مهنة الطب بالمغرب بين مطرقة الواجب العملي وسندان الوضع المهني ..

مراسلون 24 – وحيد مبارك *

الطبيب يعتقل والممرض يعتقل .. بداعي الإهمال والتقصير. الأكيد أنه لا يمكن القبول بوفاة مواطن، صغيرا كان أو كبيرا، ذكرا أو أنثى، لأن الموت مفجع وخبره صادم وتبعاته كثيرة… لكن من المسؤول حقا عن الوضع الصحي في مؤسساتنا الصحية العمومية ؟ من الذي يجب أن يوفر الشروط لممارسة مهنية وفقا للمعايير التي توصي بها منظمة الصحة العالمية ؟ عدد الأطباء والممرضين، فضاءات العمل، معدات، أدوية …؟ من الذي يجب أن ينظم ساعات العمل لمردودية أكبر وتدخلات ناجعة؟ من الذي يجب أن يوفر شروط تنظيم الحراسة بنوعيها كما ينبغي ؟

خلال كل هذه السنوات وفي ظل الوضعية التي تئن تحتها المستشفيات لم يعتقل أي مسؤول عن السياسة الصحية، لم تتم محاسبة وزير، لم نضع أصابعنا على مكمن الخلل حقا ؟
عند كل نائبة نبحث عن كبش فداء .. عن مشجب .. عن ضحية….

الأكيد أن هناك المتقاعس ، والمرتشي، والكسول … كما في سائر القطاعات … لكن هناك الشرفاء .. هناك من يبذل ما في وسعه لخدمة المواطن والوطن وأداء واجبه بمنتهى الأمانة، فإذا به ينتهي وراء القضبان في مرحلة عمرية هو مقبل فيها على الحياة أو في ختام مشواره المهني …

ليس دفاعا عن أحد فقط هي دعوة لتسمية الأشياء بمسمياتها… فبهذا الوضع سيفر الجميع، وكما يقول المثل : مكاينش شي قط كيهرب من دار العرس..
إنه الألم .. ألم أسر الضحايا الذين يفقدون قريبا .. وألم أسر مهنيين للصحة في السجون …

** صحفي مختص في مجال الصحة