اعداد : الاستاذ هشام نقر
إن الدينامية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعيشها المملكة المغربية في السنين الأخيرة والتي بوأها الريادة على المستوى القاري ونالت به احترام المجتمع الدولي جاءت نتيجة تفكير جمعي بقيادة مولوية حكيمة ومتبصرة ولا يمكن ان نتحدث عن هذه الطفرة ونغقل قطاع الرياضة الذي لم يصبح فقط ذلك المتنفس لشباب والطفول بل صار برؤية حكيمة الى مجال لصقل المواهب وبناء جيل رياضي قادر على التنافسية ورفع العلم الوطني في كل المحافل الدورية من جهة ومن جهة أخرى مجالا للتنمية المجالية وتوفير فرص الشغل باعتبار هذا القطاع الذي يعتمد على موارد خاصة قادر على استيعاب الشباب العاطل وتوفير فرص للاحتراف وفرص للشغل ولعل التوجه الحالي نحو تحويل الفرق الوطنية إلى شركات أو ادخال مسار رياضي على غرار المسارات المهنية واحداث مسار جامعي للرياضة لأكبر دليل على البعد الاستثماري للرياضة .وقد أعطى صاحب الجلالة في رسالته للمؤنمر الوطني للرياضة الضوء الأخضر لهذه الدينامية “كما أن الممارسة الرياضية أصبحت في عصرنا، حقا من الحقوق الأساسية للإنسان. وهذا ما يتطلب توسيع نطاق ممارستها، لتشمل كافة شرائح المجتمع، ذكورا وإناثا على حد سواء، وتمتد لتشمل المناطق المحرومة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وبذلك تشكل الرياضة رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش.” فحث جلالته على توسيع الوعاء المجالي لممارسة الرياضة والاستثمار فيها ليشمل المناطق المحرومة وخصوصا العالم القروي باعتباره يشمل مادة خام تحتاج لاكتشافها وصقلها .
وباعتبار الرياضة الية لاستقطاب الأطفال والشباب وتحصينهم من تبني سلوكات ووممارسات غير مرغوبة بالمجتمع كما تشكل فرصة لهم لابراز وجودهم ومساهمتهم في منطقتهم ووطنهم.
لماذا الحديث عن الرياضة بالعالم القروي ؟
إن تركيز صاحب الجلالة محد السادس نصره الله على العالم القروي في رسالته للمؤتمر الوطني للرياضة لتعبير على حجم العمل الكبير الذي ينتظر المسؤولين والمنتخبين والمجتمع المدني لحمل مشعل الرفع من عدد المزاولين للرياضة بمختلف أنواعها وكذا توفير ملاعب وفضاءات الاستقبال .بالتالي فاستقطاب الشباب والشابات بالعالم القروي رهين بثلاث عوامل حاسمة
– الجانب المادي والمقصود بنية تحتية بمواصفات تسمح لولوج الرياضة من الشباب ذكورا وإناثا والشباب والشابات في وضغية غعاقة.
– الجانب اللوجيستيكي كما لايخفى على أحد فإن العام القروي يمتاز بدواوير ومداشر بعيدة عن مراكز الجماعات القروية كما أن المسافة بين القرى والمدن تتطلب توفر خدمة النقل الرياضي القادر على خلق انسيابية لتنقل الرياضيين سواء أثناء التداريب داخل الجماعة أو التنقل إلى المنافسات الإقليمية والجهوية والوطنية .
– الجانب البشري ويعتبر أهم ركيزة ويتمثر في التأطير والتكوين وتوفير مؤطرين ومدربين معتمدين من العصب الجهوية والجامعات الملكية الرياضية .أطرا قادرة على استيعاب وتطبيق كل المستجدات التقنية الرياضية لضمان تكوين وتأطير رياضي ذي جودة.
