مراسلون 24
لم يتردد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في التصريح بمعارضته لخروج المغاربة للاحتجاج ضد حكومة عزيز أخنوش بسبب غلاء أسعار المواد الاستهلاكية.
وقال: “أنا ضد خروج الناس للاحتجاج ضد الغلاء، لأن الوضع الآن شائك بسبب الظرفية الدولية، وأنا متفق مع قرار وزارة الداخلية بمنع مسيرة الاحتجاج ضد الغلاء في الدار البيضاء”.
لكنه لم يترك الفرصة تمر دون الحديث عن المسيرات التي نظمت خلال رئاسته للحكومة، موردا: “إلى حد الآن لا نعرف من كان وراء مسيرة ولد زروال التي لم يتبنها أحد، ولا نعرف من جمع الناس من كل مكان للاحتجاج دون أن يعرفوا سبب تجمعهم”.
كما دعا بنكيران رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إلى إيجاد حلول لمشاكل المغاربة وتحمل مسؤوليته بدل تعليق فشله على شماعة حزب العدالة والتنمية، مبرزا أنه كان يستشيره في عدد من القضايا، بما في ذلك رفع الدعم عن المحروقات، حينما كان رئيسا للحكومة وكان أخنوش وزيرا فيها.
وعاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الرئيس الأسبق للحكومة، للحديث مرة أخرى عن علاقته بالملك محمد السادس؛ فقد حرص في كلمة له خلال المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية المنعقد اليوم الأحد بمراكش على توضيح موقفه من الملكية في المغرب.
وقال بنكيران: “نحن لا نجامل سيدنا، ونعتقد أن علاقتنا بالملك مبنية على البيعة وليس على الدستور فقط”، قبل أن يوجه كلامه إلى خصومه قائلا: “لا تحاولوا أن تقدموا أنفسكم كمبعوثين من طرف الملك، سيدنا إذا أراد أن يرسل لي شيئا فإنه يرسله لي مباشرة، وماشي بعيد يكون مقلق عليّ”، مضيفا أن الملك آخذ عليه بعض الأشياء أكثر من مرة، لكنه في أحيان كثيرة يكون مسرورا.
وشدد بنكيران على أن علاقة حزب العدالة والتنمية بالملك هي “علاقة مبنية على الشرع لا تتبدل ولا تتغير”، كما عاد بذاكرته إلى سنة 2011 حينما كان يحضر اجتماعات مع المستشار الملكي محمد معتصم، رئيس لجنة مراجعة الدستور.
وقال: “أخبرت مصطفى معتصم أن التنصيص على قدسية الملك في الدستور يشوش علينا، وطلبت منه أن يبلغ ذلك لجلالة الملك، وحينما عاد في الاجتماع الموالي أخبرنا أن الملك طلب منه أن يبلغهم أن (القداسة لله والعصمة للأنبياء وأنا ملك مواطن)”.
وأضاف بنكيران: “لو كان المغاربة يدركون أهمية إزالة القداسة عن الملك من الدستور لاتخذوا ذلك اليوم عيدا”، مشيرا إلى أنه هو من كان وراء التنصيص على أن “للملك واجب التوقير والاحترام”.
وتابع: “قلت للسي معتصم، هذا الأمر لا بد أن يتم تدقيقه، نحن لا نريد أن يتجرأ أحد على جلالة الملك، بل يجب التنصيص على إحاطة شخصه بواجب التوقير والاحترام”.
وإذا كان الدستور قد نص على واجب الاحترام والتوقير للملك، فإن ذلك، بحسب بنكيران، لا يتعارض مع انتقاد سياساته؛ فهو “بشر يصيب ويخطئ وليس إلها أو نبيا، لكن يجب أن يتم ذلك في إطار الاحترام اللازم”، مشددا على أن العلاقة التي يجب أن تجمعهم بالملك، “هي علاقة التعاون والاحترام وليس شد ليا نقطع ليك”.
من جهة أخرى، عاد بنكيران للحديث عن كواليس استقباله من طرف الملك محمد السادس بعد انتخابات أكتوبر 2016 وتعيينه رئيسا للحكومة.
وقال: “كنت أنتظر استقبال جلالة الملك، وحينها جاء مصطفى الرميد أيضا بدعوة من جلالة الملك”، مبرزا أن الرميد سأله حينها عما يمكنهم القيام به، فأجابه إذا عينك جلالة الملك فأنت رئيس الحكومة، وسنطبق ما يريده جلالة الملك”.
ولفت بنكيران إلى أن الملك استقبله رفقة مصطفى الرميد بعد تعيينه، وآخذ عليه جملة من الأشياء، مشيرا إلى أنه رد على ذلك في إطار الاحترام اللازم.