مراسلون 24 – ع. عسول
بمناسبة الدورة 28 لمعرض الكتاب والنشر بالرباط؛ تم تنظيم حفل توقيع إصدارين جديدين للكاتب الأديب والتربوي الدكتور فؤاد الكميري .
الكتاب الأول تحت عنوان ” التفكير النقدي بالمغرب: عبد الله كنون أنموذجا” ؛ و يتناول هذا الكتاب مرحلة مهمة من تاريخ الأدب والنقد المغربي، ولا نقصد بهذه المرحلة لحظة الألق التي شكلت موضوع العديد من الدراسات، بل لحظة إثبات وجوده أولا ضمن الأدب والنقد العربي العالمي وبداية تشكل ملامح التفكير النقدي بالمغرب بطعم الحداثة، تلك الفترة التي لم تخل من معارك طاحنة بين تيار المحافظين ودعاة التجديد، انتهت بالتوافق حول رسم مسار تطور الأدب والنقد المغربي والذي كان من نتائجه ولادة ونمو وتطور التجربة المغربية الفريدة في الأدب ونقده على المستوى العربي والعالمي.
وبناء على ذلك سعينا من خلال هذا المؤلف إلى القبض على لحظات سانكرونية من تاريخ الأدب ونقده بالمغرب وتحليل خصائصها وفق منهج علمي يعتمد على الاستقراء الموضوعي للوثائق والمستندات. لقد كانت دواعي اختيار التجربة النقدية للأستاذ عبد الله كنون تنطلق من كونه يعتبر أول من كتب تاريخا للأدب المغربي بمنهج تاريخي حديث، وأول من دافع عنه وأثبت وجوده ضمن الأدب العربي، فضلا عن مواقفه الحاسمة في العديد من القضايا النقدية والأدبية دون المس بجوهر الإبداع الأدبي العربي وجماليته وخصوصياته، ودوره في توجيه النقد الأدبي بشكل يستوعب مستجدات الدرس النقدي الحديث بما يتلاءم مع خصوصيات الإنتاج الأدبي المغربي.
أما الكتاب الثاني فحمل عنوان ” تحليل الخطاب الروائي بالمغرب: أحمد اليبوري أنموذجا” .
حاول من خلاله الكاتب تسليط الضوء على تجربة نقدية مفصلية في تاريخ النقد الأدبي بالمغرب، ساهمت بشكل كبير في تغيير التفكير النقدي، بل يمكن اعتبارها أول عمل نقدي تم فيه توظيف مفاهيم وآليات منهجية في مقاربة النصوص النثرية مستمدة من العلوم الحديثة.
وتبرز قيمة هذه العمل في تركيزه على دراسة نقدية متفردة للأستاذ أحمد اليبوري خصها بعنوان “دينامية النص الروائي” تناولت أحد عشر نصا أدبيا مغربيا شكلت نماذج لبدايات تكون وتطور الجنس الروائي بالمغرب الى أن وصل الى مرحلة النضج، بداية من أول نص “الزاوية” للتهامي الوزاني الذي اعتبر أول عمل شبه روائي بالمغرب، متدرجا في مقاربة نصوص أخرى طرح بعضها إشكالية التحديد الأجناسي، وانتهاء بنص “المباءة” لمحمد عز الدين التازي الذي يمثل مرحلة اكتمال نضج الجنس الروائي بالمغرب.
لذلك يمكن القول أن هذه الدراسة تؤسس لمرحلة جديدة من التفكير النقدي بالمغرب تجمع ما بين التنظير والممارسة وتنهل من معين الثقافة النقدية الحديثة، تختار منها ما يلائم النصوص المدروسة استنادا على مبدإ الملاءمة باعتبار النص هو من يستدعي آليات مقاربته وليس العكس، والتركيز على العناصر الفنية والموضوعية المهيمنة في كل نص والتوليف بين مكوناتها اعتمادا على عنصر الدينامية.
للإشارة فالكاتب فؤاد الكميري يعمل حاليا إطارا متصرفا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة؛ نال دكتوراه في الأدب والفكر المغربي وأخرى في اللغة العربية؛ مختص في الديداكتيك قطب اللسانيات سلك ابتدائي؛ إضافة لنيله شهادات ودبلومات عديدة منها ما يخص التربية على المواطنة وحقوق الانسان والتخييم والتجديد التربوي وغيرها من المهام التربوية والمهنية ..