قصة صفاء من سلا التي حصلت على إجازتين فوق كرسي متحرك

مراسلون 24 – هشام العصادي

رغم إصابتها بإعاقة حركية منذ الطفولة ، تحولت صفاء العرش ابنة مدينة سلا إلى نبراس يضيء دروب أجيال المستقبل، من خلال حبها لمهنة التمدرس وإيمانها برسالتها الإنسانية و مفخرة لكل من تعرّف عليها .
تعمل صفاء كمديرة ومسيّرة لأحد مراكز الدعم و التقوية التي عملت على تأسيسه و المتخصص في إعادة إدماج الطلبة و التلاميذ بمنطقة تابريكت بسلا عبر تلقينهم دروس الدعم و التقوية في مختلف اللغات و التخصصات .
أصيبت صفاء بإعاقة حركية في سن الخامسة بسبب مرض ناذر يدعى الميوبوتيا أو الإعتلال العضلي، إلا أن إعاقتها لم تحل دون تحقيق أحلامها التي حملت بين جنباتها قيما إنسانية ومشاعر نبيلة مشيرة في ذات الوقت إلى التحفيز و الدعم الذي تلقته من والدتها على الخصوص فضلا على السند الذي واكب مشوارها الدراسي من طرف الأطر الأطر التربوية منذ الأقسام التمهيدية إلى الجامعية .
تمنت صفاء منذ طفولتها أن تمرر رسائل خاصة لطلبة التمدرس التي تنير دروب أجيال المستقبل، وتبعث في نفوسهم الحماسة للتغلب على جميع المصاعب، خصوصا تلك التي عاشتها عند طفولتها وعملت بجد على تحديها .
صفاء المجازة بشهادتين الاولى في علوم الإقتصاد و أخرى في الدراسات الإسلامية تحولت بين أقرنائها إلى رمز للتغلب على الإعاقة وتذليل العقبات، ومصدر للإلهام والفخر لكل من عرفها.
تذهب صفاء يوميا من منزل والديها إلى مركز التعلم the Best centre على كرسي متحرك المتواجد بمنطقة تابريكت بسلا ، حيث تقضي بعض الأعمال اليومية بمساعدة طلابها و الاطر التربوية المتواجدة بهذا المركز ، مؤكدة على أن الإعاقة لم تكن عائقا دون مواصلة الحياة وتحقيق حلمها من أجل تحسين حياتها .

وفي حديث خاص لمراسلون 24 أشارت صفاء أنها تستطيع في الوقت الحالي رؤية أهدافها وهي تتحقق على أرض الواقع والإحساس بها ، وأن هذه الإعاقة لم تدفعها للسأم من الحياة والإعراض عن تحقيق حلمها و أن تساهم في بناء المجتمع ، وأن إعاقتها الحركية لم تدفعها أبدا للشعور بالوهن أو اليأس، أو العزوف عن مواصلة السير قدما لتطوير قدراتها .

في السياق ذاته أكدت لنا صفاء أنها تعمل دائما على أن تكون ممتلئة بالبهجة والفرح، وأن تكون مصدرا لسعادة ورفع معنويات طلابها وجميع من تقابلهم في حياتها اليومية ، وتابعت قائلة “لم أستسلم لإعاقتي أبدا حاولت أن أعيش بسعادة قدر استطاعتي وقناعاتي الخاصة ، ولم أفكر أبدا في الأحداث السلبية التي تبعث على الوهن في نفس الإنسان .

و في ختام حديثها معنا أشارت إلى أنها تشعر بالكثير من الفخر من خلال أدائها لعملها بشكل جيد، وأنها تعلمت الكثير من طلابها وعملت بإخلاص من أجل أنجاح برنامجها التربوي و التعليمي .