوم حول منتوجنا الرياضي الوطني.
اليوم مطلوب أن نتحمل مسؤوليتنا جميعا ليس عن طريق الانخراط في عملية جلد ذاتي جماعي يلبي حاجة ذاتية غايتها تبادل التهم ومن بعدي الطوفان .
اللحظة أكبر من أن تختزل في تعميق هوة الإحباط النفسي العام .
بل تحتاج الى تقييم عام وشامل يسمي الاسماء بمسمايتها ويستند الى العلم والمعرفة والتمكن من أليات وأدوات التحليل الواقعي الذي يستطيع أن يتجرد من ضغط المحيط العام الموسوم بثقافة .طاحة الصمعة علقو الحجام..
نحتاج اليوم الى مراجعة النموذج الوطني للرياضة الوطنية وهي مناسبة تستمد راهنيتها الى إعداد ملحق خاص ينظاف الى خلاصات النموذج التنموي الجديد الذي تم عرظ ملامحه العامة أمام أنظار جلالة الملك .ولا يمكن إعداد هذا الملحق لتجديد نموذج رياضي مغربي إلا بمشاركة جميع مكونات الحركة الرياضية الوطنية .
مادون ذالك لن يكرس سوى تكرار نفس الجو العام الحالي خلال كل موعد ألمبي .
محمد الداودي
مهتم بالشأن الرياضي