مراسلون 24 – ع. عسول
استعاد الباحث في فن الملحون والمسرح عبد المجيد فنيش ( إعدادا وإخراجا) النص الجميل للفقيد والرائد أحمد الطيب لعلج “الرشوة نشوة” ؛ في عرض مسرحي لنادي مسرح جمعية أبي رقراق ؛ والذي تم تصويره بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء الخميس 8 دجنبر 2022، في إطار المسرحيات المنتقاة من خلال “تظاهرة المسرح يتحرك” .حيث يعد نادي مسرح أبي رقراق من أقدم الفرق المسرحية في سلا التي ترعاها جمعية أبي رقراق منذ أكثر من ثلاثين سنة.
وتابع العرض الذي أخرجه للتلفزة “إدريس عبد الخالق” جمهور تفاعل بإيجابية مع شكل ومضمون العمل.
وتدور أحداث المسرحية في مستويين إثنين ، الأول هو مقهى تقليدي يلتقي فيه الفنانون الشعبيون كل يوم ليقوموا بتشخيص مشاهد مستوحاة من التراث الشفاهي، والمستوى الثاني هو مشاهد المسرحية التي يتفقون على تشخيصها.
وهكذا ، تتأسس الفرجة على مبدإ التباعدية، الذي يقتضي لعبة التمثيل داخل التمثيل، تماما كما هو الحال في فن الحلقة ، وفن البساط مثلا.
هاته الفرجة التي يعود نصها الأصلي الى ستين سنة، تحكي عبر المستويين المذكورين بعض مظاهر تفشي الرشوة في الحياة اليومية ، وذلك من خلال “نموذج قاضي مفترض” صنعته الثقافة الشعبية، حتى أصبح مرجعا في الفساد.
هذا القاضي هو المعروف في التراث باسم “القاضي الهبيل” ، الذي يحسم في القضايا المعروضة أمامه بميزان خاص ، و هو أن الحكم يكون في صالح من يدفع الرشوة أكثر، وإن لم يدفعها أي متقاضي ، فإنهم ينالون جميعا نصيبهم من العقاب ظالمين كانوا أو مظلومين.
وعبر ثلاثة لوحات ساخرة ، تنساب احداث المسرحية ،لتنتهي بلوحة رابعة مضمونها ضرورة القطع مع الفساد بكل مظاهره، و في مقدمتها الرشوة.
المسرحية من حيث الشكل كانت عبارة عن متحف حي للثقافة الشعبية الأصيلة، في مستويات متعددة ، منها الديكور، الملابس ، الأزجال، الألحان، و طريقة التشخيص التلقائي و أدوات أخرى ساهمت في أن تشد الجمهور الى الخشبة وهو يتابع عرضا تمثيليا موسيقيا فيه الكثير من الأصالة المغربية المثيرة، لكن بحمولة انتقادية .
هذا العمل – الذي من المرتقب أن تقدمه القناة الأولى قريبا – يندرج بوضوح في المشروع الأدبي والفني الذي يشتغل عليه الفنان الباحث عبد المجيد منذ أكثر من ثلاثين عاما.
ومعلوم أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، دشنت هاته السنة تظاهرة “المسرح يتحرك” بإختيار 60 مسرحية من ترشيحات فاقت 300.
حيث من المقرر أن تتم برمجة هاته المسرحيات مع إنطلاقة سنة 2023 في قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.