وتأتي رياضة كرة القدم وألعاب القوى (العدو الريفي) في مقدمة الرياضات التي تعرق استقطابا كبيرا لأطفال العالم القروي لسهولة ممارستها بطرقها التقليدية ولشعبيتها وارتباط الشباب بها برموز رياضية وطنية وعالمية ولعل هذا هو الجواب الرئيسي لتساؤلنا المشروع “لماذا الحديث عن الرياضة بالعالم القروي”
إن تكريس الممارسة الرياضية المؤطرة وتوفير الجوانب الثلاث بالعالم القروي السالفة الذكر صار مطلبا شبابيا وجمعويا ورغبة منهم في تحقيق الذات وصناعة النجاح من جهة ومحاربة الفراغ والميل إلى سلوكات وممارسات غير مرغوب فيها .
وأما الرغبة الملكية واستعداد الشباب والشابات للانفتاح على أي مبادرة رياضية هادفة ومؤطرة قانونيا وتنظيميا وتقنيا يطرح سؤالا جوهريا ” ماهي الاليات الادرارية والإجراءات المتخدة والمشاريع المتبناة لتنزيل مضامين الرسالة الملكية وطموحات الشابات والشباب القروي. ؟ ”
التقائية برامج القطاعات الحكومية في المجال الرياضي
إن موضوع الشباب وكل ما يرتبط به من تربية وتكوين وتشغيل وخدمات اجتماعية تلقى اهتماما من كل الحكومات المتعاقبة باعتبارهم شريان المجتمع ومحركه وتأمين حياة ومستقبل الشباب هو تأمين لمستقبل بلد . وبالتالي الاهتمام بميولاتهم والعمل على صقل مواهبهم وإبراز طافاتهم لا يمكن لأي حكومة كيفما كانت أن تتجاهله قد تحتلف المنهجية او طريقة الاشتغال لكن تبقى الأهداف والغايات الكبرى وهي خدمة الشبيبة جاء في البرنامج الحكومي للحكومة الحالية .
– توفير الفضاءات والبنيات التحتية المفتوحة في وجه الشباب
– تبني مقاربة متكاملة وشمولية مندمجة بخلق شراكة حقيقية مع الجماعة الجماعات الترابية وتشجيع انخراط مؤسسة المجتمع المدني في المجال الرياضي
– احداث مسالك للتكوين الاحترافي للرياضة وجعلها من روافد الاقتصاد الوطني الخلافة لفرص الشغل ورفع مساهمتها في الناتج الداخلي العام
وهنا نستحضر:
– التكامل بين القطاعات الحكومية في هذا الصدد ونذكر هنا Fمزج قطاع الرياضة بقطاع التربية الوطنية في وزارة واحدة لضمان انسيابية المشاريع الرياضية واقحامها في المؤسسات التعليمية باعتبارها فضاءات تتوفر على بنية تحتية رياضية خصوصا بالثانوي التأهيلي و الإعدادي وهذا ما سينجه المسارات الرياضية المحدثة بهذين السلكين.
– وزارة الشباب والثقافة والتواصل باعتبارها وزارة وصية على الشباب وهنا نذكر بالاتفاقية المبرمة بينها وبين الجامعة الملكية لكرة القدم في إطار برنامج الطريق إلى المونديال والتي نصت على أن هذا الدوري سيكون مفتوحا أمام اللاعبين واللاعبات المتراوحة أعمارهم بين 18 و 29 سنة، بالوسطين القروي والحضري ويتكون كل فريق من 6 لاعبين أساسيين و ثلاثة لاعبين احتياط بالإضافة إلى مدرب ومسؤول إداري.
– إضافة الى وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات التي يسخر قطاع التنمية القروية فيها كل جهوده من أجل تعميم الولوج إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية والذي ينبني بالأساس على برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية في العالم القروي بالتالي يبقى المشروع الرياضي كالية اجتماعية نقطة التقاء العديد من المشاريع التي ترمي الى التنمية المجالية القروية والمرتبطة بالشباب بما يسمح له التعبير عن ميولاته الرياضية باعتبارها رافدا من روافد التنمية المستدامة .
