مراسلون 24
في خضم الاحداث المتسارعة بمنطقة الشرق الأوسط والحرب الدائرة رحاها بين إيران وإسرائيل، وعلى إثر التقارير الإعلامية المتطابقة التي كشفت مصرع ضباط جزائريين أثناء الهجوم الجوي الذي شنّته إسرائيل على مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران، متطرقة إلى مقتل أربعة عناصر جزائرية برتب عالية، وهم لمين زوقار ومصطفى دحروش والسعيد راشدي وتاج الدين مغولي، إضافة الى مقتل عناصر من مرتزقة مليشيات البوليساريو لم يكشف عن أسمائهم.
عاد النقاش مجددا حول التحليلات الجيوسياسية التي ترجح توجه جبهة البوليساريو لأن تصبح حليفا استراتيجيا للجماعات المسلحة … بل وفتحت واقعة طهران وقبلها مشاركة المرتزقة مع نظام الأسد، باب التساؤل عن دور “الوسيط الميداني” الذي باتت تلعبه جبهة البوليساريو ، ضمن انخراطها في صراعات إقليمية خارج أراضيها بجمهورية تندوف الصغرى.
وعلى هدا الأساس أجمعت التقارير على ان الوقت قد حان للمنتظم الدولي التحرك لما يقع بالمخيمات التي اضحت تشكل بؤرة – لتفريخ ارهابيين – بموجب القانون الدولي، وفرض سياسة الامر الواقع.
وفي ذات السياق أورد تقرير المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن، من أن ” جبهة البوليساريو” تجسد حاليا نموذجا لمنظمة إرهابية، تجعلها تشكل تهديدا جديا للاستقرار الإقليمي والدولي
كما دعت مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” (FDD) “(مركز أبحاث مقره واشنطن) الجزائر الكف بتمويل وتسليح جبهة البوليساريو واصدار جوازات سفر لأعضائها، واستضافة قادتها في مخيمات اللاجئين في تندوف، وسلطت الضوء على العلاقات بين جبهة البوليساريو وإيران وحلفائها في العالم العربي، لاسيما حزب الله اللبناني، ودور الجزائر في هذه الدينامية المعقدة.
الى ذلك، تأكد بالملموس مدى صحة المعلومات المرتبطة بالملف الذي كشف بتقارير موثقة الانحراف المتزايد لميليشيات البوليساريو، والدي يأتي عقب تحذير جدي صادر عن المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، في شأن التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة “البوليساريو”.
وفي الوقت الذي تزايد فيه الوعي الدولي بالطبيعة الانفصالية للبوليساريو وبالتهديدات الأمنية التي تمثلها تحركاتها الإرهابية، تبقى الخطوة الأخيرة لتصنيف مليشيات البوليساريو رسميا كمنظمة إرهابية، مقترح القانون الذي أعده السيناتور الجمهوري الأمريكي جو ويلسون، للكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وهي الخطوة التي وصفت بـ ” التحول الجيوسياسي اللافت”، باعتبار انه سيتم اعتماده بشكل رسمي قبل أن يقدمه للتصويت مستنداً إلى ” علاقات المرتزقة المشبوهة مع محور إيران والجزائر وروسيا في إفريقيا”.
ويرى مراقبون انه حان الوقت في ادراج البوليساريو على القائمة السوداء، كمنظمة إرهابية تسعى الى زعزعة الاستقرار في المنطقة باسرها، وممارسة اقصى درجات الضغط الممكنة على راعيتها الجزائر، والكشف عن أنشطتها الاجرامية… علما ان التقارير الدولية أجمعت على ان جبهة بوليساريو، (والتي يتزعمها إرهابي يحمل اسم عدنان أبو الوليد الصحراوي ينحدر من مخيمات تندوف، متزوج من امرأة تحمل الجنسية المالية.) مرتبطة بما يسمى ب “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى ” الى جانب حركات إرهابية، معروفة بالمنطقة من قبيل ” حركة أنصار الدين” و ” جماعة بوكو حرام” و ” القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي” والتي أصبحت تشكل اليوم التهديد الجهادي الرئيسي في منطقة الساحل حيث قامت بسلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة ضد جيوش بوركينا فاسو ومالي والنيجر…