هل فعلا المغاربة محتاجون لفتح الحدود مع دولة الشر والغدر ؟

بقلم الدكتور نًورالدين بلحداد

في إطار الخرجات الإعلامية المجانية للرئيس الجزائري والتي قال في احداها ان بلاده لا ترغب في فتح الحدود مع المغرب استوقفتني هذه العبارة كثيرا واستحضرت شذرات من تاريخ السلاطين العلويين الشرفاء في تعاملهم مع أهل الجزاءر وكيف كانوا يستقبلونهم في بلادهم ويعتنون بهم ويوفرون لهم الأمن والحماية في أبدانهم واموالهم بعدما عانوا الامرين سواء مع الاحتلال العثماني او الاستعمار الفرنسي لبلدهم .

لكن هذا الرئيس الذي لا علم له بهذه الايادي البيضاء للسلاطين العلويين بل ويجهلها ويتطاول على اسياده أهل الكرم والجود الذين ظلوا وما يزالون اوفياء لحسن الجوار ورفع اي ضرر على أهل الدار فهل هناك وقاحة اكثر من هذه الوقاحة الذي نطق بها هذا الرئيس النكرة الذي كلما ذكر اسمه وإلا انتفض الجمع من حوله وهل تعتقد على اننا سنموت جوعا او عطشا اذا ما ظلت الحدود مقفولة مع بلدكم .

الا تستحيي وتتذكر لما سمح المغفور له الحسن الثاني بدخول اولادكم الى مملكته الشريفة كيف كانوا يتهافتون على شراء البطيخ الأحمر اي الدلاح المغربي وكيف غصت بهم فنادق وجدة والسعيدية وطنجة وتطوان ومراكش واكادير حتى ضاقت بهم الارض وأصبحوا ينامون في الحداءق العمومية زِد على اصطفاف الالاف من اولادكم امام مراكز العبور المغربية طمعا في السماح لهم بدخول المغرب فماذا سنستفيد اذا ما ذهبنا الى بلدكم وهل تعتقدون بان
المغاربة سيستبدلون جنتهم بأرضكم الجذباء العقيم التي لا تنبث الا النفط الأسود مثل قلوبكم وهذا هو لحماق نخلي بلاد الخير ونتغرب فبلاد ما فيها لا زرع لا شعير وبالعودة الى التاريخ اسمع سعادة الرئيس وحل مزيان وذيناتك باش تعرف اش داروا بعض السلاطين العلويين اجداد وآباء الابن البار وثمرة النخلة العلوية سليل الدوحة النبوية الملك محمد السادس حفظه الله واعز أمره ووقاه من شر الخلق ومن الجار العاق فجده مولاي محمد الثالث كان مناصرا لأولادكم ومدافعا عنهم ايام الاحتلال العثماني لبلادكم وهنا استحضر واقعة يحكيها السفير العثماني الذي جاء في مهمة عند هذا السلطان سنة1785 وبعد استقباله بالرباط وصلى معه صلاة الجمعة بمسجد السنة يقول السفير ان محمد الثالث عاتبني كثيرا عما يلاقيه ابناء الجزاءر من ظلم واضطهاد الحكام العثمانيين وطلب مني رفع ذلك الى السلطان العثماني بإسطنبول وتحقق له ذلك ويضيف السفير قاءلا اثناء الصلاة شاهدت بام عيني وصول وفود عديدة من أهل الجزاءر وافريقيا للسلام على هذا السلطان الشهم .

هذا بالاضافة الى تدخل هذا السلطان في النزاع الحاصل بين اتراك الجزاءر والولايات المتحدة الامريكية بسبب الجهاد البحري اي القرصنة التي كانت السفن والمراكب الامريكية تتعرض لها في البحر الأبيض المتوسط كما انه تدخل لدى الدولة الاسبانية مرات عديدة لافتداء الأسرى المسلمين ومنهم الكثير من أهل الجزائر .

واش نزيدك ولا باركا ؟

اما جده محمد الرابع فحدث ولا حرج فقد خَص العديد من السياسيين والقادة العسكريين المعاصرين لهذا السلطان العديد من التقارير عن المساعدات المالية والعسكرية التي أعطاها للجزائريين اثناء دخول الفرنسيين لبلدهم سنة 1830 وكيف انه أعطى اوامره لقائده بتطوان بفتح الحدود في وجه الجزائريين الفارين من بلدهم والراغبين في الاستقرار بالمغرب ناهيك عن الاطنان من الغذاء الذي كان يبعث للمجاهدين اما جده محمد الخامس فما تزال ذاكرة العديد من أبناءكم الأحياء تتذكر أفضال هذا السلطان عليكم وكيف ناصر قضيتكم في الامم المتحدة ودافع جَهْرًا عن استقلال بلدكم بالقول والفعل وكيف فتح لكم الحدود لتقيموا مراكز التدريب للمقاومة واستقباله لزعماء ثورتكم ومدهم بالمال والسلاح اما والده الحسن الثاني فهو الذي علم بشروركم وغدركم وكان رحمه الله شوكة دامية في حلقكم وهو الذي فتح لكم مرات عديدة قلبه وحدود بلاده لكنكم قوم تجهلون والله أعمى بصيرتكم وترككم في ظلمات تعمهون فمتى ستستفيقون من اوهام الزعامة الواهية والى اللقاء في موضوع اخر عن خصوم و أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية.