مراسلون 24
اعتبر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، التطورات الأخيرة لملف الامتحان الخاص بمنح شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة “جريمة ومصيبة”.
وقال بنكيران، في كلمة له أمام اللجنة الوطنية لحزب “المصباح”، إن نتائج الامتحان كانت غريبة وشابها ما شابها، واحتج الناس ضدها؛ لكن حينما وصل الموضوع إلى مؤسسة الوسيط، كان عليها أن تحكم إما بكون المباراة كانت في محلها وبالتالي لا حق لمن يحتج ويطوى الملف، أو تقر بأن خروقات شابتها وبالتالي ينبغي أن تلغى ويتحمل وزير العدل المسؤولية ويغادر الحكومة.
وتابع رئيس الحكومة السابق، في السياق ذاته، إن الوزراء في دول أخرى يقدمون استقالاتهم بسبب ملفات أقل خطورة من هذه القضية؛ في حين “عندنا بقي الوزير في مكانه وهو نفسه الذي اتهم بفتح المجال للأقارب وذوي النفوذ”.
وأضاف القيادي السياسي ذاته: “الحكومة جبانة، والصواب كان في إلغاء المباراة وإقالة الوزير، لي ما عنديش ضدو شي حاجة؛ لكنه تسبب في مشاكل كثيرة منذ قدومه إلى الوزارة”.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على ضرورة “منح الأولوية للدولة التي ينبغي أن تظل قوية”، مذكرا بملف المعطلين الذي واجهه مع بداية ترؤسه للحكومة بمنع “المنطق الذي كان يفكر به المعطلون الذين يعاقبون الدولة بأساليب احتجاج غير منطقية واحتلال الفضاء العمومي”، حسب تعبيره.
وقال بنكيران إن منطق التوظيف الذي كان سائدا مكن من دخول أشخاص إلى وظائف ليسوا مؤهلين لها ولا يصلحون لها، مضيفا: “من يطلب الوظيفة من الدولة مقتنع بأنه مظلوم، ويخرج من دائرة الفعل والمبادرة”، مبرزا أن “الدولة من واجبها البحث عن حلول لمعالجة مشكل البطالة؛ لكن ذلك لا يتم بالفوضى أو بالشكل الذي كان يتم في السابق”.
وانتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مشاركة مغاربة وشخصيات مسؤولة بالمغرب في احتفال بهزيمة العرب والمسلمين في 1967، واصفا الأمر بالإهانة.
وقال إن تصريحات بعض السياسيين وغيرهم من المشاركين في هذا الاحتفال تؤكد “أننا وصلنا إلى الدرك الأسفل من عدم المعقول”، منبها الأحزاب السياسية التي سارعت وتنافست في هذا الاستقبال والهيئات والجمعيات وكل من يساهم في تأطير المجتمع إلى أن “ما وقع أمر غير معقول، إن لم أقل إنه حرام”.
وتابع السياسي ذاته “إننا على الدوام عشنا مع اليهود، والذين يتمتعون بحقوقهم كاملة، وربما ببعض التمييز الإيجابي؛ لكن أن يصل الحال إلى الاستقبالات الشعبية والاحتفال بهزيمتنا فليس لهذا من وصف سوى أنه خزي وعار، وهناك حد أدنى يجب أن نقف عنده، لأن المغرب ليس الدولة الوحيدة التي طبعت مع ما يسمى إسرائيل، فقد طبعت مصر والأردن معها قبل عقود؛ لكن الشعبين المصري والأردني لم يطبعا إلى الآن”.
وذكر بنكيران أن “للدولة ظروفها وحساباتها في موضوع التطبيع، ومن مقاربتنا الأساسية أن لا ندين دولتنا؛ لكن هذا لا يعني القبول بالتطبيع الشعبي والعام، مع احتلال ما فتئ يقتل ويعتدي ويروع الفلسطينيين وعلى أعيننا، وبشكل مباشر ومرئي وأمام أنظار العالمين”.
وخلص الأمين العام لـ”البيجيدي” إلى التأكيد على أن الشعب المغربي لن يتخلى عن فلسطين، مذكرا بهذا الصدد بقول الملك محمد السادس بأن “القضية الفلسطينية هي بمثابة وفي نفس مستوى قضية وحدتنا الترابية”.