الجـــــــريمة والانحـــــراف، سلوكيات تقض مضجع المجتمع المغربي

هشام العصادي – مراسلون 24

مباشرة مع إنقضاء شهر رمضان المبارك والذي يعرف غالبا تدني في مستوى الجريمة باعتبار قدسية هذا الشهر الفضيل ،و إنصراف الاشخاص الى العبادة والتشبع بروحانياتها مع ما يتطلبه من إحترام المجتمع والتحلي بروح المسؤولية والتوجه للمساجد لأداء مناسك التراويح إحتراما لقدسية هذا الشهر ، عادت الجريمة تلقي بظلالها على الشارع العام والفضاءات العمومية وإعتراض سبيل المارة وتتجلى في إعتداءات على الغير وعلى الممتلكات ،فعلى مدى الأسابيع الأخيرة شهدت مدننا تصاعدًا مقلقًا في وتيرة هذه الإعتداءات بل طالت بعض رجال الأمن والدرك الملكي أثناء تأدية مهامهم الرسمية، وهو الشيء الذي أثار موجة غضب وخلف إستياءا واسعا في صفوف المواطنين وفعاليات المجتمع المدني،مخافة عودة “السيبة” .

و تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات الصادمة توثق لحظات إعتداءات جسدية ولفظية على عناصر من الأمن والدرك الملكي خلال تدخلات ميدانية لفض النزاعات والمشجارات ،وكذا عند ضبط المخالفين لقوانين السير او داخل التجمعات السكنية ..
والخطير في الامر هو التجاهر بهذه الاعتداءات يجري على مرأى ومسمع من الناس ،وفي واضحة النهار ،مما يعكس حجم الجرأة وعدم إحترام القوانين الجاري بها العمل، مما يعتبر تمردا على القانون ورجاله ، ويجعل المجتمع المدني يسارع الى تحليل الظاهرة ومحاولة إيجاد الاسباب والدواعي لإقتراح حلول وتدابير ناجعة بعيدا عن إجراءات الزجر والردع.

وفي هذا السياق وجه محمد أوزين، النائب البرلماني ورئيس حزب الحركة الشعبية، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية لفتيت قال فيه إن “العديد من الأحياء والفضاءات أصبحت تعيش على وقع حالة من الخوف والرعب بسبب تزايد الاعتداءات على المواطنات والمواطنين تحت التهديد، والتي غالبا ما يكون مرتكبوها تحت وطأة التعاطي للمخدرات والحبوب المهلوسة، ودعا أوزين في سؤاله لوزارة الداخلية إلى الكشف عن الإجراءات المتخذة لمكافحة إنتشار المؤثرات العقلية و مختلف الأسلحة البيضاء بين فئات الشباب على وجه التحديد، وحول وجود استراتيجيات متكاملة تجمع بين المقاربة الأمنية والمقاربة الاجتماعية لمعالجة جذور الجريمة؟
*أمثلة حية على إعتداءات بعد شهر رمضان

ومن الامثلة الحية عملية إعتراض السبيل وإستعمال السـ ـلاح الأبيض بمنطقة البساتين بمنطقة العيايدة قرب مدرسة الأقصى بسلا .قبل يومين ،. حيث أسفرت العملية عن كسر رجل سيدة جراء دهس سائق سيارة لها عن طريق الخطأ ..

وفي ذات الصدد تعرض رئيس فرقة الشرطة القضائية بمفوضية الأمن في تيكيوين، السبت الماضي، لاعتداء خطير بواسطة سلاح أبيض أثناء تأديته لمهامه الميدانية.
فقد عمد الجاني، الذي كان في حالة هستيرية وتحت تأثير مواد مخدرة الى إشهار السلاح الابيض في منطقة تيكيوين بأكادير، مما شكل تهديدا حقيقيا للأمن العام وسلامة المواطنين.
وحسب مصادر محلية فإن عميد الشرطة تدخل لتوقيف المعني بالأمر، غير أن هذا الأخير وجه له طعنة على مستوى اليد، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.

مما إستدعى عناصر أمن آخرين إلى استعمال سلاحهم الوظيفي من أجل تحييد الخطر وتوقيف المشتبه فيه، حيت تمت إصابته على مستوى رجله اليمنى.

• المجتمع المدني قلق و غاضب والمحللون يحذرون من تداعيات هذه الاعتداءات

إعتبر محللون في مجال الامن أن الاعتداء على رجل أمن لا يُعد جريمة فردية فقط، بل هو مساس مباشر برمزية الدولة وهيبة القانون، وأن من شأن التهاون والاستهتار بمرتكبي هذه الافعال الجرمية أن يؤدي التشجع على تكرار مثل هذه الاعتداءات، مما يُنذر بزعزعة الأمن العام.
وطالب عدد من المغاربة عبر منصات التواصل بضرورة تطبيق أقصى العقوبات القانونية في حق المعتدين،وقد سبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن نبهت الى أن هذه الاعتداءات تبقى حالات معزولة تجاه موظفيها يتم التعامل معها بشكل صارم وحازم ،

مطالب بالتوعية وتشديد العقوبات

أعرب العديد من المتابعين والمحللين للظاهرة في تحليلات مختلفة عن كون تكرار هذه الظاهرة يُشير الى تحولات إجتماعية وسلوكية مقلقة، ويستدعي إطلاق حملات توعوية تحسيسية لاحترام رجال الأمن ودورهم الاساسي في حماية الأرواح والممتلكات، مع المطالبة بتشديد العقوبات القانونية في حق المعتدين لضمان الردع وعدم التكرار والتفكير في أليات جديدة وبدائل يكون الهدف منها تصحيح الاعوجاج الحاصل عند هذه الفئة.
.