أوجار ..الحكومة ملتزمة بتنزيل برامجها الإصلاحية ومستعدة للمحاسبة.

مراسلون 24 – ع. عسول

دافع محمد أوجار عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار عن رئيس الحزب والحكومة ؛ معتبرا أن الحصيلة المؤقتة للحكومة مشرفة خصوصا وأنها تأتي في سياق دولي صعب واستثنائي بدأ مع جائحة كورونا وازدادت حدته مع الجفاف والتداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية .

واعتبر أوجار الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بسلا مساء أمس الجمعة في إطار برنامجها” السياسة بصيغة أخرى”  ؛    أن الحكومة ملتزمة ببرنامجها المعلن وفي قلبه الورش الملكي الكبير للرعاية الإجتماعية وإصلاح قطاعي التعليم والصحة والمسارعة لدعم القطاعات المتضررة كالفلاحة؛ النقل ؛ الصيد البحري ؛ السياحة والصناعة التقليدية.

وشدد القيادي في حزب الحمامة؛ على أن الحكومة عازمة على تنزيل أوراشها الإجتماعية  بما سيمكن من تحسين الأوضاع الاقتصادية في فترة انتدابها مما سيبهر المواطنين ؛على أساس محاسبتها عبر صناديق الإقتراع بناء على تعاقدها مع الناخب؛ الذي اختارها بشكل ديمقراطي و قطع مع التوجه السياسي السابق الذي وصفه بالشعبوي..

وأكد القيادي التجمعي ” أن الحكومة بائتلافها الحزبي الثلاثي تملك برنامجا منسجما وهي حريصة على تقويته ؛ وتنزيل أوراشه بواقعية وعقلانية ودون تقديم وعود شعبوية غير قابلة للتطبيق كما تفعل هيآت سياسية تراهن على دغدغة عواطف المواطنين.  ”

من جهة أخرى أقر أوجار بضرورة تجويد ورش واستراتيجية التواصل  الذي يجب أن يشهد مقاربة تجديد وتأهيل شاملة ؛ داعيا وزراء الحكومة إلى مزيد من الإنفتاح الإعلامي لمواجهة الشائعات والأخبار الزائفة والموجهة ؛ وتعميم المعطيات الصحيحة بعيدا عن التعاطي الحزبي أو السياسي الضيق؛ خصوصا في الملفات المتعلقة بالطاقة والماء و إصلاح القضاء وغيرها من الملفات ذات الأولوية ؛ مما سيوفر مناخا مشجعا لجلب الإستثمارات وتسريع دينامية الإنتعاش الإقتصادي  في ظل الإستقرار الإستثنائي الذي ينعم به المغرب .

المتحدث نفسه دعا كل الفرقاء السياسيين والإجتماعيين والمجتمع المدني والنخبة المثقفة إلى المساهمة في ترسيخ ومأسسة الفعل التضامني الذي اتبعه المغرب ملكا وحكومة وشعبا بحكمة لتجاوز  التداعيات الصعبة لجائحة كوفيد وهو ما يجب الإستمرار فيه دفاعا عن مصالح الوطن  العليا.

وفي إجابته عن قضية أساتذة التعاقد؛ دعا أوجار إلى الجنوح للحوار كفضيلة وأسلوب ديمقراطي لحل الخلافات ؛ حيث أن وزارة التربية فتحت أبواب الحوار على مصراعيها لمناقشة كافة الملفات والمطالب العالقة بما فيها ملف التعاقد الذي سيتم حله لا محالة ؛ مطالبا باستحضار المصلحة الفضلى للتلاميذ بحس وطني ؛ علما أن الحكومة نزلت بثقلها لتوقيع اتفاق مرحلي حل عددا من الملفات الشائكة وفتح الطريق لحسم ملفات أخرى بنفس تشاركي مع النقابات .

  وأثنى أوجار كثيرا على ما حققه المغرب من انتصارات متتالية في ملف الوحدة الترابية حيث سارعت العديد من الدول الكبرى والوازنة إلى الإعتراف بأهمية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ؛ولعل الموقف الإيجابي الأخير لإسبانيا أكبر دليل  على هذا النجاح ؛ في انتظار التحاق دول أخرى كفرنسا وبريطانيا بنفس التوجه دعما للشرعية ..وسجل أوجار أن هذه الإنتصارات جاءت كنتيجة للسياسة الحكيمة لجلالة الملك ولمقاربة مغربية مدروسة وسياسة ديبلوماسية مكثفة وحزم للقوات المسلحة الملكية في تأمين الوحدة الترابية من تربص الأعداء والحاسدين وعلى رأسهم حكام الجارة الشرقية التي بنت وجودها على معاداة المغرب ومحاولة النيل منه وجره لتوترات مصطنعة  لكنها باءت بالفشل الذريع مما جعلها تموت حسدا وغيضا من الإنتصارات الديبلوماسية الحاسمة للمغرب.

وبخصوص علاقة المغرب ببعض المنظمات الحقوقية الدولية مثل أمنيستي  ؛ اعتبر أوجار  أن ” المقاربة الحقوقية الصحيحة لأوضاع بلادنا تتطلب الإقرار بما حققه المغرب من تجربة حقوقية فريدة تمثلت في خلق هيأة الإنصاف والمصالحة والقطع بشكل نهائي مع الانتهاكات الجسيمة وتعويض ضحايا سنوات الرصاص؛ وفتح ورش تجويد السلطة القضائية والحكامة الأمنية؛  هذا  لا يعني أننا فردوس حقوقي لكننا وبحرص ملكي في مسار التحول الحقوقي والديمقراطي؛  مما يفرض الإستحضار الموضوعي لهذه الإنجازات  واحترام السيادة المغربية بعيدا عن الإستغلال السياسوي للتقارير الحقوقية .” 

يذكر أن  رئيس المؤسسة المنظمة بوبكر الفقيه التطواني  كان قد استهل اللقاء بكلمة رحب فيها بمحمد أوجار  كأحد الوجوه البارزة في حزب التجمع الوطني للأحرار الوفي لمبادئ الحزب والمطبوع بأخلاقيات الحوار الهادئ والرزين. صقلت تجربته ومساره المهني ممارسته للعديد من المسؤوليات الحكومية والدبلوماسية  والجمعوية، حيث يتقلد اليوم مهمة أممية
دقيقة كرئيس للبعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا.

كما تساءلت  الكلمة التقديمية ”  كيف يقرأ محمد أوجار أسلوب عزيز أخنوش في إدارة الحزب والحكومة، وهل لديه أسلوب يميزه عن غيره؟ وهل يمارس السياسة بصيغة أخرى؟ وكيف تمارس الحكومة الحالية عملها بين التدبير الأزماتي والوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في البرنامج الحكومي”.وهي تساؤلات  استفاض أوجار في الإجابة عنها بخطاب عقلاني وصادق نبراسه الأول والأخير الدفاع عن المصالح العليا للوطن.