اختيارات الركراكي على المحك في تصفيات كأس إفريقيا 2025

صورة: الجامعة الملكية المغربية
مراسلون 24 – د.ب.أ

يواجه المنتخب المغربي الأول لكرة القدم، مساء الجمعة، نظيره الغابوني، على الملعب الكبير بمدينة أكادير، في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 المقرر إقامتها في المغرب من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026.

وكونه ضمن التأهل بصفة منتخب المغرب منظم البطولة، فإن وليد الركراكي، مدرب “أسود الأطلس”، سيراهن على منح الفرصة للاعبين جدد وزيادة مستوى الانسجام داخل المجموعة وتحسين الأداء الجماعي والتكتيكي، لا سيما بعد الانتقادات التي طالته منذ خروجه من الدور الثاني ببطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في كوت ديفوار مطلع العام الجاري.

وقال الركراكي، في تصريحات صحافية، إن المباريات الست في تصفيات أمم إفريقيا تعد فرصة لتجهيز أكبر عدد من اللاعبين للبطولة القارية وضمان الاستمرارية بالاعتماد على لاعبين شباب سيرا على نهجه منذ المونديال الأخير بقطر.

وأكد مدرب المنتخب المغربي، في الندوة الصحافية التي تسبق مباراة الجمعة، إنه سيستغل لقاءي الغابون وليسوتو لتجريب مجموعة من اللاعبين والخطط، خصوصا أن الخصمين ينافسان على نيل بطاقة التأهل إلى “الكان” وسيكونان اختبارا حقيقيا لـ”الأسود”.

وأشار الركراكي إلى أنه يسعى إلى التجريب والفوز في مواجهتي الغابون وليسوتو، مردفا: “نريد أن نجرب بعض الأشياء ونريد الفوز، يجب أن نفوز في كل مرة على أرضنا أداء ونتيجة. لقد عملنا، طوال الأسبوع، على نقاط مختلفة ونريد أن نطبقها على أرضية الميدان؛ لكن علينا أن نحاول قدر المستطاع التوفيق بين التجريب والفوز”.

واستعان قائد “كتيبة الأسود” بثمانية من اللاعبين المتوجين مع المنتخب الأولمبي ببرونزية أولمبياد باريس 2024، في مواجهتي زامبيا والكونغو شهر يونيو الماضي في تصفيات مونديال 2026.

وضمت اللائحة الجديدة للمنتخب اسمين جديدين؛ ويتعلق الأمر بكل من آدم أزنو (18 عاما) لاعب بايرن ميونيخ، وزكرياء الواحدي (22 عاما) لاعب نادي جينك البلجيكي المتوج ببرونزية أولمبياد باريس مع الأولمبي المغربي.

في المقابل، يغيب كل من إسماعيل الصيباري لاعب أيندوفن الهولندي، وأسامة العزوزي لاعب بولونيا الإيطالي، وشادي رياض مدافع كريستال بالاس الإنجليزي بسبب الإصابة.

وكما هو الحال طوال سنوات، فإن لائحة “أسود الأطلس” تتكون في معظمها من لاعبين محترفين في أندية أوروبية وإفريقية وخليجية؛ فيما يمثل الدوري المغربي المحلي كل من منير المحمدي والمهدي بن عبيد، حارسي مرمى فريقي نهضة بركان والجيش الملكي.

وتحكمت في اللائحة النهائية لـ”أسود الأطلس” مجموعة من العوامل ترتبط في مجملها بالغيابات الاضطرارية، وكذا سعي وليد الركراكي إلى تجربة لاعبين جدد في مراكز معينة لسد العجز في بعض المراكز التي تعاني منذ أشهر خاصة في خط الدفاع.

ولهذا السبب، فضّل الناخب الوطني المغربي استبعاد بعض اللاعبين بشكل مؤقت؛ مثل رومان سايس لاعب السد القطري، ويحيى عطية الله المنتقل حديثا للأهلي المصري قادما من سوتشي الروسي على سبيل الإعارة، للوقوف على مستوى لاعبين جدد وإعادة آخرين سبق له أن استبعدهم مثل أشرف داري ويونس عبد الحميد.

ولا يكمن التحدي الأكبر بالنسبة للركراكي في اختيار التشكيل الأمثل لكل مباراة؛ بل في الخيارات التكتيكية التي تضمن الاستفادة من مهارات اللاعبين ضمن توليفة تضمن له تحقيق الهدف المنشود المتمثل في تحقيق الانتصار نتيجة وأداء.

ورغم افتقادهما للتنافسية مع بداية الموسم الرياضي الجديد فإن مدرب “أسود الأطلس” أصر على حضور عز الدين أوناحي ونايف أكرد باعتبارهما من ركائز المنتخب الذين يعول عليهم كثيرا في المرحلة المقبلة؛ وهو ما يفسر رفض اللاعبين معا عروضا مادية مغرية من الخليج من أجل البقاء في أحد الدوريات الأوروبية.

وتمثل مواجهة الغابون تحديا لاختيارات الركراكي الفردية والتكتيكية، بعد الصعوبات التي واجهها في الأشهر الماضية في فرض أسلوب لعبه على منافسيه وتشكيل شخصية تعكس المستوى المميز الذي ظهر به في مونديال قطر 2022؛ وهي معطيات يدركها جيدا مدرب ولاعبو المنتخب الغابوني.

وتتنافس منتخبات الغابون وإفريقيا الوسطى وليسوتو أضلاع المجموعة الثانية على بطاقة تأهل وحيدة، فإن تصدر أحد المنتخبات الثلاثة الترتيب النهائي سيتأهل. أما في حالة تصدر المغرب فإن بطاقة التأهل ستكون من نصيب صاحب المركز الثاني.

وسيواجه المنتخب المغربي، يوم الاثنين المقبل، نظيره ليسوتو في الجولة الثانية من التصفيات، على أرضية ملعب أدرار بأكادير.