الطيب أمكرود
خلال مطلع سبعينيات القرن الماضي، سينبثق من رحم أحياء إنزكان اسم سيسري على كل الألسن ويحلق عاليا في عالم الشهرة وسيبصم أغنية تشلحيت.
وبعيدا عن جدال البداية والأحقية، يعتبر إيكوت عبد الهادي ملك تازنزارت بدون منازع، لماذا؟
صنع عبد الهادي لنفسه موقعا متقدما في أغنية تشلحيت وهو البارع في العزف على البانجو، وهو الموهوب صوتا رائعا هو من شروط نجاح المغني عند الأمازيغ، ولكي ينجح عبد الهادي غادر قلعة المقام الخماسي التي ظل يسبح ضمنها مغنو المناطق الناطقة بتشلحيت، واستدعى مقامات الشرق والغرب، ولكي ينجح عبد الهادي استدعى إيقاعات أخرى مختلفة تماما عما كان مألوفا لدى جمهور المناطق التي برز فيها، ولكي ينجح عبد الهادي غير عمق الأغنية بتشلحيت، فأضحى النص الواحد يغنى على ألحان متعددة ومتنوعة وعلى مقامات متعددة ومتنوعة، ترافقه إيقاعات متعددة ومتنوعة، ولعل مفتاح نجاح عبد الهادي إيكوت توافرت له كل الشروط وفي صلبها القدرة على مزج المقامات بدقة عالية قل نظيرها.
إن فترة ظهور عبد الهادي تزامنت وسنوات الرصاص، وهي السنوات التي وظف كتاب كلمات أغاني عبد الهادي مخاضاتها لبناء نصوص تمتح من معاناة المتلقي وتتماهى وآلامه وترسم حدود آماله، ورغم ما يمكن أن يقال عن جودة وأصالة تلك النصوص الشعرية المغنىاة من قبل عبد الهادي ، يبقى الرجل والمجموعة والمنجز أول من استطاع أن يجعل أغنية تشلحيت يستمع إليها كل المغاربة، وأول من كسر تقليدا تافها لدى الروايس يخفون من خلاله اسم كاتب الكلمات والأشعار.
لقد دخل عبد الهادي بيوت المغاربة جميعهم ومنهم الناطقون بالدارجة وباقي الناطقين بمختلف فروع اللغة الأمازيغية في الجنوب الشرقي والوسط والشمال، وسافر بعيدا نحو باقي مناطق شمال افريقيا الناطقة بالأمازيغية، كيف لا وهو المبدع الخلاق لألحان وإيقاعات وأسولب أداء غير مسبوقة في أغنية جنوب المغرب الناطق بتشلحيت..