مراسلون 24/ م – ع – الإدريسي
في حوار لأحد الإعلاميين مع رئيس منتدى السياحة ؛ ومن بين الأسئلة الأولى الذي طرحها” فكري ولد على ” على رئيس منتدى ..كيف تشخصون اليوم وضعية القطاع السياحي بعد مرور أكثر من سنة على تفشي فيروس ” كورونا” ؟
عانى القطاع السياحي في بلادنا بشكل كبير بسبب الجائحة. وكان للإجراءات المتخذة من السلطات، خاصةإغلاق الحدود ومنع التنقل بين المدن، انعکاس سلبي على أداء القطاع الذي عرف تراجعا في عدد الوافدينوليالي المبيت يتجاوز 80 في المائة، وهو ما أثر بالتالي على حجم المداخيل وارتفاع نسبة البطالة فيصفوف العاملين بحكم الإغلاق الكلى أو الجزئي لغالبية المؤسسات السياحية . وبالإضافة إلى السياحةالداخلية التي ساهمت بحوالي 31 في المائة من حجم ليالي المبيت في 2019 ، فإن الوضعية الوبائيةالحرجة في مجموعة من الأسواق التقليدية الأساسية بالنسبة إلى المغرب، ساهمت بشكل كبير في التراجعالذي عرفه القطاع، علما أن السوق الفرنسية والبريطانية و الألمانية والإسبانية والأمريكية، تشكل بالإضافةإلى السوق الداخلية، ما يناهز 70 في المائة من ليالي المبيت. هذا التراجع، أرخى بظلاله على العديد منالمدن السياحية الأساسية، مثل مراكش وأكادير وطنجة وفاس والبيضاء، التي عرفت أزمة غير مسبوقة.
ما هي التدابير التي يجب اتخاذها من أجل إعادة إنعاش القطاع في ظل حالة الطوارئ الصحية ؟
فالقطاع السياحي الذي عاش وضعا كارثيًا على وقع أزمة كورونا بعد عام ونصف من الركود.. عملية التلقيحضد كورونا جارية على قدم وساق.. موسم السياحي على الابواب.. منظمات مهنية في السياحة انخرطوافي التحضيرات لبدء عملية الاستقبال موسم السياحي لوجهة المغرب.
أظن أن التدابير التي يجب اتخاذها مرتبطة أساسا بالتخفيف من القيود المفروضة على السفر بين المدنالمغربية لمنح انتعاشة للسياحة الداخلية التي تشكل حوالي 30 في المائة من حجم الليالي المسجلةبالمؤسسات السياحية المصنفة ، والإعلان عن برنامج واضح لفتح الحدود في وجه السياحة الدولية ولوبطريقة انتقائية لاستقبال السياح الأجانب المتحدرين من الدول التي سجلت نسب تلقیح مهمة ، مع مراعاةالحالة الوبائية في هاته الدول ، تلزمنا بعض المرونة في الإجراءات المتخذة من السلطات مع مراعاة التدابيروالتسهيلات التي تستها مجموعة من الوجهات المنافسة ، من أجل إنقاذ الموسم السياحي 2021، وإلاستكون هذه السنة أكثر قسوة من 2020. تجب الإشارة أيضا إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة قامبحملة ترويجية للسياحة الداخلية تستمر على مدى 3 أشهر، ويشارك إلى جانب مجموعة من المهنيين فيالمعارض الدولية، كما يقوم باستقبال صحافيين أجانب ومؤثرين للترويج لوجهة المغرب، وهذا عمل محموديجب تثمينه ومواكبته بالإعلان عن إجراءات التخفيف للسفر بين المدن وعن تواريخ فتح الحدود لاستقبالالسياحة الدولية.
ما هي المعيقات التي تقف أمام النهوض بوضعية القطاع بعد التغيرات التي فرضتها الجائحة ؟
أظن أن السياحة بعد الجائحة ستفرض شروطا صارمة على الوجهات السياحية العالمية. فبالإضافة إلىالمعيقات المسجلة سابقا بخصوص العرض والمنتوج السياحي والنقل الجوي والميزانيات المرصودةللترويج، أصبح من الواجب الاستثمار في البنيات التحتية الأساسية وتجويد العرض والبنيات الأساسيةالصحية لمواجهة أي أزمات صحية محتملة. ومن الطبيعي أن تواكب هاته المجهودات كذلك استثمارات مهمةفي تكوين وتأهيل العنصر البشري المواكبة التطورات التي يعرفها القطاع، خصوصا في ميدان الرقمنةوالحضور الفعال على الشبكات المعلوماتية والوسائط مع إنتاج محتويات رقمية ذات جودة عالية.