عمال النظافة بمدينة سلا.. جنود تأهبوا لمواجهة تداعيات الجائحة الوبائية

مراسلون 24

أيادٍ معذّبة في شوارع وأحياء مدينة سلا لا يعرف أحد عن مآسيها وأحزانها شيئا، تُفرغ صناديق القمامة وتجمع أعقاب السجائر وتكنسُ مخلفات البيئة في أكياس بلاستيكية، تعمل دون كلل أو ملل آناء الليل وأطراف النهار.

تضحيات بلا تكريم يبذلها عمال النظافة هنا بمدينة سلا وفي ربوع المملكة ، بالتزامن مع تفشي وباء “كورونا” الذي أعاد التركيز على قواعد الصحة العامة، قصد جمع النفايات المنزلية وتعقيم الأماكن العامة للحيلولة دون انتشار الفيروس المستجد.

جنود غير مرئيين معبّؤون لمواجهة الجائحة الوبائية غير مبالين بإرهاق ساعات العمل، ينتشرون في الشوارع والأحياء حتى ساعات متأخرة من الليل، لا يهابون عدوى فيروس “كوفيد-19″، يقومون بتطهير وتعقيم الأماكن العامة وسط العديد من المخاطر الصحية.

ففي ظل السرعة الفائقة التي ينتشر بها الفيروس العالمي، يجوب عمال النظافة شوارع مدينة سلا كلما هجع السكان آخر الليل ، ليجمعوا الأزبال التي خلّفها المارة طوال النهار، متناسين ظروفهم العائلية ومشاكلهم المالية.

جنود مجهولون تأهبوا لمواجهة تداعيات الجائحة الوبائية على بلادنا، يكابدون من أجل تطهير الشوارع وتنظيفها؛ ورغم أن كثيرين يزدرون هذه المهنة، لكنهم اختاروا مواجهة نظرات المجتمع “القاتلة” دون أن تخترق أجسادهم، ساعين إلى تكريس ثقافة النظافة لدى عموم الناس.

حالة الطوارئ الصحية مازالت سارية المفعول في المجتمع المغربي، وجلّ الشرائح المجتمعية توقفت عن العمل إلى حين انتهاء هذه الفترة، باستثناء هذه الفئة التي تراها تملأ شوارع وأحياء المدن في ظل حظر التجوال، مستعينة بأسلحتها في محاصرة الوباء؛ وهي المكنسة وآليات التعقيم.