أمام هذا التنظيم الإدراري والذي يعتبر لبنة لمشاربع تروم الرقي بالرياضة في العالم القروي .ماهي حدود التطلعات لتنزيل هذه المشاريع الرياضية بحضور الإكراهات والعراقيل ؟
العام القروي بين الإمكانات والإكراهات
لا شك أن الحديث عن الرياضة بالعالم القروي يبرز للوهلة الأولى العديد من الإشكالات والصعوبات باعتبار أن دائما ما تتم المقارنة بين العالم القرويي والمجال الحضري حيث تؤول الغلبة إلى هذا الأخير في عدة أصعدة سواء من ناحية البنية التحتية واللوجيستيكية أوالأطر التقنية أوالكفاءات لعدة عوامل أهم الهجرة والشساعة مساحات المجال القروي وصعوبة المسالك وضعف الاستثمار الرياضي بها .اضافة الى انتشار الأمية وغلبة الطابع الفلاحي والزراعي على مجمل الأنشطة المزاولة من طرف الشباب والشابات .لدى يبقى في ظل كل هذه الاكراهات يبقى التساؤل مشروعا ” إلى أي حد يمكن استغلال الإمكانات المتوفرة بالعاالم القروي لمواجهة الصعوبات المرصودة وكيف يمكن جعل المبادرات والمخططات أكثر جرأة للتنزيل في هذا المجال الترابي وماهي الضمانات لنجاح هذع المشاريع في ظل ندرة الفرص وكثرة الإكراهات والمخاطر الخارجية؟”
إن تنزيل مقاربة النوع الرياضي – نتحدث عن النوع بشقيه المجالي وأيضا النوع المرتبط بالجنس يتطلب عدة محددات أساسية:
– وجود منتخبين قادرين على الترافع لجلب مشاريع مرتبطة بالرياضة بجماعتهم سواء المشاريع المرتبطة بالقطاعات الحكومية المعنية أو من خلال اعتمادات ميزانياتها المخصصة للاستثمار في المجال الاجنماعي والثقافي والرياضي .وأن يكونوا قادرين على دعم المجتمع المدني الرياضي وإبرام شراكات معه والتعاقد وفق نتائج مرتبطة بتأطير الطفولة والشبيبة المحليين رياضيا وتحقيق نتائج جيدة. .
– تظافر الجهود لكل المتدخلين واستثمار المبادرة والوطنية للتنمية البشرية لتوفير نقل رياضي على غرار النقل المدرسي بالقرى للقضاء على إكراه شساعة المساحات بالمجال القروي من جهة ولضمان مشاركة الابطال والمتاألقين في مختلف الاستحقاقات المحلية الإقليمية الجهوية والوطنية.
– استثمار البنية التحتية المتوفرة بالعالم القاروي من ثانويات و مدارس جماعاتية واستثمار الحياة المدرسية في شقها الرياضي واستثمار فضاءات المؤسسة لتأطير الأساتذة والتلاميذ في الجانب الرياضي داخل إطار رابح رابح وتكريس السياسات الالتقائية بين القطاعات الحكومية والمؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني.
– وجود نسيج جمعوي رياضي قادر على الترافع على القضايا الرياضية والمساهمة في تأطير الأطفال والشباب بكل الإمكانيات المتاحة وجلب شراكات رياضية مع مؤسسات ومنظمات رياضية وغير رياضية للمساهم في هذا الباب.
الجمعية الرياضية أشبال السهول محاولة تنشد النجاح
إن بصفتي كتربوي راكمت تجارب سنين في تأطير أبناء مملكتنا في مختلف المجالات الرياضية والثقافية جعلتني أبحث منذ ولوجي لمنطقة السهول عن تجربة تربوية جادة وهاذفة أواصل فيها رسالتي التربوية التي بدأتها منذ ولوجي لمنظومة التربية والتكوين .
منطقة السهول و التي تعتبر أول فضاء لاستقبالك وأنت قادم إلى مدينتي الرباط وسلا من جهة مكناس تستقبلك بشوائها وكرم أهلها الذي ينم عن عراقة القرية وأهلها .من هذا الفضاء الترابي انطلقت فكرة رياضية فتية سرعان ما بدأت تشق طريقها نحو التألق وسير قدما لتحقيق نتائج سواء على مستوى التأطير والتكوين أو على مستوى التنشيط الكروي بتراب الجماعة القروية السهول أو من خلال التنافس ضمن أقسام العصبة وضمان بقاء اسم السهول حاضرا في المنافسات الجهوية.