مراسلون 24
ذهبت اليوم لاقتناء الخبز من محل صغير تتكلف بعض النساء بتحضيره فتصادفت مع سيدة تعرفني فرحت برؤيتي ، وتناولت معي ملف صديقتها محجوبة التي لها ابن معاق تعاني معه كثيرا وعنيف وهو الان في مرحلة الشباب يعنفها ، قالت لي بالامس كسر كل ما في المنزل تقريبا وكاد ان يتسبب في قتل امه ، مع العلم ان ذات السيدة بدورها لها ابن معاق تعاني معه كثيرا وتعاني من ضيق الحال ، وفي خضم الحديث انفجرت نساء أخريات في ذات المحل بالبوح بمعاناتهم من ظروف إعاقة ابناءهم وكان الهم المشترك يتقاسمن المعاناة بشتى أنواعها وينتمون الى مقاطعة اليوسفية بالرباط وبأحياء ذات هشاشة اجتماعية صعبة فما حال باقي المناطق في المغرب سيكون بمرارة أكبر .
نساء منكسرات محبطات يحملن ثقل المسؤولية عوض أن يجدن المساندة من كافة المؤسسات و الفاعلين الذين يملكون كافة وسائل التدخل ، أن تظل المرأة تكابد ظروف إعاقة أبناءها ولا حنين ولا رحيم ، تنتظر المؤسسات ان تتسول منهم تلك النساء كرسي متحرك ويطلبوها بشلا وراق لا مراكز لايواء والترويض و المصاحبة والنفسية متوفرة بالعدد الكافي ، لا مدرسة تستوعب هذه الفئات حيث يتوقف المسار لغياب النقل وغيرها .
على المؤسسات و المجالس المنتخبة و السلطات العمومية أن تتوفر على كافة المعلومات المرتبطة بحالات الإعاقة على مستوى القرب و تكون متابعة و مساندة ودعم دائم و مستمر .
اذا كانت السيدة لها ابن معاق يحتاج الى تطبيب خاص مستوصف القرب هو لي يتصل بها ويذكرها بالموعد وينسق الموعد مع مستشفى التخصصات أو الترويض وغيرها و التعاون الوطني و الوزارة المختصة و الجماعة أو الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة توفر امكانيات النقل و كل ما يلزم يكفي أن تكون الام مصدومة بظروف إعاقة ابنها ، وليس أن تصدم من واقع الإدارة و المجتمع و الفاعلين في صناعة القرار و غيرها .
أن تكون الأسرة لها ابن معاق أو يعاني مرض عقلي او مرض نفسي حاد فالحاجة الى توفير المساعدة اللازمة من كافة الجوانب وليس ترك الأسرة تتخبط في مواجهة مصيرها مع واقع مؤلم مؤلم جدا ضعوا انفسكم في مثل أمهات مكسورات ؛الغالب الله ؛حالهم يدمي القلب ويتحملن مصير ابناءهم حتى وان كان حجم الألم اكبر يظل حنان الام ارحم من السياسات العمومية أو الترابية التي تعالج الواقع من قشوره في مجال الإعاقة او الصحة النفسية أو العقلية .