جمعويون بسوق أربعاء الغرب يناقشون أدوار الكفاءات في التنمية المحلية

عبد القادر شقيب

نظمت بعض الفعاليات الجمعوية للهيئة المحلية بسوق أربعاء الغرب يوم السبت 17 غشت 2019 بمقر الثانوية التأهيلية سيدي عيسى الغرب لقاءا تواصليا تنمويا يضم ثلة من الكفاءات الوطنية والدولية لمنطقة الغرب.

وهو اللقاء الذي افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المقرئ محمد الناجي تم الوقوف إجلالا وتحية للنشيد الوطني، بعدها تم القاء كلمة ممثل الهيئة المحلية السيد توفيق فاضلة تطرق من خلالها على دور هذه الكفاءات المحلية والوطنية التي رسمت المخططات المصيرية والتوعوية لخلق هذا التواصل ذو الجسر الابتكاري والتنموي، ويعد هذا اللقاء فرصة مناسباتية لتقرير مصير هذا العمل الحكيم والدؤوب ،كما تكبدت هذه الكفاءات عناء الابداع والتخطيط لنجاح هذا اللقاء والسير به قدما نحو العطاء الايجابي لجعله تقليدا سنويا راسخا في ذاكرة المدينة.

ومن جانبه أكد الأستاذ كريم زيدان ممثل الأطر والكفاءات الدولية في توجهاته الاستعراضية عن الاستمرار في العمل الدئوب المنبتق من الرؤية الموسوعية وتهييئ أرضية استراتيجية صلبة تجعل هذه الأطر المهاجرة مستمرة في عملها الطموحي قصد اغناء الأوراش التنموية للمدينة باستثمار أفكارها واعتماداتها التمويلية طبقا للفكر والمرجعية المتميزة التي تدخل في إطار المخططات الاجتماعية ذات القيم الانسانية والكونية.

وبعيدا عن التنظير الحزبي المنغلق والضيق دو الاطروحة المتكسبة والأصولية . فهذا التوجع المستبد والفاسد يقصى القوة التنموية والرهانات المستدامة التي ترتبط بمستقبل المنطقة. كما ألح بقوة عن عدم اشراك الفاعل السياسي الغير المحنك والمعرقل لهذه الأفاق التنموية وأن الصدى الابداعي والاجتماعي هو القوة الابداعية البعيدة المدى لتنمية المدينة. وكذلك البحث بحزم و اخلاص على الكفاءات المبدعة ذات البعد التنموي والرأية الموسعة التي تعرف ماذا تعمل وماذا ستعمل وفي أي أرضية تبتكر وتنتج ؟ وفي نفس السياق تم عرض فكرة مشروع مرصد الغرب للأبحاث والمبادرات التنموية من طرف الأستاذ : مصطفى شقيب باحث وفاعل جمعوي بالمدينة، وقد استعرض من خلالها الأفكار الاستراتيجية والتصورية التي ينبني عليها هذا المولود التنموي الجديد للمرصد في إطار دينامية دات رؤية مساهمة والاستغوار في العمق الفكري المنفتح والفعال، من حيث الهياكل والتنظيم والأهداف التي ستكون في القاعدة المؤسسة لهذا المشروع، حيث سيكون الجسر والسند في الخصوصيات الترابية والاجتماعية والثقافية للرقي المحلي والجهوي والوطني اعتمادا على كفاءات متميزة في التسيير والتدبير التي تتميز بحس نقدي تقييمي تنموي.

وفي مداخلة أخرى ألح الاستاذ نور الدين عباد الاطار المهاجر بسويسرا الذي ركز في مداخلاته على الاستدامة والتشبت بالخصال العلمية التأطيرية التي تبلور فكر استثماري تنموي للوصول إلى الاهذاف التي ترسخ البرامج الافاقية الحقيقية وتقديمها كمشروع فكري إلى مسؤولي الجهوية الترابية والاستعانة بالتمويل المالي واللوجيستيكي. ومن جهة اخرى أكدت الاستاذة فرتات التجانية الاطار المتقاعد بوزارة التربية الوطنية والتكوين على الاهتمام بالمسار التعليمي للافراد الذي يعتبر قوة تنموية لمستقبل البلدان وكنمودج أساسي علمي لتحرير عقول الغير مدبرة في التنمية الاجتماعية والمجالية، والتموقع في مراتب الريادة الوطنية والعالمية حيث أن مدينة سوق أربعاء الغرب كانت موقعا استراتيجيا عسكريا حساسا للمستعمر يحسب له ألف حساب باسم التوجه التنظيري والتدبيري لثقافة المستعمر، وبغض النظر عن موقعها الجغرافي الحيوي.

والح هو الاخر السيد محسن الخالدي الفاعل الجمعوي وأحد الفعاليات النشيطة بالمنطقة على أن تشخيص الوضع الترابي يعد الحل العلمي الأنسب قبل وضع الحلول والمقترحات والتصورات والمقاربات التقييمية والنوعية والبعد عن النمطية النقدية والارتجالية التي تسود الخطابات التواصلية والللقاءات المناسبتية، ولعل هذا ما يواكب مكتسبات الرائدة للتنمية المحلية النشيطة.

وفي الاخير اختتم هذا اللقاء بفتح النقاش العميق الهادف للحضور وطرح التصور العام لمرصد الغرب للأبحاث والمبادرات التنموية مع تأسيس لجنة اشرافية للرصد والمرافقة والتتبع تتكون من الأطر المحلية المهاجرة بالإضافة إلى أطر أخرى التي ستعمل تنمويا وابتكاريا على المدى البعيد والقريب للدفع بالأسس الهيكلية والتنضيمية والمكتسبات الأفاقية لمرصد الغرب ذو القطب المجالي المتعدد الاختصاصات واشعاع الصدى في المدينة.